1267928
1267928
الاقتصادية

افتتاح ندوة وحدات تحلية المياه الصغيرة من أجل تنمية زراعية مستدامة

05 مارس 2018
05 مارس 2018

تستعرض تجارب تقنيات التحلية والتخلص من المياه الراجعة -

تغطية - سرحان المحرزي وسيف السيابي :-

أكد معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية أن الوزارة تبحث عن حلول مبتكرة خاصة في مجال معالجات تقنية إنتاج المياه الصالحة للزراعة بقيمة وتكلفة منخفضة والتي هي ضرورية جدا لاستدامة الأرض الزراعية.

وأضاف معاليه في تصريح صحفي على هامش افتتاح ندوة وحدات تحلية المياه الصغيرة من اجل تنمية زراعية مستدامة: إن موضوع الندوة يناقش إنشاء محطات تحلية صغيرة ووزارة الزراعة مع هذا التوجه وسبق ان تبنينا اكثر من مشروع في الماضي حيث قمنا بتوزيع محطات تحلية ومجموعة من الإرشادات للمزارعين حتى يستخدموا هذه المحطات بشكل سليم وبدون إضرار على الأراضي الزراعية، وكذلك تبنينا مشروعا كبيرا جدا مع مجلس البحث العلمي وصندوق التنمية الزراعية والسمكية لإنشاء محطات مياه كبيرة لإنتاج المياه بتكلفة منخفضة محلاة وتستخدم للزراعة.

وأضاف معاليه: موضوع تحلية المياه للزراعة مهم جدا لنا لاستدامة الأرض الزراعية وخصوصا بعض المناطق التي تشهد ضغوطات مائية مثل سهل محافظتي الباطنة ونأمل ان نستفيد من مخرجات هذه الندوة ومن مشروع مجلس البحث العلمي.

وأكد معاليه ان الوزارة سبق وأن قامت بدعم المحطات الصغيرة حيث وفرت الوزارة 80 محطة دعما للمزارعين حتى يتم الترويج لفكرة استخدام محطات التحلية لإنتاج المياه والإبقاء على الأرض الزراعية لأن الأمن الغذائي يهمنا بالدرجة الأولى واستدامة الأرض الزراعية مهمة بالنسبة ولكن اليوم نتحدث عن مرحلة أكبر لإنشاء محطات أكبر وذات سعة كبيرة وإنتاج كميات مياه كبيرة ونعول على الندوة ومشروع البحث العلمي في الحصول على مؤشرات حول مشروع أكبر يكون باستثمار القطاع الخاص والمزارعين بشكل خاص.

وافتتح معاليه بمنتجع النهضة ببركاء ندوة وحدات تحلية المياه الصغيرة من اجل تنمية زراعية مستدامة (الفرص والتحديات ) والتي تنظمها الجمعية العمانية للمياه وتستمر يومين وتستعرض تجارب دول مجلس التعاون واسبانيا في تقنيات تحلية المياه والتخلص من المياه الراجعة ويتحدث خلالها مختصون من داخل وخارج السلطنة.

وتهدف الندوة التي تختتم أعمالها اليوم إلى تبادل المعارف والمعلومات والخبرات بين الباحثين والمؤسسات الحكومية وصناع القرار وواضعي السياسات والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية واصحاب المصلحة الآخرين بشان الزراعة واستخدام تقنيات التحلية المستدامة وادارة المحلول الملحي، وكذلك رفع مستوى الوعي وتحسين قدرات المزارعين لتحقيق افضل نتائج استخدام تقنيات تحلية المياه، كذلك تهدف الندوة الى تحديد التحديات واقتراح الحلول والخيارات لتجنب التأثير البيئي لتحلية المياه من خلال استخدام الطاقات المتجددة والإدارة الجيدة للمخلفات.

دعم المزارعين

وأكد المهندس زاهر بن خالد السليماني رئيس مجلس ادارة الجمعية العمانية للمياه في كلمة الافتتاح أن الطلب على المياه تضاعف في السلطنة كنتيجة حتمية للتنمية المتسارعة التي شهدتها السلطنة خلال السنوات الماضية في شتى المجالات، مشيرا إلى أن التركيز في هذه الندوة على تقنية تحلية المياه للاستخدام الزراعي كمصدر مائي غير تقليدي يسهم في رفد القطاع الزراعي بمياه ري مناسبة للمحاصيل عالية الجودة وذات القيمة الشرائية التي تمكن المزارع من استرداد التكلفة العالية التي يتكبدها في تحلية المياه المالحة.

وأكد السليماني على وجوب دعم المزارعين وتقديم النصح لهم حول تقنيات التحلية التي يمكن أن يستعينوا بها والطرق المناسبة للتخلص أو الاستفادة من مخلفات التحلية وتدريبهم للتعرف على تقنيات التحلية وتدريبهم للتعرف على تقنيات التحلية المتاحة قبل اتخاذ قرار الشراء، وإرشادهم إلى المحاصيل التي تستحق أن تروى بالمياه المحلاة، وارشادهم لأفضل تقنيات الزراعة وأكفأ أنظمة الري التي يمكن استخدامها للاستفادة القصوى من هذه المياه عالية التكلفة، وتشجيع رواد الأعمال للانخراط في مجال تشغيل وصيانة محطات التحلية الصغيرة وتأهيلهم وتدريبهم لهذا الغرض ضمن برامج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودراسة جدوى بناء محطة تحلية مركزية تزود المزارعين بمياه الري بتكلفة تنافسية.

