1254805
1254805
عمان اليوم

مؤتمر الـرعاية الصيدلانية يناقش تعزيز قيم البحث العلمي والابتكار

19 فبراير 2018
19 فبراير 2018

[gallery columns="4" size="medium" ids="564810,564809,564808,564807"]

يطرح 39 ورقة عمل محلية ودولية -

نسيبة حبيب: ضرورة تأسيس مجلس مهني لتحديث وتطوير مناهج وبرامج كليات الصيدلة -

افتتح مساء أمس بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض فعاليات مؤتمر الـرعاية الصيدلانية الثامن الذي تنظمه وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للتموين الطبي تحت رعاية معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة وبحضور عدد من المسؤولين، ويستمر ثلاثة أيام.

يهدف المؤتمر إلى تعزيز قيم البحث العلمي والإبداع والابتكار في مجال الصيدلة إضافة إلى تبادل الخبرات العلمية بين المشاركين فيه، والى بناء جـيل من الباحثين لتطوير ممارسة مهنة الصيدلة بهدف رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة ولتحقيق الجودة والفعالية في إدارة العمل الصيدلاني بمهنية وتفعيل الرعاية الصيدلانية بصيدليات المجتمع من خلال طرح 39 ورقة عمل محلية ودولية فيه، بالإضافة إلى إقامة سبع عشرة حلقة عمل صيدلانية وصحية، وثماني جلسات حـوارية ومشاركة 29 ملصقاً علمياً معـداً من قبل الممارسين والطلبة.

في بداية الافتتاح ألقت الصيدلانية نسيبة بنت حبيب بن محمد نصيب المديرة العامة للتموين الطبي كلمة أوضحت فيها أن مؤتمر هذا العام يحمل شعار «نحو التميز المهني في الممارسات الصيدلانية، وان إقامته تأتي امتداداً للمؤتمرات السابقة بهدف فتح آفاق جديدة للتفاعل العلمي والمهني بوجود نخبة مجيدة من الخبراء والباحثين والصيادلة.

وأعربت عن أملها في تقديم رؤى تطويرية مهمة لتفعيل دور الصيدلي لإتاحة الفرص للطلبة والخريجين الجدد لتطوير مهاراتهم، وللاستفادة من أصحاب الخبرات لإثبات أنفسهم كصيادلة واعـدين وقادرين على إبراز دورهم الحيوي لدفع عجلة التغيير نحو مستقبل أفضل قادم.

وأوضحت المديرة العامة للتموين الطبي بوزارة الصحة أن المرحلة القادمة تتطلب تضافر جهود كافة أطياف وفئات النظام الصحي، لتأكيد دورهم الحيوي بالسياسة الصحية الوطنية الشاملة، وأشارت المؤتمر سيشهد إقامة العديد من المحاضرات وحلقات العمل والجلسات الحوارية بمشاركات محلية ودولية تتركز على التغطية الصحية الشاملة، وعلى قدرة النظام الصحي ومرونته في التعامل مع الأزمات بمبادرة من المديرية العامة للتخطيط والدراسات بالوزارة ضمن رؤية تؤمن بأن الصحة هي بوابة التقدم وأن العلم والمعرفة هما طريقا التميز والإبداع.

وأضافت أن هناك دراسة قام بها مسؤولو السلامة الدوائية العام الماضي 2017 في عدد من المؤسسات الصحية لقياس عدد الأخطاء الدوائية ومدى تكرارها قبل وصولها للمريض، وأكدت في كلمتها أنه تم تسجيل ألفين وتسعمائة تدخل للصيادلة في الخطط العلاجية بسبب وجود أخطاء دوائية،وأن تلك التدخلات تنوعت بين أخطاء في الجرعات، والشكل الصيدلاني، وعدد مرات الاستخدام وطريقة التعاطي.

