1267180
1267180
العرب والعالم

القوات السورية تسيطر على 25% من الغوطة الشرقية والأمم المتحدة تعلن تعذر وصول المساعدات

04 مارس 2018
04 مارس 2018

« الجيش الحر» يواصل تقدمه في عفرين -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات :-

سيطرت القوات الحكومية السورية على أكثر من 25% من الغوطة الشرقية المحاصرة، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، اثر تقدم سريع من الجبهة الشرقية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: إن «القوات الحكومية تتقدم من الجهة الشرقية ووصلت إلى وسط الغوطة الشرقية، وهي تبعد حالياً نحو ثلاثة كيلومترات عن دوما» أبرز مدن هذه المنطقة المحاصرة. وأوضح أن «التقدم السريع يعود إلى كون العمليات العسكرية تجري بشكل أساسي في مناطق زراعية، فضلًا عن التمهيد الجوي العنيف».

وفي بلدة بيت سوى، شاهد مراسل لفرانس برس مئات الأشخاص من رجال ونساء وأطفال ينزحون من منازلهم. وسار هؤلاء بين ركام الأبنية المتناثر في الشوارع، واستقل بعضهم دراجات نارية، ومنهم من وضع حاجياته على شاحنات في حين لم يجد آخرون سوى عربات لنقل حاجياتهم. وأفاد عبد الرحمن عن نزوح أكثر من ألفي شخص من مناطق في الغوطة الشرقية باتجاه بلدات لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

وقال أبو خليل (35 عامًا) الذي فرّ من بيت سوى مع عائلته «الناس جميعا في الطرقات وكأنه يوم الحشر». حمل أبو خليل طفلته المصابة في وجهها وقد ملأه الغبار الناتج عن قصف استهدف مبنى كان يأوي 14 فردًا من عائلته. وأوضح «أنقذنا الله من تحت الردم، وأخرجنا الدفاع المدني، هناك عائلات كثيرة بقيت تحت الردم».

وفي دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، التي لجأ إليها نازحون من مسرابا القريبة، قال بشير (25 عامًا) «الملاجئ لم تعد تتسع، لا يمكنها أن تتسع الناس الذين نزحوا من مساحات شاسعة سيطر عليها الجيش لتصبح غير مؤهلة للسكن». وأعرب عن خشيته «من كارثة إنسانية مع تقدم القوات الحكومية».

من جانبه، أعلن مصدر عسكري سوري استعادة السيطرة على بلدة النشابية وعدد من القرى والمزارع في الغوطة الشرقية بعد تكبيد إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به خسائر كبيرة بالعتاد والأفراد.

وقال المصدر: قامت وحدات من الجيش الحكومي السوري خلال اليومين الماضيين وخارج أوقات التهدئة المحددة بتنفيذ عمليات على مقرات ومناطق وجود المعارضة في الغوطة الشرقية وذلك ردًا على استهداف التنظيمات بقذائف الهاون ورصاص القنص الأحياء السكنية ومواقع الجيش في مدينة دمشق وريفها.

وأضاف المصدر: إن عمليات الجيش أسفرت عن استعادة السيطرة على بلدة النشابية وقرى ومزارع أوتايا وحوش الصالحية وحوش خرابو وحزرما وبيت نايم ومزارع العب وكتيبة الدفاع الجوي وفوج النقل،  ويسيطر على عشرات الأنفاق على محور اوتايا بيت نايم، ويقوم بتأمين عشرات المدنيين في البلدات المحررة حديثًا.

وأكد الإعلام الحربي المركزي أن وحدات من الجيش وصلت إلى مشارف بلدتي مسرابا وبيت سوا في الغوطة بعد السيطرة على المنطقة الممتدة من جنوب بلدة الشيفونية وصولًا إلى شمال بلدة جوش الاشعري.

ويواصل سلاح الجو الحربي تحليقه في سماء العاصمة وريفها حيث يقوم بقصف مواقع لـ«جبهة النصرة» في مسرابا وعربين بريف دمشق، وبذات الوقت تقدمت وحدات الجيش في عملياتها على أكثر من اتجاه وطهرت العديد من المزارع والبلدات التي كانت تسيطر عليها التنظيمات المسلحة على اتجاه حرستا ودوما بعد القضاء على أعداد كبيرة من المسلحة وتدمير عدد من مقراتهم وخنادقهم وأنفاقهم وتحصيناتهم وعتادهم. وأكد المصدر العسكري أن العمليات ضد الإرهابيين «تتزامن مع مواصلة الجيش الحكومي السوري تأمين الممر الآمن عبر مخيم الوافدين لخروج المدنيين الذين تتخذهم التنظيمات المسلحة دروعا بشرية وذلك حفاظًا على حياتهم وتأمين سلامتهم إضافة إلى التحضير لإيصال المعونات الغذائية للمدنيين في مناطق الغوطة الشرقية».

