1252413
1252413
الاقتصادية

الرئيس التنفيذي لشركة عمان للحوض الجاف: إنشاء وحدة صيانة متنقلة للسفن وتطوير أعمال الشركة لتخدم المنطقة الاقتصادية بشكل عام

17 فبراير 2018
17 فبراير 2018

حوار - ماجد الهطالي -

كشف المهندس سعيد بن حمود المعولي الرئيس التنفيذي لشركة عمان للحوض الجاف عن مسارات العمل التي تستهدفها الشركة خلال الفترة القادمة كتقديم خدمات نوعية وتطوير أعمال الشركة لتخدم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بشكل عام وإيجاد أكثر من مسار تسويقي للشركة، وإعادة هيكلة الإدارة بالشركة بهدف تسهيل عملية اتخاذ القرارات وتسريعها.

وأوضح في أول حوار صحفي بعد تعيينه في الشركة أن الإدارة التنفيذية الجديدة للشركة ستعمل على تأسيس دائرة تحت مسمى (إدارة التغيير) بالتعاون مع (أسياد)، والتي سيكون عملها تغيير طريقة العمل داخل المؤسسة وتبسيط الإجراءات، وإعادة هيكلة الشركة من ناحية الإدارة، وتطوير مستوى دائرة التسويق، وجلب تقنيات وسياسات تجارية حديثة، وتسعى الدائرة إلى تغيير وضع الشركة الحالي إلى وضع أكثر تنافسية يجب على الشركة التصرف على أساس أنها ليست حكومية وأن تكون الشركة مثالا للشركات الأخرى في تحقيق الإيرادات.

وأضاف في حواره مع ( ): إن الخدمات النوعية التي تستهدفها الشركة تتجسد في إنشاء وحدة صيانة متنقلة للسفن دون الحاجة إلى أن تأتي إلى الحوض الجاف بالدقم .. مشيرا إلى أن الإدارة التنفيذية الجديدة للشركة تتطلع لتطوير أعمال الشركة لتخدم المنطقة الاقتصادية بشكل عام وذلك من خلال استخدام المعدات التي يمتلكها الحوض الجاف في مآرب أخرى وتقديم خدمات أخرى غير إصلاح وصيانة السفن كعمل وصيانة منصات إنتاج النفط البحرية وخدمة حقول النفط في المناطق المجاورة، التي تحتاج بين فترة وأخرى إلى الإصلاح والصيانة أو بناء منصة جديدة، والتي تعتبر ضمن إمكانيات الشركة.

وقال المعولي: إن الشركة نجحت في إصلاح وصيانة العديد من السفن وما تطلبه المرحلة القادمة من تعدد استخدام الموارد والمعدات التي يمتلكها الحوض، بحكم الأعمال كثيرة في قطاع النفط، فعلى سبيل المثال استعمال الورش التي يمتلكها الحوض الجاف في خدمة الحقول النفطية القريبة من المنطقة، ويتم ذلك عن طريق الشراكة مع الشركات التي لها خبرات متراكمة بهذا المجال.

خطة تسويقية

وشدد على ضرورة العمل في جلب السفن وذلك عبر فريق التسويق يقوم بشكل دائم بالتواصل مع شبكات الزبائن الدوليين للحصول على فرص جذب واستقطاب ملاك السفن والشركات التي تدير منظومة السفن وتشغيلها ... مؤكدا أن التسويق من أساسيات الاستراتيجية التي ستعمل عليها الشركة بطريقة ذكية واختيار مناطق مناسبة للتسويق ونوعية الأعمال وأردف أن العمال والمعدات متوفرة وأساليب الإنتاج ليست بها عيوب.

وأوضح أن المشاركة في المعارض الدولية المتخصصة لها دور كبير وفعال في التسويق للحوض الجاف وما يقدمه من خدمات متميزة وتنافسية وإبرام العديد من الصفقات التي من شأنها الوصول لتحقيق أهداف الشركة.

وأشار إلى أن الشركة تستعد للمشاركة في معرض (بوسيدونيا باليونان) ومعرض (SMM في هامبورج) التي تعتبر من أشهر منتديات ومعارض الملاحة العالمية لاستضافتهما مجموعة من الشركات الرائدة التي تتخذ في الغالب من المناطق الغنية بالموارد النفط والغاز موطنا لها مثل منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي والمكسيك، حيث تحظى خدمات وخبرات تلك الشركات بطلب كبير خاصة في ظل الطبيعة العالمية للصناعات البحرية التي تجعل من العالم أجمع سوقا لتلك الشركات.

واعتبر مشاركة الشركة في هذا المعرض فرصة مهمة لتسوق لخدماتها وموقعها الاستراتيجي في ظل المنافسة القوية في هذا القطاع الذي يعتبر ناشئا في السلطنة ولكن في الوقت نفسه يتسلح بآخر ما توصلت إليه تكنولوجيا إصلاح السفن في قطاع مقاولات السفن والصناعة البحرية.

وتوقع أن الحوض الجاف وميناء الدقم سيشهدان حركة تجارية ولوجستية نشطة خلال الفترة القادمة، مستدلا على توقعاته بميناء صحار الذي كان في عام 2002 أرض فضاء والآن يشهد حركة تجارية ولوجستية نشطة، فالمسألة معتمدة على الوقت والانتهاء من المشروعات القائمة على ميناء الدقم من الرصيف التجاري ورصيف المواد السائلة والسائبة، إلى جانب الموقع الاستراتيجي بحكم أنه مطل على بحر العرب وفي منتصف السواحل العمانية ويقع على مفترق خطوط الملاحة البحرية.

تنمية الإيرادات

وحول خطة الشركة لتنمية إيراداتها قال: مهم للشركة رفع وتنمية الإيرادات ويتحقق ذلك من خلال رسم أولويات لاستقبال السفن بالحوض الجاف حسب نوعية الأعمال المقدمة البسيطة والثقيلة فعلى سبيل المثال تفضيل السفن التي بها صيانة دورية تمتد إلى ما يقارب 3 سنوات والسفن التي بها أعمال تكلف أكثر من مليون دولار عن السفن التي تبلغ بها الخدمة المقدمة أقل من 200 ألف دولار، وأردف أن الشركة أثبتت جدارتها في إصلاح وصيانة السفن وتغير غرض السفينة، وأن الشركة بمقدورها بناء السفن لأن المكان مؤهل لتصنيع الهياكل الحديدية والمنصات البحرية.

ميزات عديدة

وقال: إن الحوض الجاف يتمتع بميزات عديدة من ضمنها أنه واحد من أكبر الأحواض في العالم، وطاقته الاستيعابية تتسع لأكبر السفن، حوضين جافين بطول 410 أمتار و80 مترا وبعمق يصل إلى 10 أمتار وارتفاع 14 مترا، وعلى أرصفة بطول 2800 متر واستصلاح ساحات بمساحة 453 ألف متر مربع، وأوضح أن الحوض يمر في السنة السادسة منذ بدء تشغيله ويمتلك أفضل تقنيات الإصلاح والصيانة في السوق العالمي، وأردف ليست هناك أي معوقات تمنعنا من أن نكون في صدر المنافسة.

وحول تسهيل الإجراءات بدأت الشركة بمخاطبة والعمل مع شرطة عمان السلطانية فيما يتعلق بالهجرة والجوازات، وذلك من أجل الحصول على تأشيرة فورية للزبائن الأجانب، موضحا أنه يسمح للزائر الخروج من الميناء لمدة 18 ساعة فقط في الوقت الحالي، وأردف: نعمل حاليا على تسريع وصول طلبات مواد الخام مع وكلاء الشحن والجمارك.

