1266852
1266852
مرايا

اختار العمل الحر في بيع المواد الغذائية - إسماعيل الحضرمي.. طموح لا يعرف الملل

07 مارس 2018
07 مارس 2018

العوابي- خليفة بن سليمان المياحي -

تضم ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة عددا من الشباب المكافحين الطموحين الذين يرغبون بنية صادقة رسم مستقبلهم ويخططون بعقول نيرة وأذهان متفتحة لبناء حياتهم الناجحة، فتجدهم يطورون أفكارهم بأعمالهم وجهودهم الذاتية لضمان إيجاد الرزق الحلال، والحصول على لقمة العيش الكريمة لهم ولأسرهم، والتي تأتي من عرق جباههم وجهودهم الذاتية الفردية.

ملحق «مرايا» زار الشاب إسماعيل بن سيف الحضرمي الذي يبلغ من العمر 26 عاما ولديه مؤهل دبلوم عام، ويعد أحد ابرز النماذج في الشباب المكافحين، حيث اقتنع (إسماعيل ) منذ البداية بأن العمل الحر هو مصدره الأساسي للنجاح، وانه يستطيع من خلاله بناء مستقبله، فكانت البداية مع إخوته الذين شجعوه لهذا العمل، بل أسسوا معه الانطلاقة الأولى بفتح محل متواضع في سوق الولاية، ومع زيادة خبرته ومعرفته وإدراكه بعملية البيع والشراء وما فيها من حسابات وأرقام وأمور وعلاقات مع الزبائن، أصبح متعلقا بالعمل الحر، بل اصبح هاجسه وطموحه، وكانت له قناعة أن عمله هذا سيكون سببا في تحقيق أحلامه وطموحاته، فواصل المشوار فيه.

كما لاحظنا من زيارتنا له في المحل لإجراء هذا اللقاء، تعامله الجميل مع كل من يتردد إليه في المحل، وابتسامته هي سر نجاحه، كما أن استقباله بالمرح والسرور للزبائن عامل مهم في ترددهم إليه، إلى جانب سرعة الإنجاز ولطف التعامل، فأصبح محله من المحلات الأكثر شهرة بالمنطقة.

يحكي إسماعيل عن تجربته قائلا: بدأت ممارسة العمل مع أخي وشريكي (أحمد) الذي شجعني للعمل الحر منذ سبع سنوات فواصلت المشوار، وقد بدأت العمل بفتح محل صغير، والآن لدي محل اكبر من المحل السابق (سوبر ماركيت)، وموقعه مميز في سوق الولاية، وتتوفر فيه كل الاحتياجات، حيث أبيع كل المواد الغذائية، وقد اشتهر محلي كوني أتعامل مع زبائني برحابة صدر وسلاسة عفوية.

وتابع قائلا: كانت تراودني الآمال والأحلام بأن أقوم بفتح محل خاص لأنفع نفسي وانفع الآخرين، واستعنت بإخوة لي أعزاء فطرحوا لي فكرة فتح محل لأمارس العمل فيه، وفعلا تبلورت الأحلام والأفكار إلى حقيقة ملموسة أدت لفتح محل خاص بي، والحمد لله أجد من هذا العمل تطويرا لقدراتي ومواهبي الذاتية، كما أجد في المشروع قضاء وقتي فيما هو نافع ومفيد، ولم أكن لأصل لهذه المرحلة لولا وقوف ودعم ومساندة أهلي وزملائي الذين لا أنسى وقوفهم المتواصل معي، فكان لهم الدور الكبير والفعال في نجاح العمل وإبراز هذه القدرات وأصبحت أتلمسها وأعايشها وأصبحت جزءا من حياتي اليومية وضمن برنامج نشاطي المستمر.

المنافسة

وعن الصعوبات يقول: واجهتني بعض الصعوبات، ولكن بالإصرار والعزيمة اجتزتها ولله الحمد والشكر، وأضاف أن من أبرز المعوقات هي وجود المنافسة القوية من قبل الأيدي العاملة الوافدة التي تمارس العمل بالتجارة، وخاصة في محلات الهايبر ماركت الكبيرة، فمعظم الزبائن يتجهون إليها، وهذا يشكل نقطة تحد لنا نحن أصحاب المؤسسات الصغيرة، فأرجو النظر إلى هذه النقطة من قبل المختصين بعين التمعن، لما في ذلك من انعكاسات سلبية لي ولأمثالي من الشباب الطموح الذين يرغبون كسب لقمة عيشهم من عرق جبينهم.

وتابع مضيفا: أولا أشكر المولى جلت قدرته أن هيّأ لي الأسباب وأرشدني لهذا العمل الذي هو متنفس لي لحل الكثير من العوائق المالية التي تعترض طريقي، فاستطيع من خلاله بناء مستقبلي، ولا شك أن التوفيق بيد المولى سبحانه وتعالى، فقد قسم الأرزاق سبحانه وتعالى، ولكن السعي مطلوب من الإنسان فالمثل يقول: ( منك الحركة ومن الله البركة).

العمل الخيري

وحول الخبرات التي اكتسبها من عمله، أوضح إسماعيل الحضرمي: تعلمت من خلال هذا العمل كيّفيّة التعامل مع الزبائن، وعملية شراء المواد وبيعها والحسابات المتعلقة بالمحل، وإنني أشجع اخواني الشباب للالتحاق بكل المهن التي تعود عليهم بالدخل الذي يبنون من خلاله مستقبلهم ويعولون أسرهم.

ولا شك أن أي عمل يبدو للوهلة الأولى بأنه صعب ومتعب، ولكن بالممارسة والاجتهاد يكتشف أن ذلك مجرد سراب لا أساس له، بل العكس فالعمل الحر وكسب الرزق من أساسيات الحياة، وكلما كان الإنسان يعطي ويعمل يشعر في قرارة نفسه بأنه مرتاح الضمير، ويشارك في خدمة هذا الوطن الذي تيّسرت فيه سبل العيش الكريم في ظل هذا العهد الزاهر الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.

فأشكر الله جلت قدرته أن من لي بالرزق الحلال والخير العميم، حيث أنني منذ أن فتحت هذا المحل صار لدي تواصل مع بقية المؤسسات التطوعية والفرق الرياضية، وحسب إمكانياتي أقدم لهم الدعم عند تنفيذهم لأي فعالية، ولهذا فإن المحل يحظى بتقدير من قبلهم، وسبق أن تم تكريمي وقدمت لنا هدايا رمزية.

وأخيرا يقول إسماعيل: إن ذلك النجاح جاء بتوفيق من المولى عز وجل، وبسبب العزيمة والإرادة والإصرار، واني انصح إخواني الشباب بأن لا يعتمدوا فقط على الوظائف الحكومية، فالأعمال الحرة مربحة ومفيدة وفيها مجالات واسعة، واسأل الله تعالى التوفيق للجميع.