هذا وتستمر الهدنة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق لليوم الـ6 على التوالي، في ظل مناوبة الأجهزة الطبية وسيارات الهلال الأحمر السوري قرب معبر الوافدين المعلن هناك لإجلاء المدنيين.

ومازالت سيارات الإسعاف والحافلات تنتظر في مخيم الوافدين على طرف المعبر لاستقبال المدنيين، وذلك منذ الـ9 صباحًا تمهيدًا لنقلهم إلى مركز إيواء الدوير في ريف دمشق.

وقال ممثل قاعدة حميميم العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الروسية في سوريا، أليكسندر إيفانوف إن الجيش لحكومي السوري تمكن من استعادة العديد من القرى والمدن الهامة في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وأشار ايفانوف إلى أن «قوات العميد سهيل الحسن أثبتت قدرتها على تحقيق الإنجازات بكفاءة عالية على الأرض في الغوطة الشرقية، حيث تم تحرير العديد من القرى والمدن الهامة بمساندة من القاذفات الروسية ضد تنظيم «جبهة النصرة». وأعلنت الأمم المتحدة أن قافلة المساعدات الإنسانية لن تصل إلى منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما كان مقررًا أمس.

وأوضح مسؤول في الأمم المتحدة لوكالة الأنباء (رويترز) ان الأمم المتحدة وشركاءها في مجال الإغاثة «ما زالوا على أهبة الاستعداد لتوصيل المساعدات المطلوبة بشدة بمجرد أن تسمح الظروف».

وكان من المقرر أن تتجه القافلة التي تضم نحو 40 شاحنة إلى بلدة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وأجرت باريس سلسلة اتصالات هاتفية شملت واشنطن وأنقرة والرياض، وستشمل لاحقا برلين ولندن وعمان، لبحث تطبيق الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية قرب العاصمة السورية دمشق.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية: إن وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، هاتف نظراءه الأمريكي، ريكس تيلرسون، والتركي مولود تشاويش أوغلو والسعودي عادل الجبير، لبحث كيفية ممارسة الضغوط من أجل تطبيق الهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية.

وأكدت الوكالة، أنه من المقرر أن يجري لودريان اتصالات هاتفية أيضا مع نظرائه الألماني والبريطاني والأردني، بحسب ما أفادت مصادر مقربة من الوزير الفرنسي.

وأوضحت المصادر نفسها أن «الأمر يتعلق بمتابعة قرار مجلس الأمن (حول هدنة من 30 يومًا) لم يتم تطبيقها فعليا على الأرض وتحديد الاحتمالات للأيام المقبلة».

في غضون ذلك، شدد يحيى رحيم صفوي مستشار المرشد الإيراني خامنئي على ضرورة استمرار عمليات الجيش الحكومي السوري ، وإرفاق سعي شعب وجيش وحكومة ورئيس سوريا الجهاد المسلح بالحل السياسي.

ولفت صفوي إلى أهمية موقع سوريا للتنافس الجيواستراتيجي بين القوى العالمية، وأضاف: «من النادر أن نجد منطقة في العالم بأهمية غرب آسيا تجتمع فيها العوامل الجيوسياسية والجيواقتصادية والجيواستراتيجية، حيث تحولت هذه المنطقة حاليا إلى مكان للتنافس الجيواستراتيجي للقوى العالمية والإقليمية، وسوريا هي إحدى ساحات ظهور هذا التنافس». واعتبر صفوي أن هدف مثلث إسقاط سوريا، قد أصبح عديم الجدوى بعد 85 شهرًا من إعلانه، وختم بالقول: «منذ البداية، كان الهدف الرئيسي لأمريكا والكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي وتركيا و( عدد من الدول العربية)، اختلاق أزمة في المنطقة واستهداف استقلال ووحدة أراضي سوريا». وفي جبهة أخرى، واصلت فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من الجيش التركي أمس تقدمها في مناطق عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي.

وقال قائد عسكري في تجمع أبناء الشرقية التابع للجيش السوري الحر لوكالة الأنباء الألمانية: «سيطرت فصائل الجيش الْيَوْم (أمس) على بلدة الشيخ حديد وقرية مستكان شمالها، في غرب مدينة عفرين، وعلى قريتي كركينلي وعلي بازانلي شمال غرب بلدة شران شمال شرق عفرين، وعلى قرية حاج خليل شرق بلدة راجو شمال غرب عفرين بعد اشتباكات مع الوحدات الكردية».

من جانبه، قال مصدر في وحدات الحماية الكردية إن 12 عنصرًا من الجيش التركي وفصائل الجيش الحر المدعومة منه قتلوا وأصيب 13 آخرون، خلال اشتباكات على محور قريتي حاجيلر جميلك شرق بلدة جنديرس جنوب غرب عفرين.

يذكر أن الجيشين التركي و«السوري الحر المعارض» أطلقا عملية عسكرية في 20 يناير الماضي باسم «غصن الزيتون» مستهدفة عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه).