1271261
1271261
العرب والعالم

الأمم المتحدة ترجئ إدخال مساعدات إلى الغوطة والقوات النظامية تصعد هجومها

08 مارس 2018
08 مارس 2018

الجيش التركي يسيطر على بلدة جنديرس في «عفرين» -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

صعدت القوات الحكومية السورية هجومها على الغوطة الشرقية المحاصرة التي باتت تسيطر على أكثر من نصف مساحتها، محاولة تضييق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة فيها، في وقت لم تمنح دمشق الأمم المتحدة الضوء الأخضر لإدخال مساعدات غذائية وطبية.

وفي الغوطة الشرقية، جددت قوات الجيش النظامي غاراتها أمس على بلدات عدة، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين على الأقل وإصابة 26 آخرين بجروح في مدينة زملكا وفق المرصد الذي أحصى منذ بدء قوات النظام هجومها قبل نحو ثلاثة أسابيع مقتل أكثر من 900 مدني.

وأفاد المرصد عن «قصف بكافة أنواع الأسلحة» يطال البلدة التي من شأن السيطرة عليها أن تمكن القوات النظامية من فصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة إلى شطرين، شمالي يضم دوما وجنوبي تعد حمورية أبرز بلداته». وبحسب عبد الرحمن، «تسعى قوات النظام إلى فصل مناطق سيطرة جيش الإسلام، ابرز فصائل الغوطة عن فيلق الرحمن بهدف اضعاف المقاتلين، تمهيداً لشن هجمات منفصلة على الطرفين». على الصعيد الإنساني أرجأت الأمم المتحدة أمس إدخال قافلة مساعدات إنسانية تحمل مواد غذائية وإمدادات طبية إلى الغوطة الشرقية، جراء القصف العنيف الذي تشنه قوات النظام بموازاة تصعيد هجومها البري في هذه المنطقة المحاصرة.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر انجي صدقي لوكالة فرانس برس ان «قافلة أمس أرجئت»، مضيفة أن «تطور الوضع على الأرض.. لا يتيح لنا القيام بالعملية كما يجب». وكان من المقرر دخول هذه القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إلى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية وعلى متنها مساعدات مخصصة لسبعين ألف شخص. وتعد هذه المرة الثانية خلال هذا الأسبوع التي تعيق فيها الأعمال القتالية دخول المساعدات إلى نحو 400 ألف مدني تحاصرهم قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013.

وكانت قافلة أولى من المساعدات بلغت وجهتها الاثنين الماضي وسلمت 247 طنا من المساعدات الطبية والغذائية إلى دوما. إلا أنها اضطرت إلى الرحيل قبيل المساء دون أن تفرغ كامل حمولتها التي سلمتها «تحت القصف»، بحسب الأمم المتحدة.

ولم تتمكن القافلة من الحصول على موافقة من السلطات السورية للدخول إلى الغوطة الشرقية أمس.

وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في دمشق ليندا توم لفرانس برس «لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها أمس من العودة إلى دوما لأن السلطات السورية لم تمنح القافلة اذناً للتحرك جراء أسباب أمنية». من جانبه، أوضح المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي اللواء يوري يفتوشينكو أن قرار تأجيل دخول القافلة جاء «بسبب تكثيف مسلحي «جبهة النصرة» الإرهابية قصفهم لمنطقة دخول المساعدات»، مضيفا أن «عملية تقديم المساعدات الإنسانية ستستأنف بعد استقرار الوضع». من جانبها أفادت وكالة الأناضول للأنباء أن القوات التركية ومقاتلي المعارضة السورية المتحالفين معها سيطروا أمس على بلدة جنديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، مما يمنحهم سيطرة على واحد من أكبر التجمعات السكانية في المنطقة.

وقالت إن القوات المسلحة التركية وحلفاءها من فصائل الجيش السوري الحر طردوا مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية من وسط البلدة أمس بعد اشتباكات عنيفة، مضيفة أن عمليات تأمين المنطقة مستمرة.

وإن غارات جوية مكثفة على وسط البلدة أعقبت سيطرة القوات التركية ومقاتلي الجيش السوري الحر على تل يطل عليها في اليوم السابق . وأن تركيا وحلفاءها سيطروا حتى الآن على خمسة من إجمالي سبعة مراكز حضرية في منطقة عفرين.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو امس إن العملية ستكتمل بحلول مايو المقبل وقالت فصائل سورية عربية مسلحة متحالفة مع الأكراد الثلاثاء الماضي إنها ستعيد نشر 1700 مقاتل من جبهات قتال مع تنظيم «داعش» إلى منطقة عفرين للمساعدة في صد الهجوم التركي.

وقالت الولايات المتحدة، التي أثارت غضب أنقرة بدعمها لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، إن الهجوم التركي على عفرين حول الانتباه بعيدا عن محاربة تنظيم «داعش».