1258035
1258035
المنوعات

استمرار فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب .. حضور متميز وأسعار «متوسطة»

23 فبراير 2018
23 فبراير 2018

[gallery size="medium" ids="565914,565915,565913"]

الزبير دشن كتاب «الأستاذ» ومي الخليفة استعرضت تجربة البحرين في صون التراث -

«عمان»: شهد معرض مسقط الدولي للكتاب أمس أعدادا جيدة من الزوار، وسجل المعرض مبيعات جيدة في يومه الثاني.

ورصد محررو عمان في المعرض حضورا لأسر بأكملها يبحث كل فرد فيها عن الكتب التي تتناسب وعمره وتتناسب مع ميوله القرائية، ما يؤكد نجاح المعرض في التحول إلى حالة ثقافية وأسرية.

ونشطت الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض.

وكانت الفعاليات الثقافية قد افتتحت مساء أمس الأول بمحاضرة لسمو الشيخة مي بنت محمد آل خليفة تحدثت فيها عن تجربة مملكة البحرين في صون التراث واستثماره.

وفي بداية محاضرتها عرضت آل خليفة فيلما وثائقيا قصيرا عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة «جد المحاضرة» الذي افتتح عام 2002 وكان الشرارة التي منه انطلقت فكرة إحياء البيوت البحرينية القديمة والمرشحة للسقوط لتكون بيوتا عامرة بالتراث والمعرفة والحياة.

تقول مي آل خليفة إنها عندما حققت كتاب جدها، وانتهت من تحقيقه تساءلت مع أسرتها «ولكن أين بيته؟ أين منزله؟» وفي طريق بحثها عن منزله والمجلس الذي كان يجلس فيه ويدارس فيه العلم والمعرفة.

واستطاعت مي الخليفة شراء بيت جدها وترميمه وتحويله إلى بيت ثقافي، كما اشترت بيوتا مجاورة له وضمتها للبيت.

وبدأت فكرة البيوت الثقافية في التوسع، حيث تم شراء بيت إبراهيم العريّض بدعم من الدكتورة سعاد الصباح وتحويله هو الآخر إلى بيت ثقافي يلتقي فيه أهل الثقافة والفكر.

ثم تم شراء بيت مطر، وبيت القهوة وبيت النوخذة.

وحققت آل خليفة نجاحا كبيرا لفت نظر الجهات الحكومية.

حيث انتقلت الفكرة إلى القطاع الحكومي للبدء بالاستثمار في الثقافة وفي عام 2007 تم افتتاح المسرح الوطني، ومتحف قلعة البحرين، وواجهة باب البحرين، والمكتبة الخليفية.

وتقول مي آل خليفة إن الحلم يراودها ويراود المؤسسة الثقافية الرسمية في البحرين للبدء في مشروع متحف الفن الحديث الذي وضعت خرائطه المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد، ووصفت هذا المشروع «بالحلم»، إضافة إلى متحف ومركز أبحاث مستوطنة سار.

وقالت مي آل خليفة إن كل هذه المشاريع تمت بشراكة حقيقية كاملة مع القطاع الخاص وشخصيات رسمية خليجية عرفت أهمية الثقافة فاستثمرت فيها.

الأستاذ الغساني

إلى ذلك دشن معالي محمد الزبير مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي مساء أمس الأول بالمعرض بركن صلالة ضيف شرف المعرض كتاب «الأستاذ عبدالقادر الغساني» لمؤلفه الدكتور سالم بن عقيل مقيبل بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء والسعادة الوكلاء والأكاديميين والإعلاميين.

وقال معاليه بهذه المناسبة: إن الكتاب يعتبر توثيقا مهما لحياة الأستاذ عبد القادر الغساني الذي عاصر مراحل النهضة العُمانية، وكان له دور كبير ومشهود في مجال التربية والتعليم على وجه الخصوص.

شمل حفل التدشين عرض مادة فيلمية تضمنت يوميات من حياة عبد القادر الغساني ونشاطاته العلمية الثقافية.

