العرب والعالم

أبو الغيط: القضية الفلسطينية تمر بمنعطف تاريخي

27 فبراير 2018
27 فبراير 2018

مؤسسة ياسر عرفات تعقد الاجتماع الـ11 لمجلس أمنائها -

القاهرة ـ عمان ـ نظيمة سعد الدين -

عقدت مؤسسة ياسر عرفات، الاجتماع الحادي عشر لمجلس أمنائها، في مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، أمس، بحضور غالبية أعضاء المجلس، الذي يضم أكثر من مائة شخصية عربية وفلسطينية بارزة.

وافتتح الاجتماع، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وقال إنه لا يصح أن يتسرب اليأس إلى قلوبنا بشأن القضية الفلسطينية، وأكد أنه طالما هناك صمود، فهناك حقوق يدافع عنها شعوبها.

وأضاف: ما زال هناك أمل وجميع الفلسطينيين صامدون، وركز على ضرورة التوصل إلى إطار للعمل الجماعي في إطار العمل المدني، مشددا على أن تغيرات العالم السريعة، لا يجب أن تؤثر على مسار العمل العربي.

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الجامعة العربية تضم صوتها إلى صوت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مطالبة المجتمع الدولي بالتفكير في آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام، تضم جميع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة والمؤثرة، تنبثق عن مؤتمر دولي يعقد منتصف العام الجاري، ويلتزم الأسس المرجعية لعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، ويضع إطارا زمنيا محددا لمفاوضات الحل النهائي.

وأضاف أبو الغيط، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد للجامعة للشؤون السياسية السفير حسام زكي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الأمناء، إن القضية تمر بواحدة من المنعطفات الصعبة والتاريخية، علينا عربا وفلسطينيين، شعوبا وقيادات، نخبا ومثقفين، أن نكون على قدر هذه المسؤولية التي تفرضها علينا اللحظة، وأن تأتي استجابتنا في مستوى التحدي الذي يواجهنا.

وأكد سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير دياب اللوح، إن الرواية الفلسطينية استطاعت أن تنتصر وتقنع المجتمع الدولي بصدقها وسقطت الرواية الإسرائيلية التي ضللت العالم لفترات طويلة.

وقال اللوح في كلمته التي ألقاها نيابة عن الرئيس محمود عباس إن هذا النجاح جاء نتيجة الجهد السياسي والدبلوماسي والقانوني الذي بذل في كافة المحافل الدولية والإقليمية والداخلية خاصة وأننا نسير نحو تحقيق المصالحة الوطنية التي انطلقت حيث لا عودة للخلف من أجل طي صفحة الانقسام البغيض من تاريخ الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن مسيرة الشهيد عرفات، والتي جسدت أروع التضحيات الجسام جعلت من شعبنا الفلسطيني الذي أحبه قائدا عظيما يسطر حالة من الصمود الأسطوري على أرضه متجذرا بها مدافعا عنها وراسخا فيها رسوخ جبال جرزيم وعيبال والجرمق مؤمنا بمقولته «ياجبل مايهزك ريح»، مشيرا إلى أن هذه المسيرة التي استمرت لأكثر من نصف قرن من العطاء والنضال للقضية الوطنية ولشعبنا المرابط على أرضه كتب خلالها الشهيد في صفحات التاريخ أروع معاني العزة والكرامة والكبرياء لشعبنا ولأمتنا لأن فلسطين التي حملها الرئيس الراحل إلى كل مكان وناضل واستشهد من أجلها ستبقى نابضة بالوفاء والإخلاص له ولكل القادة من شعبنا وأمتنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجلها فسيبقى أبو عمار خالدا فينا ما حيينا.

وأشار سفير دولة فلسطين، إن حجم وطبيعة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية على الأصعدة كافة في ظل ما تمر به المنطقة من ظروف وأزمات متتالية ومتلاحقة تكاد تلفت الأنظار عن القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات وجرائم ترتكب بحقه من قبل إسرائيل التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتدير ظهرها لكافة الأعراف والمواثيق والاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية وتمعن في سياساتها العدائية خاصة فيما يتعلق بالاستيطان المتواصل الذي يلتهم ويقضم الأرض الفلسطينية وتدمير الاقتصاد وفرض الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني وتقطيع أواصر القرى والمدن ومواصلة اعتقال الأسرى والأسيرات خاصة النساء والأطفال والطفلة عهد التميمي وما يمارس ويرتكب من جرائم في القدس وتغيير واقع جغرافي وديمغرافي خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب المتعلق بالقدس والذي اعتبرته إسرائيل بمثابة شك البراءة لجرائمها مما دعاها لمواصلة اعتداءاتها كونها دولة أصبحت دولة تتمتع بالحماية الأمريكية واعتبرت نفسها فوق القانون.

وقال لقد استطعنا بحكمة وحنكة سياسية بالغة التغلب على تلك الصعوبات والتحديات لحماية حقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية فلن نتراجع أو نتنازل أو نخضع لأي ابتزاز سياسي أو مادي فنحن أصحاب الحق وهذه الأرض لنا والتزمنا كافة القرارات الدولية وانتهجنا طريق السلام والتفاوض كي نصل إلى حقوقنا المشروعة لأننا لم ولن نقبل بإنصاف الحلول سواء بالتوطين أو دولة ذات حدود مؤقتة أو حلول تنتقص من السيادة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وخلال الجلسة الافتتاحية، تم تكريم العلامة اللبناني وعضو مجلس أمناء المؤسسة الراحل هاني فحص، كما تم تكريم كل من وزير الخارجية الإسباني الأسبق ميغيل أنخيل موراتينوس، وممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعملية السلام في الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، ومنحهما عضوية الشرف في مجلس أمناء المؤسسة.

وقال بوغدانوف إن الزعيم الراحل ياسر عرفات كرّس حياته للنضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني، وأصبح رمزا لنضال هذا الشعب ووحدته ، ولا يزال حيّا في وجدان الفلسطينيين.

من جانبه، أشاد موراتينوس بالشهيد ياسر عرفات، وقال إننا نتطلع لتحقيق السلام العادل في هذا الجزء من العالم وسوف ننجح في النهاية، وقال إنه حين استقال من منصبه كمبعوث للاتحاد الأوروبي لعملية السلام، أكد أنه لن يتخلى عن التزامه بالسلام وحقوق الشعب الفلسطيني.

واختتم كلمته قائلا: «إن عرفات جزء من التاريخ، ولكن لا تخطئوا. هذا لا يعني أنه ينتمي للماضي، بل لحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني».