تضارب الآراء بين العمال والمحافظين حول الاتحاد الجمركي

دعا زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن إلى «اتحاد جمركي جديد» مع دول الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، متهما حكومة المحافظين المنقسمة بشأن هذا الموضوع بترك البريطانيين «في الظلام» بعد مرور 20 شهرا على الاستفتاء حول بقاء بريطانيا بالاتحاد الأوروبي.

وقال كوربن إن «الأولوية بالنسبة إلى حزب العمال هي التوصل إلى الاتفاق الأفضل إثر المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول الوظائف وظروف العيش، مشددا على أنه عندما تكون 44% من صادراتنا إلى دول من الاتحاد الأوروبي و50% من وارداتنا من التكتل، فمن مصلحتنا أن تظل هذه التبادلات معفية من الرسوم الجمركية».

وتابع «كل بلد قريب جغرافيا من أوروبا ودون أن يكون عضوا في التكتل، سواء كان الأمر يتعلق بتركيا أو سويسرا أو النرويج يقيم علاقة وثيقة مع الاتحاد الأوروبي»، مضيفا أن «المملكة المتحدة ستحتاج إلى علاقة خاصة بها». وقال المتحدث باسم حزب العمال لشؤون بريكست، اريك ستارمر إن الاتحاد الجمركي الذي يدعو إليه كوربن سيكون شبيها بالاتحاد الجمركي القائم حاليا.

ورحبت النقابات وهيئة أرباب العمل البريطانية باقتراح تشكيل اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، على أنه «حل واقعي تطالب به آلاف الشركات من كل الأحجام وفي كل القطاعات بمختلف أنحاء المملكة المتحدة». وفي المقابل أعلن متحدث باسم الحكومة أن بريطانيا» لن تنضم إلى اتحاد جمركي فنحن نريد حرية توقيع عقود تجارية خاصة بنا والقيام بمبادرات نحو العالم». كما اتهم وزير الخارجية بوريس جونسون المدافع بشدة عن بريكست، كوربن بـ«خيانة الناخبين العماليين الذين صوتوا للخروج من الاتحاد الأوروبي». مضيفا «كل ذلك لأنه يريد أن يكسب تصويتا في مجلس العموم، فكوربين يوهم نفسه، وخطته ستجعل من المملكة المتحدة مستعمرة للاتحاد الأوروبي.

ومن جانبه ندد وزير التجارة الدولي ليام فوكس بما اسماه «محاولة ماكرة» لحزب العمال «لعرقلة عملية بريكست وبالتلاعب بمستقبل البلاد وفي الوقت نفسه خيانة ملايين الناخبين العماليين». وتباينت الصحف فيما بينها حول الدفاع أو الهجوم على التحول في سياسة كوربين.

فصحيفة «ديلي تلجراف» أشارت إلى انتقاد وزير البريكست ديفيد ديفيس لتعهدات كوربين التي يقول فيها إن «بريطانيا ستبقي مرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى ما لا نهاية». وقال ديفيس للصحيفة إن موقف حزب العمال سيمثل «خرقا خطيرا» لبيان الحزب، متهما كوربين بـ«بيع زيت الثعبان» على البريكست، وأن المملكة المتحدة ستخسر السيطرة على سياستها التجارية في حال بقائها في اتحاد جمركي، ولن يكون بوسعها عقد اتفاقات للتبادل الحر مع دول أخرى في العالم.

وفي بيان نشرته صحيفة «الاوبزيرفر» أشارت فيه إلى أن أكثر من 80 شخصية من حزب العمال من بينهم عدد كبير من البرلمانيين دعوا كوربن إلى التعهد بإبقاء بلادهم في السوق الموحدة الأوروبية، ما يسمح بتبادل حر للسلع والأشخاص ورؤوس الأموال والخدمات.

وإن هذه الطريقة هي الوحيدة لاستمرار التمتع بالمزايا الاقتصادية التي تمنحنا إياها الاتفاقات الحالية». ووصفت صحيفة «ديلي ميل» سياسة كوربين بأنها «خيانة للبريكست»، وقالت إن خطط كوربين سوف «تضحي» بالقدرة على إبرام صفقات تجارية جديدة والسماح بحرية الحركة.

وإن دعوته إلى إقامة «علاقة وثيقة» مع السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي هو مثال على ما دعا إليه وزير بريكسيت بكسر التزاماته تجاه الناخبين العمال في الانتخابات الأخيرة.