yesra
yesra
أعمدة

ربما: أكاديمية السلطان قابوس الجويّة

21 مارس 2018
21 مارس 2018

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

قدمت لي دعوة كريمة لتقديم محاضرة تربوية حول قضايا التعليم المعاصرة والحلول المقترحة لعلاجها، ضمن برنامج دورة إعداد الموجهين (23) بالأكاديمية، والحقيقة أن الأمر جعلني في قمة السعادة لاعتبارات عديدة، أهمها على الإطلاق هو ترك بصمة في هذا الصرح الأكاديمي العملاق بحجم كينونته وبحجم المهام الملقاة على عاتق مُنتسبيه على اختلاف رتبهم العسكرية.

كعادتي في مثل هذه المحافل أفضّل التواجد قبل الحضور بوقتٍ كافٍ لتهيئة المكان إذا ما احتجت إلى شاشة للعرض أو جِلسات مخصصة أو ما شابه ذلك، وبالأمانة فقد تم استقبالي بحفاوة بالغة كتوقعاتي وعهدي بمثل هذه القامات التي لا يليق بها إلا حد الاكتمال، من باب الدخول إلى الأكاديمية حتى مكتبِ آمر الأكاديمية الذي منحني أكثر مما أستحق.

توجهنا إلى قاعة المحاضرات، كانت ملأى بالمستهدفين من مجندين وضبّاط ومتدربين، ولأول مرة أقف لأحاضر بين جمهور من الناس فأشعر بتوترٍ ينتابني، لكوني قد اعتدت هذا الأمر كثيرا كتربوية وأكاديمية لي عقدان من الزمن في هذا المجال، حيث إن للباسهم رهبة مهيبة وهيبة عجيبة تتسلل بين ثناياك، فتشعرك بشيءٍ من الخوف الذي يغلفه الاحترام لهذه القيمة الوطنية العظيمة المتمثلة في هذا الزي العسكري.

قدموني، فقالوا عني الكثير، وبدأت في الطرح والتناول لهذا الموضوع الذي يشغل بال المجتمع بأسره، فالقضايا التعليمية شائكة شابكة لا يمكن جعلها بمعزل عن أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، فالتعليم هو كل شيء وقبل كل شيء وأساس كل شيء للحفاظ على مقدّرات الدولة ومكتسباتها من خلال العقول التي ستتوارث ذلك جيلاً بعد جيل.

ولقد التمست بين رجال الأكاديمية الذين التقيتهم وقرأت في شغف استماعهم المثير والكثير، أعينهم ملأى بالحياة، متعطشين لمعرفة كل ما حولهم، يتناقشون بمنتهى الحزم، .يطرحون أفكارا حوارية لم تكن تخطر على البال، في مخاطبتهم أناقة لفظٍ، وفي تعاملهم رُقي، يغمرهم الطموح، مليئينَ بالعزمِ على التطور والتقدم والإعلاء من شأن عماننا الحبيبة بمنتهى الولاء لله والوطن والسلطان.

غادرتهم ولم يغادروني، أضافوا لي أكثر مما أضفت، تعلمت منهم ما كان يصعب علي أن أتعلّمه، فكانت كلماتي هذه رسالة شكرٍ بحق هؤلاء الرجال الذين أكرموا نُزلي بأكاديميتهم، وعظيم تعاونهم، فشكراً.. ثم شكراً.. ثم ألف شكر.

• إليه حيثما كان:

‏الزمان اللي، عن عيوني خذاك

‏لو يشوف شكثر فاقدك

استحى!