المجتمع المحلي

وقال: إن الشركة عملت منذ تأسيسها على تنفيذ برامج مباشرة لخدمة المجتمع المحلي بولاية الدقم بشكل خاص ومحافظة الوسطى بشكل عام، كما منحت الشركات المحلية عقودًا لتوفير خدمات متنوعة للشركات المحلية تشمل الصبغ واللحام والنظافة والتغذية وغيرها، بالإضافة إلى قيام الشركة بتوظيف عدد كبير من أهالي الدقم منذ عام 2012. كما قامت الشركة ، بالتعاون مع جمعية المرأة العمانية بالدقم، بتقديم أولى مبادرات (مهارات) التعلمية بمقر الجمعية حيث تعزو المبادرة الأولى إلى تقديم برنامج لغة إنجليزية معتمد لعضوات الجمعية مدة 8 أسابيع بهدف تعزيز مهارات اللغة الإنجليزية للعضوات ورفد المجتمع المحلي بمهارات التواصل ليتواكب مع تطور المنطقة الاقتصادية بالدقم. وأوضح أن الشركة تلتزم بالمحافظة على البيئة بشكل مستمر حيث قامت بصنع حاويات للمخلفات في الورش الموجودة في الشركة وتوزيع هذه الحاويات في مناطق متفرقة على امتداد شاطئ الدقم.

القدرة الاستيعابية

وعن القدرة الاستيعابية للحوض الجاف أشار إلى أن الحوض استقبل أحد أكبر أربع ناقلات الحديد العملاقة في العالم في 2017 كصحار ماكس، لوى ماكس، شناص ماكس وصحم ماكس جميعها مملوكة للشركة العمانية للنقل البحري مما يعد نقلة نوعية للشركة في تقديم خدمة عالية المستوى لنوع مختلف ومتخصص من الناقلات العملاقة بهذا الحجم، حيث اشتملت عملية صيانة السفن الأربع على تغيير بعض المواد المتهالكة وصيانتها، و إجراء عمليات الطلاء الحديثة وهو ما يميز الحوض الجاف عن غيره باستخدام أفضل الأصباغ والمعروفة عالميا إضافة إلى التنظيف الميكانيكي.

وأكد أن وصول السفن الأربع إلى الحوض الجاف دليل على الثقة المتواصلة بين الشركة والشركة العمانية للنقل البحري والتي تعززت بفضل المستوى الفني العالي في إنجاز أعمال الصيانة المتواترة وبأسعار تنافسية موضحا أن ذلك لن يتأتى إلا بوجود موارد بشرية مؤهلة وقادرة على قيادة سير العمل بكفاءة وحرفية عالية.

تجدر الإشارة إلى أن الشركة أنهت بنجاح تحويل السفينة المبروكة من ناقلة سياحية إلى سفينة تدريبية والمملوكة لدى البحرية السلطانية العمانية في نهاية شهر يناير 2018، حيث استغرقت مدة تحويل السفينة في الحوض الجاف بالدقم 214 ألف ساعة عمل وذلك بعد أعمال صيانة مختلفة قامت بها الشركة.

وشملت عملية التحويل العديد من أعمال الصيانة الفنية والميكانيكية للمحركات والمولدات الكهربائية وتم تبديل الأنابيب والصمامات الرئيسية وتعديل وزيادة عدد الغرف الملاحية، وذكر أن هذا المشروع يعزز شراكة محلية حقيقية بين الشركة والبحرية السلطانية العمانية وقد اكتسب الحوض الجاف خبرة في هذا المجال من خلال قيامه بعمليات تحولية ضخمة ومعقدة من استخدام لآخر مثل السفينة (فيرونكا) من سفينة نقل ركاب إلى فندق عائم و6 سفن تحولية أخرى من الشركة اليونانية (سبرينغفيلد) للملاحة البحرية تم تحويلها من ناقلات حديد ونفط خام إلى ناقلات نفط خام فقط في غضون السنوات الماضية وهذا يعكس قدرة موظفي الشركة على التعامل مع هذه المشروعات التحويلية المدرجة ضمن أولويات الشركة.

وتمكنت الشركة نهاية شهر يناير الماضي من الحصول على شهادة المشغل الاقتصادي المعتمد في مجال الاستيراد والتصدير الذي من شأنه تعزيز خدمات الشركة وتمنحها عددا من التسهيلات منها إيجاد حلول سريعة في إرسال الشحنات للمنطقة الحرة أو في موقع الشركة والمعاينة والتفتيش في مواقع الشركة والتخليص المسبق للبضائع وتقدم العديد من المزايا أبرزها تقليل عدد مرات التفتيش الجمركي وإعطاء الأولوية في المنافذ الجمركية وإمكانية عمل تصاريح مبسطة في النظام مسبقا.