1252907
1252907
العرب والعالم

الاشتراكي - الديمقراطي يسعى لـ«إقناع قاعدته» بإقرار الائتلاف مع ميركل

17 فبراير 2018
17 فبراير 2018

وزير خارجية ألمانيا يؤيد تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا  -

عواصم - (أ ف ب - رويترز) - اطلق الحزب الاشتراكي-الديمقراطي الألماني أمس حملة لإقناع منتسبيه بالموافقة على تشكيل حكومة مع انجيلا ميركل وإخراج اول اقتصاد أوروبي من المأزق بعد خمسة أشهر على الانتخابات التشريعية.

وتكتسي هذه الحملة لدى 464 ألف عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي أهمية جوهرية بالنسبة للمستشارة المحافظة (63 عاما) التي تصدرت نتائج انتخابات 24 سبتمبر وإنما في موقع ضعيف.

يبدأ التصويت بالمراسلة بعد غد في حين يتراجع الحزب الاشتراكي-الديمقراطي وهو أقدم حزب ألماني بسرعة في استطلاعات الرأي.

وفي حال جاءت نتائج الاستفتاء المرتقبة في الرابع من مارس إيجابية، ستتمكن ميركل التي تحكم ألمانيا منذ اكثر من 12 عاما، من بدء ولايتها الرابعة على الأرجح نهاية الشهر المقبل.

وفي حال الفشل، وهو ما يعني فشل تشكيل ائتلاف بين ابرز حزبين في ألمانيا، ستكون النتيجة المحتملة إجراء انتخابات مبكرة المستفيد الأول منها حزب البديل لألمانيا، إلا اذا قبلت ميركل تشكيل حكومة اقلية، وهو ما رفضته حتى الآن.

وقالت اندريا نالس التي قد تصبح نهاية ابريل اول امرأة تتزعم الحزب، خلال افتتاحها أمس في هامبورغ أول مؤتمر إقليمي لكسب تأييد قاعدة الحزب «إني مقتنعة بأن الحجج مقنعة».

وأظهرت دراسة أجريت لحساب تلفزيون «آي ار دي» العام انه حصل على 16% من نوايا الاصوات اي يتقدم بنقطة واحدة فقط على حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف.

وفي سبتمبر انتزع 20,5% من الأصوات في أدنى مستوى تاريخي له.

أخطاء وانتقادات

وأقرت نالس في حديث لمجلة «دير شبيجل»، «من المؤكد اننا ارتكبنا جميعا أخطاء في الأشهر الأخيرة ادت الى انتقادات جاءت من القاعدة .. لقد ردينا على هذه الانتقادات».

وتقع على عاتق نالس مهمة التهدئة بعد تصفية الحسابات بين عدد من القادة أدت الثلاثاء الى ترك رئيس الحزب مارتن شولز منصبه قبل الموعد المقرر.وقالت مانويلا شفيزيغ نائبة رئيس الحزب «الحرب القديمة على السلطة بين الرجال أضرت بالحزب».

وأضافت في حديث لصحيفة «شفيرنر فولكستسايتونغ»، «نحن النساء سنتصرف بشكل مختلف».

وبعد ان كان قبل عام متساويا مع ميركل في استطلاعات الرأي، قاد شولتز حزبه الى هزيمة تاريخية في الانتخابات التشريعية.

وبعد اعلانهم انهم يفضلون الانتقال الى صفوف المعارضة، اضطر قادة الحزب الاشتراكي-الديمقراطي الى تغيير مواقفهم اثر فشل المفاوضات بين المحافظين والليبراليين لتشكيل حكومة في نوفمبر.

وهو تبديل في المواقف لم يرق لمناصريه اذ يعتبر كثيرون ان الحزب بسبب تعاقب التحالفات مع المحافظين خسر جذوره اليسارية وفي النهاية ثقة الناخبين.

وكان اعلان شولتز انه ينوي الحصول على حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد ان كان قال انه لن يشارك بتاتا في حكومة تقودها ميركل.