وكشفت أن أهدافهم القادمة ستتركز على رعاية المريض جيدا، وأن الالتزام بالممارسة الجيدة لمهنة الصيدلة تعـد أساس مسؤولياتهم وأن المريض بحاجة للاهتمام ورعاية يمكن أن تصله عبر تقديم النصح والمشورة والإرشادات اللازمة للعلاج، وحفظ سره ومعاملته الجيدة والكلمة الطيبة ولبناء علاقة ودية، مما يعطي أثراً إيجابياً في نفسية المريض لا تقل أبداً عن العلاج الدوائي لتطبع في ذهنية المريض شخصية الصيدلي المتمثلة بالرحمة والصبر والمعرفة.

وأضافت أنه من هذا المنطلق فإن الوزارة تبنت استراتيجية تطبيق برامج السلامة الدوائية من أجل السيطرة لتقليل نسبة الأخطاء الدوائية، وكيفية رصدها ومتابعتها.

ووضع الخطط والاستراتيجيات للتقليل من الحوادث العكسية للدواء من خلال فهم آلية حدوث الخطأ وكيفية تجنبه بشكل علمي ومدروس لتحقيق الأمن الدوائي، والوقاية من الأخطاء الدوائية قبل وصولها للمريض.

وأوضحت أن التزام السلطنة ومساندتها للخطة الاستراتيجية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية للحد من الأضرار المرتبطة بالأدوية بمقدار النصف خلال الأعوام الخمسة القادمة تحت عنوان أدوية بلا ضرر سيؤدي لتحسين استخدام الدواء في كل مرحلة من مراحل الوصف والتوزيع والإشراف والرصد، والاستخدام.

وأشارت الصيدلانية نسيبة إلى أن خريج كلية الصيدلة يقابل تحديات كثيرة بسبب التطور السريع في علوم الصيدلة والأساليب والخدمات الحديثة والمتجددة في الممارسة، وأكدت أن الصيادلة على اختلاف اختصاصاتهم هم يعدون حجر أساس في النظام الصحي لأي دولة، لكنها ذكرت أنه للأسف أن دور الصيادلة لا يزال محصوراً في أدوار محدودة وتقليدية على الرغم من أنه لدينا أدوار كبيرة وحيوية تحتاج لمزيد من الاجتهاد والعمل والصبر لتحقيقها وإعطاء صورة مغايرة عن الصورة النمطية ألا وهي صرف الأدوية.

وأن التعليم الصيدلي في عدد من الدول قد بادر في مواكبة عملية التنمية ومسايرة التغيرات والتحديات المستقبلية، وتم إعداد الخطط البحثية الدراسية المتعلقة بالعلاج الدوائي والصيدلة السريرية وتقديم المشورة للمرضى والصيدلة المجتمعية والاقتصاد الصيدلاني والصناعة الدوائية بالإضافة إلى ذلك تم استحداث برامج التعليم الصيدلي المستمر، وبرامج الإقامة لتطوير المهارات والقدرات والسلوكيات والفكر الابتكاري ليكون لدى خريجي كليات الصيدلة قدرات عملية عالية تجعلهم أكثر تكيفاً مع العمل ضمن الفريق الطبي وأكثر قدرة على تقديم الدعم المعرفي في مجال الأدوية والعلاج، إلا أنها أوضحت أن هناك أدواراً قيادية يمكن أن يقوم بها الصيادلة، بحيث يتم العمل على إعداد صيادلة قادة يقودون المهنة نحو مستقبل أكثر إشراقاً ويعملون على تطوير وخلق فرص عمل جديدة لزملائهم.

وأنه لكي نحقق تقدماً في هذه المهنة، فأنه لابد من تصحيح المسار نحو غد أفضل من خلال إيجاد فرص تطور مهني وأكاديمي لخريجي الصيدلة وإعادة صياغة الأدوار المهنية للصيدلي الواجب دعمها من قبل التعليم الصيدلي، لذا فإنه من الضروري أن تعمل كليات الصيدلة بالمشاركة مع المصانع الدوائية والمؤسسات الصحية الحكومية والخاصة وصيدليات المجتمع وجمعية الصيادلة على إعادة صياغة أهداف التعليم الصيدلي للاستفادة من مستجدات واقع المهنة وحاجة المجتمع لمستقبل أفضل.