تقييم الجدوى الاقتصادية

وقدم الدكتور سالم الجابري المتحدث الرئيسي في الجلسة نظرة عامة حول تكنولوجيا تحلية المياه في الزراعة ناقش فيها تحديات التحلية والفرص المتاحة في المجال حيث استعرض بشكل عام مدى الحاجة لتقنية تحلية المياه في الاغراض الزراعية ، بالإضافة الى التحديات المصاحبة والفرص الحالية ، كما استعرض المحاضر تجارب الدول الرائدة في استخدام المياه المحلاة لأغراض الزراعة والجدوى الاقتصادية ، وتطرق المحاضر الى المشروع الذي يقوم به فريق علمي مشترك بين جامعة السلطان قابوس ووزارة الزراعة والثروة السمكية وبتمويل من صندوق التنمية الزراعية والسمكية وذلك بهدف تقييم الجدوى الاقتصادية والبيئية من خلال التقنية في السلطنة .

وناقشت الجلسة الأولى من الندوة التي أدارها المهندس أحمد البرواني والدكتور سليم زكرى موضوعات التحديات واعتبارات التصميم في تحلية المياه المالحة حيث قدم الدكتور محمد العبري من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل في هذا الجانب ناقش فيها التحديات التي تواجه محطات تحلية المياه الجوفية والتركيز على دور عسر المياه والتكلس في تحديد نظام التحلية . واشار الى ان النظام الحالي للتحلية يستخدم نظم تحلية مياه البحر لتحلية المياه الجوفية بينما هناك بعض التحديات الخاصة التي تميز المياه الجوفية مثل زيادة المردود وطرق التخلص من المياه المرتجعة والطبيعة الكيمائية للمياه التي قد تحد من فاعلية هذه الانظمة في التحلية المياه الجوفية .

الابتكار والجدوى

وناقشت ورقة الدكتور محمد عبدالحميد داود مستشار الموارد المائية في هيئة البيئة بأبوظبي تحلية المياه على نطاق صغير بالطاقة الشمسية وركزت على أهمية الابتكار والجدوى في هذا الجانب، حيث عرض تجربة استخدام تقنيات التحلية الحديثة مثل التناضح العكسي والتناضح الامامي للاستخدام الطاقة الشمسية لتحلية المياه الجوفية عالية الملوحة وتقليل التكلفة والاثر البيئي من خلال اعادة استخدام المياه الراجعة وتقليل استخدام الطاقة الى اقل من 3.5 كيلو وآت لكل ساعة بالمتر المكعب مما يخفض التكلفة ويجعلها ذات جدوى اقتصادية عند استخدامها في الزراعة بالطرق الحديثة مثل الزراعة المائية والزراعة بالبيوت الزراعية عالية الإنتاجية .

فيما ناقشت ورقة الدكتور إبراهيم المعتز من المملكة العربية السعودية تخفيض تدفق المياه المطرودة وتعزيز انتاجية التناضح العكسي باستخدام الأغشية الهزارة.

وقال الدكتور المعتز تعتبر عملية تحلية المياه بالتناضح العكسي من انسب طرق التحلية لانخفاض استهلاكها للطاقة غير ان انخفاض نسبة العائد او كمية المياه المنتج بالنسبة لمياه التغذية التي تكون في حدود 35% في تحلية مياه البحر ونحو 80% في تحلية المياه الجوفية (المياه الضاربة للملوحة) وهذا يعني ان كمية عالية من المياه شديدة الملوحة سوف يتم طردها كمخلفات، وتشكل هذه المياه المطرودة مشكلة بيئية لارتفاع املاحها وتزيد مشكلة في محطات التحلية داخل المدن الغير الساحلية.

واكد انه قد أمكن باستخدام الأغشية الهزارة خفض كمية المياه المطرودة ورفع الإنتاجية بنسب عالية تصل الى 95-97% وبذلك تقل كمية المياه المطرودة بشكل كبير يمكن التخلص منها بالتبخير لحماية البيئة من آثارها .

تخفيض تكلفة التحلية

وركز الدكتور خالد الرويس من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية في ورقته على البعد الاقتصادي لاستخدام مياه التحلية في الانتاج الزراعي بالمملكة.

واستعرض الرويس تجربة المملكة في إعادة هيكلة التركيب المحصولي والتوجه لاستخدام مياه التحلية في بعض المناطق وذلك نظرا لشح الموارد المائية وانخفاض مستويات المياه الجوفية غير المتجددة بالمملكة.

وأوصت الدراسة التي استعرضها الرويس بعدم التوجه لاستخدام مياه التحلية في الإنتاج الزراعي إلا في حالة استخدام تقنيات حديثة لتحلية المياه تؤدي إلى تخفيض تكلفة التحلية لتصل إلى قيمة العائد الاقتصادي لوحدة المياه.

وناقش الدكتور حمدان الوهيبي مدير مركز بحوث التربة والمياه بوزارة الزراعة والثروة السمكية تحديات مشكلة الملوحة على الإنتاج الزراعي واستخدام وحدات التحلية كأحد الحلول لهذه المشكلة.

وتناول الوهيبي الخيارات المتاحة لاستخدام المياه المالحة في الزراعة ومن بينها وحدات التحلية حيث تعتبر وحدات التحلية احد الخيارات لتحسين انتاجية الاراضي الزراعية اذا ماتم التخلص من المياه العادية المالحة بطريقة لا تضر بالبيئة. وتناقش الندوة اليوم 14 ورقة علمية تشمل التجارب والبحوث التي أقيمت في السلطنة بواسطة الجامعات ومراكز البحوث والوزارات مثل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ووزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة البيئة والشؤون المناخية ومركز الشرق الأوسط لبحوث التحلية ومحطة تحلية ببركاء.

وتدور محاورها في استخدام مياه التحلية في القطاع الزراعي والتأثيرات البيئية للتحلية (إدارة المياه المالحة ) والطاقات المتجددة في مجال التحلية ، وتشغيل وصيانة وحدات التحلية الصغيرة ، والزراعة المستدامة.