كلمة عمان

تحقيق المصالحة الفلسطينية وضرورة تعاون الجميع

17 مارس 2018
17 مارس 2018

بالرغم من الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبوجه خاص في قطاع غزة، وبالرغم أيضا من أن جهودا كثيرة، بذلت ولا تزال تبذل، خاصة من جانب الشقيقة مصر، لدفع قطار المصالحة الفلسطينية، والوصول به إلى حيث تتحقق المصالحة بشكل عملي وفعلي على الأرض، وتتحقق معها مصالح الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، إلا انه يبدو أن هناك أطرافا لا تريد للمصالحة الفلسطينية أن تتم، بأي شكل من الأشكال، لأن جميع الأطراف، ومنها حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتانياهو، تدرك جيدا أن المصالحة الفلسطينية وإتمامها، هي البوابة الحقيقية لاستعادة القدرة الفلسطينية على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والصمود في مواجهة مخططاته، وإفشال كل محاولات تفتيت وتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يجري بأشكال مختلفة خلال هذه الفترة.

وفي هذا الإطار فان التفجير الذي حدث يوم الثلاثاء الماضي، لدى دخول موكب رئيس الوزراء الفلسطيني «رامي الحمد الله»، وهو تفجير مدان بالتأكيد، ونددت به كل من السلطة الفلسطينية وحركة حماس وحركة فتح وغيرهما من الفصائل الفلسطينية، والكثير من الأطراف الأخري، ينبغي النظر اليه من منطلق محدد، وهو انه - اي التفجير - أراد عرقلة ونسف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، خاصة في الظروف الراهنة، التي تمر بها القضية الفلسطينية، فلسطينيا وعربيا ودوليا أيضا. ومن هنا تحديدا، فانه ليس من المفيد، ولا المطلوب، أن تتبادل حركتا فتح وحماس الاتهامات، أو الإيحاءات بشأن المسؤولية عما حدث، ولا الانطلاق مما حدث لطرح أوراق جديدة على طريق تحقيق المصالحة، بهدف تعطيلها، أو تحميل الطرف الآخر مسؤولية عرقلتها، ليس فقط لأن إسرائيل هي في النهاية المستفيد الأول والأكبر من كل خلاف، ومن كل إخفاق فلسطيني، سواء في مجال تحقيق المصالحة أو في أي مجال آخر، ولكن أيضا لأن هدف تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتجاوز الخلافات والمماحكات بين فتح وحماس، هي بالتأكيد أكثر أهمية من أي شيئ آخر، ولأنه ليس من الحكمة تحقيق هدف المتورطين في عملية التفجير، أيا كانت نواياهم، أو انتماءاتهم، التي تبعد تماما عن المصلحة الفلسطينية وتتنافى معها.

وبينما تشعر إسرائيل بالغبطة، لكل تعثر فلسطيني، مباشر أو غير مباشر، وتحاول باستمرار إثارة مزيد من الخلافات، وتغذية الشكوك بين الأطراف والفصائل الفلسطينية، بكل السبل الممكنة، فان مسؤولية فتح وحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، تتمثل في ضرورة العمل على دفع المصالحة الفلسطينية، والانتقال بها خطوات إلى الأمام، والتوصل إلى اتفاق بشأن تعيين الموظفين ومطلب الأمن في غزة، حتى يتم قطع الطريق على إسرائيل والمتربصين بالقضية الفلسطينية، وإفشال محاولاتهم الدفع بها في دروب فرعية، تزيد في النهاية من سهولة التآمر عليها وتصفيتها تدريجيا. فهل يتعاون الفلسطينيون ويفوتون الفرصة على أعدائهم؟