1267599
1267599
عمان اليوم

«ندوة التعاون العلمي» تؤكد تشجيع وتبادل الأفكار والخبرات بين الباحثين في منطقة الخليج والمملكة المتحدة

05 مارس 2018
05 مارس 2018

تناقش تقنيات الزراعة والزراعة المائية وسلامة الغـذاء -

كتب - محمد بن حمد الصبحي -

ناقشت ندوة التعاون العلمي لدول الخليج والمملكة المتحدة أمس تقنيات الزراعة والزراعة المائية وسلامة الغـذاء؛ وذلك لتشجيع الأفكار والخبرات بين الباحثين وإيجاد فرص جديدة للتعاون مستقبلا من أجل تطوير أنظمة إنتاج الغذاء المحلي، وبناء القدرات والإمكانيات الخاصة بشبكات إمداد الغذاء التي تتسم بعدم الاستقرار، ومعالجة المشاكل المتزايدة التي تواجه الزراعة المائية والثروة الحيوانية بما في ذلك مقاومة المضادات الحيوية.

الأوراق البحثية

واستعرضت الندوة التي نظمها مجلس البحث العلمي وشبكة العلوم والابتكار بالمملكة المتحدة والمجلس البريطاني الثقافي وجامعة السلطان قابوس مجموعة من الأوراق البحثية للعلماء المشاركين في عدد من المواضيع الفرعية لهذه الندوة وهي مجال تقنيات الزراعة كالبيئات الخاضعة للتحكم – تقنية البيوت المحمية والأراضي الجافة والزراعة الملحية والتقنيات الإحيائية وتربية الثروات الحيوانية في بيئات قاحلة وقاسية – والتحديات والتطورات، وفي مجال الزراعة المائية تم التطرق لموضوع الوقاية من الأمراض ومكافحتها والأصناف المبتكرة، وأساليب الإنتاج المبتكرة لتحقيق الحد الأقصى من الإنتاج المستدام. أما في مجال سلامة الغذاء فسيتم التطرق إلى طرق الإنتاج الحلال (الرقابة والجودة) وتلف الأغذية، وتخزينها، ونقلها واختبار الأغذية ومعاييرها وأمن التغذية. وقالت الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية نائبة الرئيس للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة السلطان قابوس في كلمة لها في الندوة: إن هناك وعيا متناميا بأهمية معرفة المواضيع المتعلقة بالأمن الغذائي، حيث ستناقش الندوة على مدى يومين الزراعة المائية وسلامة الغذاء والتحضير لمستقبل الأمن الغذائي في المنطقة، مؤكدة على الدور الذي تقوم به دول الخليج العربية ومن بينها السلطنة لمواجهة التحديات الخاصة بالمنطقة ومنها النمو السريع للسكان والإنتاج المحلي المحدود.

وأوضح عبدالباقي بن علي الخابوري مدير المناطق العلمية بمجلس البحث العلمي أن الندوة تأتي لمناقشة أهم التخصصات التي تحتاجها السلطنة خلال هذه الفترة من الزراعة المائية والموارد المائية وأن المجلس يعتنى ويهتم بمثل هذه المواضيع لإيجاد الحلول العلمية والابتكارات التي تخص هذا المجال كما يعمل المجلس حاليا ممثلا في مجمع الابتكار بمسقط على الاهتمام بمجالات متعددة منها الموارد المائية والطاقة، وكذلك التوجه إلى الاقتصاد المبني على المعرفة التي تنتهجها السلطنة في الاستفادة من الموارد والفرص المتاحة في هذا المجال؛ إذ يعد البحث العلمي والابتكار ركيزة أساسية في هذا المجال والمجالات الأخرى. وقد عقدت الجلسة الافتتاحية للندوة تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل الزراعة والثروة السمكية للزراعة بمشاركة واسعة من العلماء الباحثين والمعاهد البحثية وشركات ناشئة متخصصة في هذا المجال من دول الخليج، والمملكة المتحدة، فضلا عن مشاركة جهات حكومية من داخل وخارج السلطنة.

وتحدث الدكتور فهد محمد الجساس من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في الورقة البحثية التي قدمها في الندوة حول استخدام التقنيات الحديثة في رفع جودة التمور عن طريق استخدام تقنية الضغط العالي التي أعطت نتائج جيدة في حفظ التمور وخفض الحمل المايكروبي للتمور والقضاء على الأعفان التي تسببها للتمور بشكل عام. كذلك عملت الدراسة على رفع الجودة خاصة في لون وجودة التمور مما يساعد في زيادة فترة صلاحية التمور للعرض في الأسواق. ومن جهته، قال بول هيلدر مدير المجلس الثقافي البريطاني في مسقط: «تعد ندوة التعاون العلمي حدثا مهما يجمع المهتمين بصناعات عديدة ليشاركوا معرفتهم وأفكارهم التي ستعود بالنفع على عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة، مشيرا إلى أن الندوة تأتي من أجل إيجاد حلول للتحديات العالمية المشتركة، حيث شهدت الندوة في عامها الثاني اهتماما متجددا من قبل القطاعين العام والخاص على حد سواء». وتطرق نيكولاس بوشيه رئيس شبكة العلوم والابتكار في الخليج إلى جهود تعزيز العلاقة المتبادلة بين السلطنة ومنطقة الخليج والمملكة المتحدة من خلال العمل على الأبحاث العلمية والابتكار، وقال: «إن المملكة المتحدة ملتزمة بتوسيع نطاق تعاونها في المنطقة من خلال الأبحاث، ونحن نعمل على دعم عُمان والدول المجاورة بتعزيز مرونتها من خلال التطرّق للتهديدات العالمية طويلة الأمد التي تتضمن العديد من التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي، كما أننا مسرورون أيضا بمستوى الاهتمام بهذا الحدث الذي يركز بشكل واضح على الأهمية التي أولتها دول الخليج والمملكة المتحدة لقضايا التكنولوجيا الزراعية والزراعة المائية والأمن الغذائي والرغبة بالتعاون على المستويين الأكاديمي والحكومي معا».

ويحظى موضوع الأمن الغذائي باهتمام عالمي وأهمية خاصة بالنسبة لدول الخليج نظرا للنمو السكاني المتسارع، ومعوقات الإنتاج الغذائي المحلي بفعل الظروف المناخية القاسية، والإمدادات المحدودة للمياه، حيث تعتمد دول الخليج بصورة كبيرة على واردات الغذاء من أجل تلبية الاحتياجات المحلية، ومن المتوقع ارتفاع هذا الاعتماد، مع ازدياد في حجم الطلب بنسبة 50% خلال العقدين المقبلين، الأمر الذي يُعرض دول الخليج للمخاطر بسبب عدم إمكانية الاعتماد على سلاسل الإمداد، فضلا عن عدم استقرار الأسعار في أسواق الغذاء العالمية. ومع إدراك هذه المخاطر عكفت دول الخليج على تحديد مسائل الأمن الغذائي والمواضيع المرتبطة به، بما في ذلك تقنيات الزراعة، والزراعة المائية، إضافة إلى سلامة الغذاء باعتبارها أولويات وطنية. ويلعب البحث العلمي دورا حيويا في تذليل تحديات ضمان الأمن الغذائي، وبذلك يأتي تنظيم هذه الندوة لإبراز أحدث التطورات في هذه المجالات.