صحافة

خفض مصروفات الجامعات وإضراب المحاضرين

26 فبراير 2018
26 فبراير 2018

كان تخفيض مصروفات الجامعات أحد البرامج الانتخابية لحزب العمال في حال وصوله للحكم في الانتخابات الماضية، ونجح بسببه في استقطاب نسبة كبيرة من طلبة الجامعة للانضمام والتصويت للحزب. واليوم تستدرك رئيسة الحكومة تريزا ماي هذا الأمر فتصرح بأنه ينبغي على الجامعات البريطانية أن تقدم للطلاب شيئا قيما مقابل أموالهم، ما يعني ضرورة إجراء مراجعة لتقليل مصروفات الجامعات وإعادة المنح لجذب الناخبين الشباب الذين ساهموا في معاقبة حزب المحافظين في الانتخابات العامة الماضية.

وفي إحدى كليات مدينة ديربى شمال انجلترا قالت ماي «لدينا الآن واحدة من أغلى نظم التعليم الجامعي فيي العالم»، وأضافت قائلة إن «المراجعة ستنظر حاليا في كل ما يتعلق بسبل مساهمة الطلاب والخريجين في تكلفة دراساتهم».

وفي الوقت نفسه تتصاعد مشكلة المعاشات التقاعدية لأساتذة الجامعات والمحاضرين، ما دفعهم إلى القيام بإضراب بحسب ما كتبته مراسلة الشؤون التعليمية، سالي ويل، لصحيفة «الجارديان» في تقرير بعنوان «إضراب الجامعة يمكن أن يضر بالامتحانات وحفلات التخرج»، ذكرت فيه أن إجراءات الإضراب التي يقوم بها المحاضرون الجامعيون ستؤدي إلى تعطيل الامتحانات الصيفية واحتفالات التخرج وسيتم تمديدها ما لم يتم التوصل إلى حل للنزاع على المعاشات التقاعدية.

وأوضحت الصحيفة أن أكثر من مليون طالب في 65 جامعة في جميع أنحاء المملكة المتحدة سيتأثرون بالإضراب الذي ستكون مدته 14 يوما موزعة على مدى أربعة أسابيع. كما حذر اتحاد الكليات الجامعية من أنه في حال رفض أرباب العمل العودة إلى طاولة المفاوضات لتحسين العرض المقدم منهم، فإن فترة الإضراب ستمتد لستة شهور، في الوقت الذي تقرر فيه أيضا استهداف فترة الامتحانات والقبول والتخرج لتكون الفترات التي يتم تنفيذ الإضراب فيها من أجل الضغط للحصول على المطالب المرجوة. وتذكر الصحيفة أن حجم هذا الإضراب لم يسبق له مثيل في حرم الجامعات البريطانية من قبل، بعد انضمام 5 آلاف شخص لعضوية اتحاد الكليات الجامعية منذ الاقتراع على الإضراب في أكتوبر الماضي.  ونقلت الصحيفة عن سالي هانت السكرتير العام لاتحاد الكليات قولها: «نحن نبقي على قنوات الاتصال مفتوحة. غير أنه ليس هناك إشارة على نية الطرف الآخر في إيجاد حل. وسيستمر الإضراب إلى أن يتم التوصل إلى إيجاد حل»، وأضافت: «أن بعض الطلاب يخططون لمقاضاة جامعاتهم للحصول على تعويضات .. إنهم لا يستحقون أن يوضعوا في هذا الموقف. أنا مستاءة جدا بالنسبة لهم، وأنا آسفة جدا، لكننا لا نعتقد أن لدينا أي خيار آخر بعد الآن».

وذكرت الصحيفة أن الإضراب سيتسبب في خسارة 575 ألف ساعة تدريس لن يتم إعادة جدولتها، وسيكون طلبة الجامعات هم المتضررين، ويشمل الضرر بعضا من الجامعات المرموقة مثل جامعة أكسفورد وكامبريدج وبريستول ودورهام وإكستر وكلية إمبريال كوليدج ووارويك ويورك. وإن سبب الإضراب هو اعتراض المحاضرين على التغييرات المقترحة على معاشاتهم التقاعدية، حيث سيخسر المحاضر العادي مبلغ  10 آلاف جنيه استرليني كل عام خلال سنوات التقاعد وهو ما يشكل إجماليا حوالي 200 ألف جنيه استرليني.