كلمة عمان

توقعات إيجابية يدعمها الواقع العملي

18 فبراير 2018
18 فبراير 2018

في الوقت الذي تواصل فيه حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - السير بخطى مدروسة ومتتابعة ، لتنفيذ برامج وسياسات تنويع مصادر الدخل القومي ، والحد قدر الإمكان من الاعتماد على العائدات النفطية ، فإن الزيادة المطردة في مساهمة القطاعات الاقتصادية غير النفطية ، في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة خلال العام الماضي ، تعبّر على نحو واضح عن فعالية هذه السياسات ، وهو ما يعزز الأمل في تحقيق مزيد من النتائج الاقتصادية الجيدة ، سواء على المستوى القطاعي ، أو على المستوى الاقتصادي الوطني ككل .

ولعل ما يعزز هذا الأمر ، وينتقل به من حيّز الأمل الى الحيّز العملي الملموس ، ان قسم الأبحاث في مؤسسة « كلاتونز « البريطانية المتخصصة ، قد توقع في تقرير له ، ان يحقق الاقتصاد العماني نموا بنسبة 5.2 % هذا العام ، وذلك استنادا الى معطيات محددة ، من أهمها افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد في العشرين من الشهر القادم ، وبدء إنتاج حقل « خزان « من الغاز الطبيعي ، وهو ما ينعكس ايجابيا على قطاعات الاقتصاد الوطني الأخرى ، خاصة قطاعات العقارات والسياحة . غير أنه من المؤكد ان الاقتصاد العماني ، الذي ينطلق بقوة وثبات ، نحو تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لخطة التنمية الخمسية التاسعة ( 2016 - 2020 ) يمتلك من المعطيات التي تدفع به الى مستويات أداء وإنجاز أعلى ، وفي مقدمة هذه المعطيات ، ما يشهده الاقتصاد العماني من حركة وإيقاع يتسم بالترابط والتنسيق بين عدة قطاعات في الوقت ذاته ، وفي إطار رؤية اشمل وأوسع ، تعمل على الاستفادة من الوفورات الموجودة في القطاعات المختلفة وتحقيق أعلى درجة ممكنة من التنسيق بين القطاعات ، وهو ما انعكس على سبيل المثال ، في ترشيد الإنفاق والحد من الواردات ، مع العمل على زيادة الإيرادات عبر زيادة الصادرات ، ودفع القطاعات غير النفطية بقوة لزيادة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي بشكل اكبر .

وعلى ذلك فإن هذا العام يشهد في الواقع دخول اكثر من مشروع الى حيّز الإنتاج الفعلي ، بما في ذلك مشروعات في مجالات النفط والغاز والسياحة والصناعة والخدمات والنشاط العقاري والطيران والنقل والموانئ والاتصالات واللوجستيات ، الى جانب افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد وإنتاج الغاز من حقل خزان بالطبع ، وهو ما يمكن الاقتصاد العماني من تحقيق نسبة نمو تتجاوز الخمسة في المائة كما هو متوقع هذا العام 2018 . ومع إدراك أهمية وتأثير مثل هذه التوقعات المرتكزة على أسس علمية ، فإنه من المؤكد ان عطاء وجهد أبنائنا وبناتنا العاملين في مختلف المواقع ، وفي كل قطاعات الاقتصاد العماني ، إنتاجية وخدمية ، هو الذي يجعل من التوقعات حقائق ملموسة على الأرض ، وبما يعود بالخير على الوطن والمواطن أينما كان على امتداد هذه الأرض الطيبة .