صحافة

جوان: الاتفاق النووي.. بين السياسة والنظرة الواقعية

25 فبراير 2018
25 فبراير 2018

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «جوان» مقالاً نقتطف منه ما يلي: رغم مرور أكثر من عامين ونصف العام على توقيع الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية التي تضم كلاً من أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لا زال الحديث عن هذا الاتفاق يحظى بأهمية خاصة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية لما له من تأثير كبير على إمكانية نزع فتيل الأزمات المستعرة في مناطق متعددة من العالم لاسيّما في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن التطورات التي طرأت على مسيرة الاتفاق النووي خلال العام الماضي نتيجة إصرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» على تغيير بعض بنود الاتفاق تارة، والتهديد بتمزيقه تارة أخرى بدعوى أنه لا ينسجم مع تطلعات ومصالح واشنطن، انعكست بشكل مباشر على طبيعة التعامل السياسي والدبلوماسي للخارجية الإيرانية إلى درجة بات الكثير من المراقبين يعتقد معها بأن الاتفاق قد ينهار في أي لحظة بسبب الخلاف العميق والمتواصل بين طهران وواشنطن في هذا المجال.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن هذا الخلاف يكمن بالدرجة الأولى في مساعي أمريكا الرامية إلى حرمان إيران من حقها في الاستفادة السلمية من التقنية النووية التي أقرتها المعاهدات الدولية لاسيّما معاهدة حظر الانتشار النووي (أن بي تي) وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما رأت الصحيفة في محاولة إقحام ملف الصواريخ البالستية الإيرانية في القضية النووية من قبل بعض الأطراف الغربية سبباً آخر في تلكؤ تنفيذ بنود الاتفاق النووي، الأمر الذي يشير إلى أن الخلافات القائمة بين طهران من جهة، والغرب من جهة أخرى لاسيّما مع واشنطن، قد وصلت إلى ذروتها، ما يعني أن تسوية هذه الخلافات باتت هي الأخرى بعيدة المنال خصوصاً في ظل التجاذبات السياسية والاقتصادية التي تحكم العلاقة بين الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) من ناحية وأمريكا من ناحية ثانية، حيث تسعى الترويكا إلى عدم التفريط بسمعتها الدولية من خلال تأكيدها على ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق من جهة، لكنها من جهة أخرى تجد نفسها مضطرة لمجاراة الموقف الأمريكي حيال الاتفاق للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والأهداف السياسية الاستراتيجية التي تدعوها للتمسك بهذه الأهداف حتى وإن أدى ذلك إلى التراخي في تنفيذ التعهدات المتعلقة بالاتفاق النووي، وهو ما يحصل فعلاً الآن، ما يعني أن هذا الاتفاق سيبقى يراوح مكانه ما لم تضغط الدول المؤثرة الأخرى في السداسية (روسيا والصين) باتجاه التسريع بتنفيذ بنود الاتفاق باعتبارهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، فضلاً عن العلاقات الواسعة التي تتمتع بها هاتان الدولتان على كافة الأصعدة والتي تتيح لهما إمكانية التحرك بهذا الاتجاه في الحاضر والمستقبل.