تعمين الصيدليات

وأكدت الصيدلانية نسيبة: إن موضوع تأسيس مجلس مهني للصيادلة أصبح ضرورة والغاية منه لتحديث وتطوير مناهج وبرامج كليات الصيدلة لتواكب المعايير العالمية ولصقل المهارات الأساسية للصيدلي.

وأكدت أن تعمين صيدليات المجتمع أصبح ضرورة ملحة تفرضها تحديات الواقع الحالي من خلال إعداد كوادر قادرة على الاستمرار في سوق العمل مما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.

وأنه من منطلق رفع مستوى الرعاية الصيدلانية، فقد عملت الوزارة على اعتماد استراتيجية الرعاية الصيدلانية برؤية طموحة لرفع مستوى معايير الممارسة الصيدلانية وإعداد الدليل الإرشادي لسياسات وإجراءات عمل الممارسة الجيدة للصيدلة لكافة شرائح المرضى داخل المستشفيات أو للمراجعين في العيادات الخارجية، وتعزيز برامج التعليم المهني المستمر من خلال إعداد كوادر صيدلانية مبدعة وكفاءات مجيدة ومستويات رفيعة لتحقيق أكبر فائدة تساهم في البناء المعرفي لهم ولدعم تطورهم الذاتي وتحقيقاً لذلك تم تبني برنامج الصيدلي المتميز الذي تم الإعلان عنه خلال المؤتمر السابع للرعاية الصيدلانية بهدف تشجيع وزيادة مبادرات التميز بين الصيادلة لغرض تنمية مهاراتهم وتزويدهم بالكفاءات والمقومات اللازمة ليصبحوا خبراء متمرسين قادرين على تقديم خدمة متميزة للمرضى وذلك بالتعاون مع المجلس الامريكي للاعتماد التعليم الصيدلي ضمن برنامج الشراكة مع شركة الخبرات الدوائية (Pharma Expert)، وبمشاركة خمسة وثلاثين صيدلانياً من مختلف مستشفيات السلطنة، تم اعتمادهم كمدربين على مدار عام قاموا بجهود رائعة ومبتكرة أثمرت تخريج مائة واثنين وعشرين صيدلانياً مجيدا قاموا بتأسيس النواة الأولى في وزارة الصحة في عالم التعليم المهني المستمر للصيادلة.

هذا البرنامج الذي قام بتحفيز الصيادلة للشروع في التغييرات والتحسينات اللازمة للنهوض الاستراتيجي بمهنة الصيدلة والممارسات المهنية للارتقاء للمستوى المطلوب.

وتقدمت بالشكر للمجلس الأمريكي لاعتماد التعليم الصيدلي وشركة الخبرات الدوائية على التعاون المثمر، موضحة أن انضمام المديرية العامة للتموين الطبي لعضوية الاتحاد الدولي للصيادلة، سوف يتيح للصيادلة الوصول للمعارف والخبرات من أنشطة وبرامج بقية أعضاء الاتحاد وتهدف لتحسين وتطوير ممارسة مهنة الصيادلة.

كما أكدت على أهمية الموضوعات التي سيتم مناقشتها فيه والتي ستتركز على تطوير النظم الصحية للارتقاء بالصحة العامة وباستخدام أدلة تحديد الأولويات في اتخاذ قرارات التغطية الصحية الشاملة لتعزيز مفاهيم القيادة بالممارسة المهنية التخصصية ولتعزيز قيم البحث العلمي والإبداع والابتكار في مجال الصيدلة، والمشاكل المرتبطة بالأدوية وتأثيرها على نتائج العلاج الدوائي، وإدارة الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية.

أدوار الصيدلاني

بعـدها ألقت الدكتورة سيلفيا هايلاند نائبة الرئيس والرئيسة التنفيذية للعمليات ( معهد الممارسات الدوائية اللازمة الكندي) كلمة أوضحت فيها أن السلطنة أطلقت التحدي العالمي الثالث في سبتمبر 2017 والذي هدف في أحد مجالاته إلى خفض مستوى الضرر الجسيم الذي يمكن تلافيه نتيجة استعمال الأدوية بنسبة تصل إلى 50% وذلك على مدى خمس سنوات.

