1263609
1263609
العرب والعالم

روسيا: دمشق تخلصت من الأسلحة الكيماوية ووضعتها تحت السيطرة الدولية

28 فبراير 2018
28 فبراير 2018

اشتباكات بالغوطة رغم سريان الهدنة واتهام المعارضة بمنع وصول المساعدات -

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات -

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن سوريا تخلصت من مخزونات الأسلحة الكيماوية ووضعتها تحت السيطرة الدولية رغم «المزاعم السخيفة» الموجهة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

واتهم لافروف في كلمة أمام مؤتمر نزع السلاح الذي يقام برعاية الأمم المتحدة في جنيف الولايات المتحدة وحلفاءها «باستغلال مزاعم لا أساس لها من الصحة عن استخدام دمشق لأسلحة سامة كأداة تخطيط سياسي مناهض لسوريا».

ونفت الحكومة السورية، امتلاكها أي ترسانة للأسلحة الكيماوية مضيفة أن «الجماعات الإرهابية» في سوريا بما في ذلك جبهة النصرة وتنظيم «داعش» حصلوا على بعض هذه الأسلحة.

وأدان حسام الدين علاء مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف استخدام الأسلحة الكيماوية ورفض ما وصفها بالمزاعم الكاذبة التي تطلقها بعض الدول ضد حكومته.

وأضاف في مؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة في جنيف أن سوريا لا يمكنها استخدام أسلحة كيماوية لأنها ببساطة لا تملك أيا منها.

وقالت روسيا أمس إن المسلحين في الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا يمنعون وصول المساعدات وإجلاء الراغبين في الرحيل رغم إعلان موسكو عن ممر إنساني.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن موسكو ستستمر في دعم الجيش السوري النظامي إلى أن يقضي تماما على «خطر الإرهاب». وأضاف لافروف «أعلنت روسيا بالفعل مع الحكومة السورية إقامة ممر إنساني في الغوطة الشرقية».

وتابع «الآن حان دور المسلحين المتحصنين هناك، الذين لا يزالون يقصفون دمشق بالقذائف ويمنعون وصول المساعدات وإجلاء من يرغبون في المغادرة، وأيضا دور داعميهم للتحرك». وقتل المئات في قصف قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا للغوطة الشرقية، آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق، على مدى 11 يوما.

ويعد قصف المنطقة المحاصرة التي يقطنها 400 ألف شخص واحدا من أشد عمليات القصف في حرب تقترب من عامها الثامن.

وبدأت عند الساعة التاسعة من صباح امس (حسب توقيت دمشق) هدنة إنسانية مدتها خمس ساعات، لليوم الثاني على التوالي، لإفساح المجال للمدنيين الراغبين بالخروج من الغوطة وذلك بعد منع المسلحين أول أمس خروج أي مدني.

ورغم سريان الهدنة الإنسانية في يومها الأول بالغوطة الشرقية، لكن المركز الروسي للمصالحة أعلن فشلها بسبب استهداف المسلحين بالقذائف للممر الإنساني الذي تم تخصيصه لخروج المدنيين من المنطقة.

وأعلن المركز أن أكثر من 300 مدني لم يتمكنوا من مغادرة الغوطة الشرقية بسبب استهداف معبر الخروج الآمن في مخيم الوافدين بالقذائف، في وقت سقطت فيه 4 قذائف بمحيط المعبر لليوم الثاني على التوالي.

وقال الناطق باسم مركز المصالحة الروسي في سوريا اللواء فلاديمير زولوتوخين للصحفيين «وفق المعطيات التي وصلت منذ بضع ساعات، ففي شمال شرق دوما منذ الصباح تجمع أكثر من 300 مدني لم يتمكنوا من الخروج عبر الممر الإنساني بسبب قصف مسلحي (جيش الإسلام)». وأعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن استفزازات الإرهابيين في الغوطة الشرقية لا تسمح بتسوية الوضع بصورة صحيحة، مؤكدا أن روسيا فعلت ما بوسعها، وفقا للقرار 2401 الذي تم اتخاذه من قبل مجلس الأمن مؤخرا، لتأمين الهدنة الإنسانية وتحريك الأوضاع.