وبعد تسوية المسائل الشخصية تعمل أندريا نالس على التركيز على «المضمون» أي التحالف الذي يحمل «بصمة اشتراكية-ديمقراطية».

في الواقع حصل الحزب الاشتراكي-الديمقراطي على عدة تنازلات في مجال الصحة او التوظيف وست وزارات منها الخارجية وخصوصا المالية التي هي غالبا من نصيب المحافظين.

وعلى المحافظين ان يكتفوا بحقيبة الاقتصاد والدفاع ما اثار استياء داخليا غير مسبوق في صفوف المسيحيين الديمقراطيين الذين تتزعمهم ميركل.

ورغم الصعوبات فإن نتائج استطلاع أجراه معهد كنتر امنيد ونشرت الجمعة ستشجع قادة الحزب الاشتراكي-الديمقراطي اذ ان ثلثي مناصريه يؤيدون الائتلاف الجديد.

ويشدد زعماء الحزب على الكارثة التي قد يعنيها تنظيم انتخابات جديدة على الحزب، لكن ليس هذا رأي الشباب.

وقال كيفين كونرت زعيم الشباب الاشتراكي «اذا كنا نخاف من انتخابات جديدة ففي وسعنا العودة الى منزلنا».

في سياق منفصل قال وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل أمس إنه يؤيد تخفيف بعض العقوبات المفروضة على روسيا حتى يمكن تطبيق وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا بمساعدة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وقال جابرييل إن «من غير الواقعي» الإصرار على التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك للسلام قبل عرض تخفيف بعض العقوبات عن روسيا.

وأضاف أنه ما زالت توجد بعض الخلافات الأساسية بشأن اقتراح روسيا جلب قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى شرق أوكرانيا لكنه يرى أن هذه الفكرة هي «أحد الخيارات الواقعية القليلة» لتحقيق بعض التقدم لإنهاء العنف الذي أسفر عن مقتل نحو عشرة آلاف شخص في المنطقة منذ عام 2014.

إلى ذلك قال الصحفي الألماني-التركي دنيز يوجيل الذي افرج عنه أمس الأول بعد اعتقاله في تركيا قرابة عام، انه كان «رهينة» انقرة في وقت لم يوجه اليه القضاء التركي اي اتهامات.

موجة استياء

وأعلن في فيديو نشر على تويتر باللغتين الالمانية والتركية بعد عودته الى برلين ليلة أمس «المضحك هو انني ما زلت اجهل سبب سجني لعام، لماذا احتجزت رهينة لسنة».

وهي اول تصريحات للصحفي الذي يعمل لحساب «دي فيلت» الألمانية بعد الإفراج عنه من احد سجون اسطنبول.

وأضاف الصحفي البالغ الـ 44 من العمر الذي أوقف في اسطبنول في 14 فبراير 2017 «اجهل ايضا سبب الإفراج عني».

وتابع «بالطبع اني مسرور لإطلاق سراحي لكني اشعر بمرارة».

وكان سجنه الذي اثار موجة استياء في ألمانيا، ساهم في توتر العلاقات بين برلين وانقرة.

وفي رسالته علق يوجيل على مصير الصحفيين الأتراك المسجونين «الذين قاموا فقط بواجبهم المهني».

وقبل الإفراج عنه كانت محكمة في اسطنبول قبلت لائحة اتهام تطلب عقوبة السجن حتى 18 عاما بحق يوجيل المتهم بـ«الدعاية لحساب منظمة ارهابية» و«التحريض على الكراهية».

من جهته اكد وزير الخارجية الألمانية سيغمار غابرييل انه لم يتم ابرام أي «صفقة اكانت قذرة او نظيفة» مع تركيا لإطلاق سراح الصحفي.

وأضاف «لم تطلب تركيا شيئا (لقاء الإفراج عن يوجيل) ولم يكن في وسعها الحصول على اي شيء» موضحا انه يريد «حوارا افضل» مع انقرة.

ويأتي الإفراج عن الصحفي في وقت تضاعف فيه انقرة مبادرات التهدئة في الأسابيع الأخيرة.