وأشادت أن التدخلات التي أحدثها الصيدلاني ساهمت في تدني معدلات التنويم المتكررة للمريض، وذلك بناءا على التجارب السريرية العشوائية التي أجريت على 1467 مشاركا ممن يتناولون ما لا يقل عن 5 أنواع من الادوية.

وأضافت أن أدوار الصيدلاني قد تغيرت على مرور السنوات مع زيادة التأكيد على نقل المعرفة، اذ إن الصيدلاني هو بدون شك يملك التدريب الأفضل فيما يتعلق بالتعامل مع تفاعلات الادوية، كما أشارت إلى أن العمل مع الكوادر الطبية والتمريضية وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية سيساهم في تحقيق النتائج الصحية الإيجابية المطلوبة.

منهجية التدريب

بعدها تحدث البروفيسور صالح باوزير استاذ الصيدلة الاكلينيكية ورئيس مركز باوزير للاستشارات الصيدلانية عن حاجة المؤسسات الى برنامج التدريب، حيث أوضح أن التدريب يعد عملية منهجية يتم من خلالها اكتساب المعرفة وتطوير مهارات الموارد البشرية لمؤسسة ما عن طريق الأنشطة التعليمية والتطبيقية من أجل تحسين الأداء المؤسسي.

وأشار إلى أنه يوجد اختلاف بين التدريب والتعليم والتطوير، موضحا أن التدريب يعد قصير المدى وموجهه نحو تحقيق مهام معينة ويستهدف إحداث تغيير في السلوك والمهارات والمعرفة ضمن نطاق معين وعادة ما يكون ذا صلة بالعمل، بينما التعليم هو استثمار لمدى الحياة ويشرع به الفرد عند ميوله لمجال ما، أما بالنسبة للتطوير فهو استثمار طويل المدى للموارد البشرية.

وتتطرق بعدها البروفيسور صالح باوزير للحديث عن فوائد التدريب، مشيرا إلى أنه يحسن الأداء والمرونة التشغيلية، وهو عامل جذب للموظفين ذوي الكفاءة العالية ويزيد من الالتزام الوظيفي، بالإضافة الى أن التدريب يُمكِن من إدارة التغيير وكذلك استحداث بيئة عمل جيدة، وبالتالي توفير مستويات عالية من الخدمة للمستفـيد أو الزبون.

وقد تضمن حـفل الافتتاح تقديم عروض مرئية الأول كان عن برنامج الصيدلي المتميز، فيما كان العرض المرئي الثاني عن الدور الذي يقوم الصيدلي في مجال الرعاية الصحية وعلى ضوء المسابقة نفسها التي كانت حول اختيار أحسن سيناريو في مجال الرعاية الصيدلانية فازت بها سلمى المعشنية من مركز جبجات الصحي في محافـظة ظفار.

في ختام حفل الافتتاح قام معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة بتكريم الحاصلين على لقب الصيدلي المجيد، إلى جانب تكريم المتحدين بالمؤتمر.

بعدها قام بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي شاركت فيه عدد من الشركات المصنعة للأدوية والمؤسسات التخصصية بقطاع الصيدلة.

الجدير بالذكر أن المؤتمر بدأت جلسات أعماله صباح أمس بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض من خلال عقد حلقات عمل تناولت مواضيعها حول المشاكل المرتبطة بالأدوية وعن التصنيف والتطبيقات العملية في السلطنة. الى جانب مناقشة التقنيات الخاصة بمراقبة وتقييم أثر البحوث على صياغة السياسات، بالإضافة الى مناقشة المفاهيم والأساليب المتبعة في استخدام أدلة تحديد ادلة تحديد الأولويات في قرارات التغطية الصحية الشاملة. ولتأكيد دور الصيدلي في رعاية المرضى واعتماد إدخال التصنيف الموحد للمشاكل المرتبطة بالأدوية ضمن برامج السلامة الدوائية.