1260323
1260323
الاقتصادية

للمرة الأولى في السلطنة دورات تدريبية يابانية صممت لتلائم البيئة العمانية بتقنيات عالية

26 فبراير 2018
26 فبراير 2018

على هامش ملتقى التعاون الاقتصادي العماني الياباني -

خمس دورات تدريبية قدمها خبراء يابانيون خلال ملتقى التعاون الاقتصادي العماني الياباني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الذي نظمه صندوق الرفد والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة). شارك في الدورات أكثر من 42 متدربا عمانيا، شملت العديد من التخصصات الاقتصادية والفنية الواعدة، وقد أبدى المتدربون تفاعلاً ملحوظا بالدورات التي شاركوا بها، حيث أجمع المشاركون على أن الدورات التدريبية تتميز بأفكار جديدة، غير مألوفة في السوق العمانية، مؤكدين أنها مرنة يستطيعون استخدامها كل في عمله، حيث تنوعت تخصصات المتدربين من طلاب فنون جميلة ورواد أعمال من العديد من التخصصات.

تخصيص 4 أيام للتدريب

تقول المتجردة المنذرية مديرة دائرة التدريب بالهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، المشرفة على إقامة تلك الدورات، والتي بدأت من الـ24 وحتى 28 من فبراير الجاري: إن هناك 4 أيام خصصت للتدريب، فيما يكون اليوم الأخير مخصصا للمدرب يقوم فيه بتقييم أعمال المتدربين طوال الدورة، ومن ثم اختيار المتدربين الذين يستحقون شهادة إتمام كل دورة حسب تخصصها.

وحول الفئة التي استهدفت للتدريب بتلك الدورات، أشارت المتجردة إلى أن الجهة المنظمة حرصت على أن لا تنحصر تلك الفئة فيمن لديهم سجل تجاري فقط، فبعض أصحاب المهن الحرفية ليس لديهم هذا السجل، كما أننا أردنا أن تتاح الدورة لكل من له شغف بالأفكار والفنون التي يتم التدريب عليها، سواء كان المشترك صاحب مهنة أو موهوبا أو طالبا، فشغفه وما يتعلمه في الدورة قد يدفعه إلى أن يكون رائد أعمال في المستقبل القريب، كما أن الدورات تتسم بأفكار ابتكارية جديدة على السوق العماني، قد يستخدمها أحد المتدربين بإبداع في مجال عمله، لذا حرصنا على تبسيط الشروط، وفرضنا رسوم مشاركة رمزية لضمان الجدية، حيث حرص الجانب الياباني على التشديد على ضرورة التزام المتدربين بمواعيد وحضور كافة أيام الدورات.

وأكدت مديرة دائرة التدريب بـ(ريادة) إلى أن الجانب الياباني هو من اختار موضوعات الدورات، ورأى أن تكون مرتبطة بالثقافة اليابانية والصناعات الحرفية التراثية اليابانية، مشيرة إلى إمكانية تطوير تلك الأفكار بما يتلاءم مع البيئة العمانية كما يمكن التعامل مع أفكار جديدة بناء على تعاون الجانبين في المستقبل، مشيرة إلى أن الملتقى وما صاحبه من فعاليات ما هو إلا بداية نستطيع ان نبني عليها، خاصة مع مراعاة ملاحظات المشتركين والمتدربين في الدورات، بهدف تعظيم الاستفادة من التجربة اليابانية الرائدة في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

فن براعم الورد

فيما قالت كيكو كوموري المشرفة على دورة فن براعم الورد، أن الدورة تتعلق بالقدرة الفنية الإبداعية في الأساس، فالدورة تقدم للمتدرب فن ترتيب الزهور والـورود باسـتخـدام الزهـور المجففة بدون أسلاك أو لاصق. حيث نصنع من الزهور الطبيعية التي يتم تبييضها وتلوينها باستخدام محاليل خاصة لزيادة حياتها لغاية 5 سنوات أو أكثر. تستخدم للتزين ويمكن تصميمها على شكل باقات، يمكن استخدامها تجاريا في المناسبات العامة كالأفراح ويوم الأم، وغيرها من المناسبات التي نحتاج فيها لإضافة جمال الزهور.

وحول أهمية تلك الدورة على الصعيد الاقتصادي قالت كيكو: إن الأفكار المبدعة تستطيع تمييز أصحابها، لذا مع نهاية كل دورة تدريبية نقوم بعمل مسابقة للأعمال المشاركة، والأعمال الفائزة تحصل على فرصة تسويقها عبر إحدى العلامات التجارية أو المحلية في اليابان مما يمهد لتعاون الشباب الفائزين مع هذه الشركة سواء كرواد أعمال، أو كموظفين بها، كما يمكن الاستفادة من تنسيق الورود في إقامة مشروع يعمل على المناسبات العامة والخاصة، خصوصا أن ثقافة الورود أضحت عالمية. وتنوع المتدربون في هذه الدورة حيث قالت ماجدة بن صابر البلوشية، صاحبة مشروع محل ورود وشوكولاتة، أنها جاءت لتتعلم كيفية التعامل مع الورود والزهور بنفسها، بدلا من الاعتماد على الموظفين فقط، وطالبت بأن يتيح التعاون بين الجانبين العماني والياباني، اقامة دورات أخرى تتيح تعلم تقنية تجفيف الزهور، مما يقلل من تكلفة المنتج.

