1252119
1252119
العرب والعالم

تركيا تسعى إلى التوسع في سوريا بمشاركة أمريكية و«الأوروبي» يدعو إلى ضبط النفس

16 فبراير 2018
16 فبراير 2018

الجيش النظامي بدأ الإجراءات التنفيذية لدخول «عفرين»

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

اتفقت الولايات المتحدة وتركيا أمس على محاولة إنقاذ العلاقة الاستراتيجية التي أقرت واشنطن بأنها وصلت إلى نقطة حاسمة في حين اقترحت أنقرة عملية انتشار مشتركة في سوريا إذا غادرت المنطقة الحدودية وحدات حماية الشعب الكردية.

واجتمع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة تستغرق يومين بعد أسابيع من تصريحات حكومية تركية مناهضة للولايات المتحدة.

وقال تيلرسون في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو صباح أمس «نجد أنفسنا عند نقطة حاسمة في العلاقات». واجتمع مع أردوغان لأكثر من ثلاث ساعات الليلة قبل الماضية.

وأضاف تيلرسون «قررنا وقرر الرئيس أردوغان الليلة قبل الماضية أننا بحاجة إلى الحديث بشأن كيف نمضي قدما.العلاقات مهمة للغاية». ولا يوجد للولايات المتحدة قوات على الأرض في عفرين التي تشهد العملية التركية.

لكن أنقرة اقترحت توسيع الحملة لتشمل مدينة منبج حيث تتمركز قوات أمريكية مما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع وحدات مدعومة من الولايات المتحدة.

وفي اقتراح قد يشير إلى تقدم في جهود التغلب على الخلافات بشأن سوريا، قال مسؤول تركي لرويترز إن أنقرة اقترحت نشر قوات تركية وأمريكية مشتركة في منبج.

وقال تشاووش أوغلو إن تركيا ستكون قادرة على اتخاذ خطوات مشتركة مع الولايات المتحدة في سوريا بمجرد أن تغادر الوحدات الكردية منطقة منبج.

وأضاف :المهم من سيحكم ويوفر الأمن لهذه المناطق...سننسق لاستعادة الاستقرار في منبج والمدن الأخرى.سنبدأ بمنبج.

من جانبها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أمس تركيا الى «ضبط النفس» في عملياتها العسكرية شمال غرب سوريا، في أعقاب نداء مماثل وجهه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.

وقالت موغيريني في اجتماع في صوفيا لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان، شارك فيه الوزير التركي للشؤون الأوروبية عمر سيليك «ما يثير قلق الاتحاد الأوروبي هو ان هدف العمليات يجب ان يبقى داعش ».

وأوضحت موغيريني «لقد شددنا على هذا الموقف اليوم لأصدقائنا الأتراك، وانا أؤيد ما قاله تيلرسون في أنقرة عندما شدد أمام أصدقائنا الاتراك على ضرورة ضبط النفس في عملياتهم العسكرية».

كما بدأت الإجراءات التنفيذية لدخول الجيش السوري إلى مدينة عفرين إلا أن التوقيت لم يتم تحديده بعد بانتظار الإجراءات التنفيذية واللوجستية، وأنه لا شروط لدخول الجيش السوري عفرين ولا سيما لجهة تسليم وحدات الحماية الكردية السلاح.

وحسب موقع الميادين، إن منطقة الخالدية تعرّضت لأعنف الهجمات التركية نظراً لموقعها الاستراتيجي قرب جبل برصايا.

وأشار إلى أن الإجراءات التنفيذية لدخول الجيش السوري إلى عفرين بدأت للدفاع عن هذه المنطقة في مواجهة الجيش التركي، إلا أن التوقيت لم يتم تحديده بعد.

وأشارت مصادر كردية وسورية قولها للميادين إنه «لا شروط لدخول الجيش السوري إلى عفرين ولا سيما لجهة تسليم وحدات حماية الشعب الكردية السلاح». وأكد نقلاً عن المصادر نفسها أنه تمّ التوقيع على الاتفاق وأن الأمر يحتاج فقط إلى إجراءات تنفيذية، حيث بدأت مختلف السلطات العسكرية تتخذ مختلف خطواتها التي تحتاجها لنشر جنود الجيش السوري في عفرين، وفي المنطقة المحيطة بها.

وإن مسألة نشر نقاط عسكرية مشتركة بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب في عفرين ليست نقطة خلاف بين الطرفين.

ومن المتوقع أن تشهد المنطقة تعاوناً عسكرياً بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب كما حدث سابقاً في أكثر من منطقة، خاصة حينما كانت تتعرض مدينة حلب للقصف من الجماعات المسلحة حيث كان هناك تعاون كبير بين الجيش السوري ووحدات حماية الشعب في منطقة الشيخ مقصود والأشرفية وهذا المشهد سوف يتكرر في عفرين.

