1269097
1269097
المنوعات

قطع الليجو.. قصة حب بدأت قبل 60 عاما واستمرت على مر الأجيال

06 مارس 2018
06 مارس 2018

برلين، «د.ب.أ»: إذا مشيت في غرفة معيشة شتيفان بيرنر ببرلين، قد يمكن التماس العذر لك إذا اعتقدت أنك في معرض للألعاب والدمى. فهناك تنين أخضر مشاغب وأشكال ذات إطارات ومباني أنيقة، وكل شيء على نطاق مصغر ومصنوع من قطع الليجو.

ويقوم بيرنر، 40 عامًا، بجمع قطع الليجو بكل الألوان والأشكال المتاحة.

ويقول بيرنر: «كنت أحب أن ألعب الليجو عندما كنت طفلًا... وقد أعدت اكتشاف هذا الشغف (لليجو) قبل بضع سنوات». ولكنه ليس وحده من يحب الليجو.

ويشار إلى أن بيرنر -الذي يشارك في إدارة مدونة لليجو في ألمانيا، تحمل اسم «بروموبريكس»- هو عضو منذ ثلاث سنوات في نادي الليجو «برلينر شتاينكولتور». وهناك أيضًا نوادي مشابهة لهذا النادي في هامبورج وميونيخ، وهما ثاني وثالث أكبر المدن الألمانية، على التوالي.

وكانت قصة حب الناس لليجو، بدأت قبل 60 عامًا، عندما تقدم جودفريد كيرك كريشتيانسن من الدنمارك، بطلب براءة اختراع لليجو الخاص به. وقد ساعد تصميم الليجو الخاص به في تماسك قطع المكعبات سويًا، بصورة أفضل من أي مكعبات بناء بلاستيكية أخرى في السوق. وانتهت صلاحية براءة الاختراع، ثم بدأ منذ ذلك الحين ظهور عدد كبير من المقلدين.

وانخفضت مبيعات ليجو، وأعلنت الشركة في ديسمبر من عام 2017 حاجتها إلى خفض 1400 وظيفة. ولكن في ألمانيا، ما زالت ليجو هي الرائدة بلا منازع في السوق، وفقًا لاتحاد تجار بيع الألعاب والدمى بالتجزئة.

ويقول مدير الاتحاد، فيلي فيشيل، إن هذا يرجع إلى قطع المكعبات الكلاسيكية وإلى الأفكار التي تظل «ليجو» تبتكرها.

ويقول بيرنر: إن الشعور باستخدام المنتج الأصلي، هو أمر مهم. فالمكعبات المقلدة لا تحظى بإعجاب عشاق الليجو من أمثاله. حيث يقول عن النسخ المقلدة: «إن الهيكل يكون مختلفا... ولا يشعر المرء بأنها مريحة في اليد، وغالبا ما لا تتماسك سويا بشكل جيد». كما أن هناك التنوع الذي توفره شركة ليجو الأصلية - التي تقدم أكثر من 3000 من العناصر الفردية في 67 لونا. وتعتبر إمكانيات الدمج بين العناصر لا حصر لها. وبوصفه عاشق آخر من عشاق الليجو، يوضح فيلكس فلايشر «23 عامًا»، أنه من الممكن أن يمس الشغف لليجو شيئًا عميقًا داخل الإنسان. ويقول: «يمكنك استكشاف إبداعك وأن تصنع دائمًا شيئًا جديدًا». وينطبق ذلك على الصغار والكبار على حد سواء.

ويشار إلى أن فلايشر هو أحد أعضاء نادي ليجو برلين، الذي أنشئ منذ ست سنوات. ويلتقي أعضاء النادي البالغ عددهم 25 عضوًا، والذين تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عامًا، مرة واحدة في الشهر.

ومن المقرر أن يسافروا سويًا لحضور معارض الألعاب. كما أن النادي يقيم معرضه الخاص الذي يحمل اسم «الهَوس بالمكعبات في برلين». وكان قد شارك في المعرض بالعام الماضي أكثر من 1200 شخص.

ويقول فلايشر، الذي قدم نموذجًا في ذلك المعرض، إنه يحب الخيال العلمي وموضوعات المغامرة على وجه الخصوص، وقد اشترى مؤخرا نموذج «الألفية فالكون»، وهو عبارة عن سفينة فضاء «حرب النجوم» الشهيرة. ويكلفه النموذج 800 يورو (950 دولار)، مما يؤكد على حقيقة أن الليجو ليست هواية رخيصة الثمن.

ويقدر بيرنر حجم إنفاقه شهريا على الليجو بـ200 يورو، في حين أنه من الممكن أن تبلغ قيمة المجموعة التي يقتنيها نحو 15 ألف يورو. ويقول فلايشر: «يعد ذلك استثمار أيضا... فمن الممكن بعد بضع سنوات، أن تفوق قيمة النماذج النادرة تحديدا قيمتها الأصلية، بعدة مرات». وعلى سبيل المثال، فإن النموذج الأصلي لـ«الألفية فالكون»، والذي يعود إلى عام 1999، يتم عرضه الآن بأكثر من 5000 يورو.

ولكن عندما يتعلق الأمر بنموذج الليجو المفضل لدى بيرنر، فلا يوجد سعر من الممكن أن يساوي ما يعنيه له هذا النموذج.

وقد قام بيرنر، مستخدما برنامج تصميم خاصا، بابتكار نموذج لسينما برلين الشهيرة، «زو بالاست». ثم أعطاه شريك حياته المكعبات اللازمة لبناء النموذج، كهدية بمناسبة أعياد الميلاد (الكريسماس). وقد جاءت بعض الأجزاء من هذه المكعبات من الولايات المتحدة وأستراليا. ثم قام بيرنر ببناء نموذج السينما المفضلة لديه، وصولًا إلى أدق التفاصيل، وهو ما استغرق منه أسبوعًا كاملًا لإنجازه.

ويعرض بيرنر البالغ من العمر 40 عامًا، إبداعاته المبهرة التي تجسد بعضها أماكن واقعية، على موقع انستجرام.

وفي إحدى معروضاته، يقدم بيرنر رسامًا صغيرًا، معه حامل لوحات الرسم وعبوات الألوان، ويقف وفي خلفيته بحيرة كونستانس الشهيرة بألمانيا. وفي إبداع آخر، يقدم أحد مشاهد أعياد الميلاد (الكريسماس) والذي يظهر به كاتدرائية كولونيا. ويصل حد عشق بيرنر لليجو لدرجة أن خاتم الخطوبة الخاص به يحمل نقشا يعبر عن الليجو، وهو عبارة عن مكعب أسود صغير على خاتم فضي. ويقول بيرنر ضاحكا: «إن الليجو في كل مكان في حياتي».