الكتاب الذي جاء في 300 صفحة بواقع فصلين الأول منه: النشأة والتعليم والعمل، والثاني يوميات الأستاذ، واعتمد بشكل رئيسي على مقتطفات من يوميات عبد القادر الغساني من عام 1970 إلى عام 1994، حيث يذكر المؤلف أن الجزء الأول من حياة الأستاذ منذ ولادته إلى عام 1970 تكفل بها وأخذها شفويا من لسانه، واختزلت في مادة علمية توضح بعض مراحل حياته، مشيرا إلى أن عبد القادر بدأ يتوسع في الكتابة بشكل يومي من عام 1976 حتى عام 1994م، وسجل فيها أحداثا ومواقف حياتية مختلفة غطت فترة تقرب من ربع قرن من الزمان تضمنت تاريخ التعليم في محافظة ظفار ورصد التطور الاجتماعي والاقتصادي خلال فترة تأسيس الدولة العمانية المعاصرة، وعمد المؤلف إلى تسمية هذه الفترة في حياة الأستاذ التي استطاع فيها الحفاظ على صحته بمربع السعادة، وهي الروح والصحة والعقل والعلاقات الاجتماعية.

وقال المؤلف: إنه بدأ بكتابة الكتاب منذ عام 2009 حتى عام 2015 ما بين التنقيح والإضافة، وإن الكتاب يوضح لنا جليا أن عبد القادر الغساني نور من أنوار التعليم أفنى عمره لرؤية واضحة في حياته هي نشر التعليم في كل أجزاء ظفار ورسالته التعليم من أجل الاستمرار في الحياة.

جاء في مقدمة الكتاب أن كتابة الإنسان ليومياته في نهاية كل يوم عمل من شأنها أن تحقق العديد من المنافع والفوائد منها الصحة النفسية وزيادة الإنتاج والمزيد من الإبداع والقدرة على التطوير النماء، ولعل ذلك إشارة واضحة إلى أن كتابة الإنسان ليومياته لا بد لها من أهداف وطموح تصاحبها جماليات الحياة وشعور المرء بالسلام تجاه نفسه ومن حوله.

يذكر أن كتاب الأستاذ عبد القادر الغساني واحد من كتب السيرة الذاتية الذي جاء مفصلا ودقيقا مدعوما بالصور والوثائق والرسائل الرسمية، فالمطلع عليه يجد نفسه مبحرا عبر سنوات من العطاء والعمل والإنتاج في حياة عبد القادر الذي كان أستاذا في المدرسة السعيدية بظفار منذ عام 1941، وفي يوم 26 يونيو 2015 انتقل إلى جوار ربه بعد حياة مليئة بالعلم.

التوثيق الوطني للتراث الثقافي

وضمن الفعاليات الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب أقيمت مساء أمس الأول أيضا بالمقهى الثقافي بتنظيم من وزارة التراث حلقة نقاشية بعنوان التوثيق الوطني والدولي للتراث الثقافي غير المادي للسلطنة قدمها كل من ناصر بن سالم الصوافي مدير دائرة التراث الثقافي غير المادي بوزارة التراث، وإبراهيم بن سيف بني عرابة رئيس قسم صون التراث غير المادي بالوزارة.

أشار المحاضرون إلى أن السلطنة نجحت في إدراج العديد من عناصر التراث غير المادي في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي في القائمة سواء بمفردها أو بالاشتراك مع دول أخرى، وهذا يعكس الاهتمام الذي توليه السلطنة لموروثاتها الشعبية، كما أنه يمثل اعترافا دوليا بأهمية هذا الإرث كجزء من التراث العماني الذي حظي بالعديد من الإشادات الدولية. الحلقة تناولت ثلاثة محاور: تضمن الأول نظرة عامة حول مفهوم التراث الثقافي غير المادي من حيث مجالاته وتعريفه وفقا للاتفاقية الدولية لصون التراث غير المادي لعام 2003، بينما جاء المحور الثاني بعنوان التوثيق الوطني للتراث الثقافي غير المادي بالسلطنة من حيث الأهمية الثقافية والفكرية لمشروعات التراث الثقافي غير المادي والتاريخ المروي العماني التي تنفذه وزارة التراث والثقافة، وأخيرا المحور الثالث عن التوثيق الدولي لعناصر التراث الثقافي غير المادي.