وبحسب مصادر سورية تحتاج العملية إلى تحضيرات وهدوء وإلى خطة محكمة لدخول الجيش لاسيما أن المنطقة هي منطقة حرب أولاً، والجيش يحتاج إلى عديد كبير لتغطية كل المساحة في المنطقة، والنقطة الثانية هي فصل الآليات وتحديد الجهة المختصة داخل مجموعات الجيش التي ستدخل وأن هذا الأمر عند القيادات الكبرى قد حُسم فعلاً، مشيراً إلى أن المواطن في عفرين سوف يرى الجيش السوري على الخطوط في مواجهة الجيش التركي والجماعات المسلحة المدعومة من تركيا.

وتوصلت الحكومة السورية ووحدات حماية الشعب لاتفاق يقضي بانتشار الجيش السوري في عفرين بعد تفاهم بين الطرفين، في وقتٍ صرّحت فيه مصادر سورية أن تنفيذ كلام نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حول الدفاع عن عفرين بات قاب قوسين، وتأكيد قوات حماية الشعب أنها لا ترفض دخول الجيش السوري إلى عفرين.

وسبق أن أفادت قناة «روسيا اليوم»، بأن الجيش السوري رفض طلبا من الأكراد بدخول القوات الحكومية السورية إلى عفرين، قبل تسليم التنظيمات الكردية سلاحها، الا ان الجانب الكردي رفض ذلك.

ونقلت روسيا اليوم عن مصدر عسكري خاص تأكيده أن «القيادة السورية اشترطت لدخول الجيش السوري إلى عفرين، تسليم وحدات حماية الشعب الكردي السلاح للدولة السورية».وأضاف المصدر، أن الرد من الجانب الكردي جاء بالرفض، مؤكدا أنه بذلك لم يتفق الطرفان.

وكان القائد العام لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، سيبان حمو، لم يستبعد مطلع الأسبوع الحالي إمكانية دخول الجيش السوري إلى عفرين لمساعدة الفصائل الكردية على التصدي للهجوم التركي ضمن عملية «غصن الزيتون». وسبق أن طالبت الإدارة الذاتية الكردية في عفرين الحكومة السورية إثر إطلاق الجيش التركي حملة «غصن الزيتون» في عفرين، بالتدخل لحماية المنطقة ونشر القوات على الحدود مع تركيا.

ميدانيا، أفاد مصدر عسكري عن مقتل وإصابة العشرات من المسلحين من بينهم جنسيات أجنبية بالإضافة لتدمير عدد من الاليات جرّاء استهداف الطيران الحربي معسكراً لهم جنوب غرب ترملا شمال شرق كورة غرب بعربو بريف إدلب، وعرف من بين القتلى: القيادي «أبو عمر الحسكاوي» و«محمد فواز» و«محمد خالد المحسن» و«علاء بهجت المحمد» و«عبد المعين محمد اللدعة» و«محمد عبدالله الحبيب»، وأن وحدات الجيش السوري استهدفت بقذائف الهاون تحركات لميليشيا جيش الإسلام في حوش الضواهرة، واستهدف سلاح الرشاشات الثقيل تجمعات وتحصينات للمجموعات الإرهابية المسلحة في حرستا بالغوطة الشرقية.

وجرت اشتباكات بين الجيش العربي السوري وقوات قسد في دير الزور، أطراف حقل العمر النفطي من اجل الوصول والسيطرة على الحقل.

وتم الاعلان عن مقتل أبو أيمن المصري القيادي بـ «هيئة تحرير الشام» على يد مسلحي حركة الزنكي بريف حلب الغربي.

وأثارت صور لشاحنات تحمل بقايا مروحيات من مطار تفتناز العسكري شمال سوريا جدلا واسعا في مواقع التواصل ووسائل الإعلام المختلفة، اعتبرها البعض تمهيدا لدخول الجيش التركي إليه، وأن الشاحنات تابعة لفصائل «هيئة تحرير الشام»، وأن ما تحمله تلك الشاحنات هي بقايا لمروحيات كانت موجودة في المطار.

على صعيد آخرعثر الجيش السوري على مقبرة جماعية في محافظة الرقة شمال سوريا تضم جثث 34 شخصاً قتلهم تنظيم «داعش» الذي كان يسيطر على المنطقة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس .

وأوردت سانا أن «عثرت وحدة من الجيش السوري بالتعاون مع الجهات المختصة على مقبرة جماعية لمدنيين وعسكريين ممن أقدم تنظيم داعش الإرهابي على إعدامهم في ريف الرقة الغربي».ونقلت الوكالة عن أحد عناصر الدفاع المدني أنه «تم استخراج جثامين جميع الشهداء وعددهم 34 شهيداً»، وتم نقلهم لاحقاً إلى المستشفى العسكري في مدينة حلب لمحاولة التعرف عليهم.

وعثر الجيش على المقبرة قرب بلدة رمثان، وفق ما قال قيادي ميداني لسانا، بناء على معلومات من أهالي المنطقة.