وهذا ما دفع سيارات الإسعاف التي كانت تنتظر خروج المدنيين والمرضى إلى مغادرة منطقة مخيم الوافدين.

هذا وقد أعلن مصدر ميداني من الغوطة أن قوات الجيش السوري قد سيطرت تماما على حوش الظواهرة ودوار الشيفونية، وتقدمت هناك لمسافة اكثر من 5 كم مربع لتتواصل المعارك باتجاه الشيفونية جنوب دوما بالغوطة الشرقية، وتمكنت بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة، من السيطرة على الطريق الواصل من حرستا الى دوما في عمق الغوطة، كما تم فرض السيطرة بشكل كامل على حي العجمي وصولا الى شارع البعلة وحتى جامع النبي.

من جانبها انتقدت تركيا أمس بشدة فرنسا والولايات المتحدة لمطالبتهما بأن يشمل وقف إطلاق النار في سوريا عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، وسط تصاعد حدة التوتر بين أنقرة ونظرائها في حلف شمال الأطلسي.

ورحبت تركيا بقرار وقف إطلاق النار لكنها أصرت مرارا على أن أي هدنة لن تؤثر على عمليتها المستمرة منذ أكثر من شهر في منطقة عفرين ضد قوات كردية تعتبرها أنقرة «إرهابية».

لكن وزارة الخارجية التركية اتهمت باريس أمس بتقديم بيان كاذب عن المحادثة مشيرة إلى أن ماكرون لم يأت على ذكر عفرين خلال مناقشة وقف إطلاق النار.

وأفادت أن تركيا أبلغت السلطات الفرنسية بأن بيانهم «يفتقد إلى الصراحة» وارتكبوا خطأ «تضليل الرأي العام».من جهتها، أصرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت على أن قرار وقف إطلاق النار ينطبق على عفرين كذلك.وقالت «بإمكان تركيا معاودة قراءة النص الدقيق لقرار مجلس الأمن الدولي هذا.

واقترح عليهم القيام بذلك». وأكدت أن وقف إطلاق النار لا يستثني إلا العمليات ضد مقاتلي تنظيم «داعش» والقاعدة وغيرها من المجموعات الإسلامية المتشددة.

وردت وزارة الخارجية التركية على نويرت في بيان منفصل اعتبرت خلاله أن تصريحاتها «لا أساس لها على الإطلاق» مصرة على أن الحملة في عفرين هي حرب على «إرهابيين» وتشكل مسألة «دفاع عن النفس» بالنسبة لأنقرة.

واتهمت منظمة العفو الدولية، المعنية بحقوق الإنسان، الجيش التركي وإلى حد ما وحدات حماية الشعب الكردية بشن هجمات على مدنيين في سورية.

وجاء في بيان للمنظمة نشر أمس أن الجيش التركي يقصف بالمدفعية على نحو عشوائي منطقة عفرين التي تتمركز فيها الميليشيات الكردية شمال سورية.

وأضاف البيان أن وحدات حماية الشعب الكردية تقصف من جانبها بالقنابل والصواريخ منطقة أعزاز السورية التي تسيطر عليها القوات التركية على بعد نحو 20 كيلومترا من منطقة عفرين.

ودعت منظمة العفو الدولية الولايات المتحدة وروسيا ودولا أخرى إلى دفع تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية إلى إنهاء الهجمات على المدنيين.

وأضافت المنظمة: التقارير عن القصف المدفعي العشوائي للقرى والمناطق السكنية في المدن مقلقة لأقصى درجة.

استخدام المدفعية وأنواع سلاح أخرى غير دقيقة التصويب محظور وفقا للقانون الدولي، ويتعين على كافة الأطراف إيقاف مثل هذه الهجمات على الفور . وأفادت مصادر إعلامية بأن وحدات حماية الشعب الكردية لا تزال تسيطر على منطقة الشيخ روكوز وقصطل مقداد بعفرين شمال سوريا، ونفت أن تكون القوات التركية قد سيطرت عليهما.

كما سيطرت القوات التركية على عدد من القرى بعمق 5 كيلومترات، ولم تدخل عمق الأراضي السورية، وتتركز المواجهات في القرى الحدودية، وأن الاشتباكات تتركز في منطقة راجو، فيما تتعرض منطقة جنديرس لقصف مدفعي عنيف من قبل القوات التركية.