بدوره أبدى عبد المجيد بن جان البلوشي سعادته بالمشاركة في هذه الدورة مشيرا إلى أنها جاء ليتعلم هذا الفن، ليقوم بتوظيفه في أعمال الفنية بالمستقبل نظرا لكونه أحد الفنانين وخريجا لكلية الفنون الجميلة، ويحتاج مثل هذه الفنون ليتعاطى معها في أعماله المستقبلية.

الأصباغ المتبخرة

من جهتها قالت ريتسوكو فوتو مدربة دورة الأصباغ المتبخرة التي تنتج أصباغ ساشيسوم تتبخر بواسطة حرارة المكواة وتتغلغل عميقا داخل النسيج، أن هذه الأصباغ تتميز بالقوة العملية ومقاومة لتأثير الغسيل والاحتكاك، مشيرة إلى أن بعض أنواع فنون ساشيسوم تستخدم الزهور والأوراق المضغوطة والتي يمكن دمجـها مـع الـمـنـاظـر الـطـبـيـعـيـة لـتـصـبح رقـيقة، الأغراض لـهـا استخـدامـات عـملية ومن ضمنها الملابس والديكورات الداخلية والهدايا وغيرها.

وقالت المدربة فوتو: إن هذه الدورة تهدف في الأساس إلى تحفيز الإبداع والابتكار، كما تصلح لبعض أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذين يحتاجون إلى هذا النوع من الفنون، فالشركة تمتلك أكثر من 40 لونا من هذه النوعية ويمكن الاستفادة منها من قبل مصانع الملابس في السلطنة، وأشارت إلى أنها تتطلع بشغف لتكون شركتها موردا رئيسيا لهذه التقنية الفريدة في السلطنة.

من جهته أكد كابتن خليل الجبري صاحب شركة تقدم عروض طيران في المناسبات العامة والخاصة، أنه لا يعمل في قطاع الملابس لكنه يحتاج الى تعلم كيفية استخدام هذه التقنية بشدة، لأنه يقدم عروضا لجهات مختلفة، يضطر من اجلها للتعاقد مع شركات تطبع شعارات وألوان تلك الجهات على العروض والهدايا التي نقدمها، لذا فهذه الدورة سوف توفر بشكل مباشر لشركتي تكلفة هذه الطباعة، فوسط تقنية هذه الأصباغ المتبخرة أستطيع الطباعة على منتجاتي بطاقمي في الشركة مما يقلل التكلفة كثيرا.

ورود من الكريستال بالتغطيس

أما تشيزوكو ماتسونوما مدربة دورة ورود من الكريستال بالتغطيس، فقد أكدت أنها سعيدة جدا وسط هؤلاء المتدربين المبدعين، مشيرة إلى أنها تقوم بتدريب الشباب على تقنية جديدة لاستخدام الورود في المناسبات والحفلات، حيث نقوم بتكوين وريقات وأوراق الزهور والورود بواسطة أسلاك عادية يتم تشكيلها وتغطيسها في سائل بحسب الاختيار، وباستخدام محلول تقوية، ومن خلال رشها بحبيبات زجاجية أو صفائح زجاجية أو بالألوان وغيرها تحصل على أعمال فنية من الكريستال مشابهة للأعمال الزجاجية، وهي تقنية يمكن توظيفها في الأعمال التجارية والفنية على حد سواء.

من ناحيتها قالت أسماء الغطريفية الطالبة بالجامعة العربية المفتوحة في الفنون التشكيلية: إنها استفادت جدا من مشاركتها في هذه الدورة التحفيزية للإبداع، مؤكدة أن الدورة ألهمتها إمكانية إقامة مشروع خاص بها في المستقبل القريب يعتمد على هذه التقنية المبدعة التي تحافظ على البيئة، وعلى رونق الزهور.

الطين الفضي

من جهته أكد دايسوك ميناجاوا مدرب دورة فن الطين الفضي على الأهمية الاقتصادية للدورة التي يقدمها، خصوصا في السلطنة كون الفضة معدنا رئيسيا في الصناعات الحرفية العمانية بشكل خاص، لذا أبدى تطلعه الشخصي وتطلع شركته، للدخول إلى السوق العماني، عبر منتجات شركته ذات التقنية العالية الحصرية، التي ستوفر بالتأكيد الوقت والجهد والتكلفة للمبدع العماني المشهور بفن الفضة.

وأشار ميناجاوا الى أن الدورة التي يقدمها عبارة عن مصنوعات يدوية لمجوهرات الزينة المصنوعة من خليط من بودرة الفضة النقية مع الماء ولاصق، وتنتج عن طريق التجفيف حيث يمكن حشو الطين وتسخينه على درجة حرارة عالية تتراوح بين 650 إلى 870 درجة مئوية وهذا يؤدي إلى احتراق الطين تاركا الفضة بدرجة نقاء تبلغ 9.99%.

من ناحيته أبدى عبد الله بن عامر المعمري (صائغ فضة عماني)، سعادته بالمشاركة في هذه الدورة وإعجابه الشديد بالتقنية التي تستطيع إنتاج الفضة بهذه النقاوة العالية، متمنيا أن تتاح تلك المنتجات في السوق العماني، بشكل يقلل التكلفة مما يعظم الفائدة للمنتج التراثي العماني الذي يعتمد على الفضة بشكل كبير.

فن التجميل

قدمت ميكي أوشياما دورة فن التجميل وتعنى الدورة بالعناية بالأيدي باستخدام المبرد لتنعيم الأظافر والعناية بها، تدليك، تلوين، وهلام الأظافر وهو هلام شفاف وملون والتزيين وغسل المادة الهلامية، وفن الأظافر وهو فن التلوين والتنعيم، والفن الفرنسي، وفن الرخام.