1250609
1250609
الرئيسية

تعهـدات بـ 30 مليار دولار لإعـادة إعمـار العـراق

14 فبراير 2018
14 فبراير 2018

أمير الكويت ينوه بجهود التصدي للإرهاب -

الكويت - عمان : أعلن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تخصيص مليار دولار كقروض وفق آليات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومليار دولار للاستثمار في الفرص الاستثمارية في العراق انطلاقا من التزام الكويت بدعم لإعادة إعمار العراق.

وقال الشيخ صباح الأحمد في كلمة بمناسبة افتتاح أعمال المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق أن ما سيسفر عنه هذا المؤتمر من نتائج يعد استمرارا لجهود المجتمع الدولي في السعي لمواجهة الإرهاب وهزيمته والتصدي لكل ما يمثله من مخاطر وتحديات، مضيفا بانه لمس كل تعاون وتجاوب من الأشقاء في العراق كما وجد كل الدعم والمساندة الفنية من المسؤولين في البنك الدولي، مقدرا في الوقت نفسه جهود الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي البناءة في هذا الإطار كمشاركين أساسيين في رئاسة هذا المؤتمر.

وتعهدت الدول الحليفة للعراق في المؤتمر الذي اختتم أمس في الكويت بتخصيص مليارات الدولارات على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات للمساهمة في إعادة إعمار هذا البلد الخارج من حرب مدمرة مع تنظيم داعش المتطرف استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.

واعلن وزير الخارجية الكويتي في مؤتمر صحفي أن تعهدات الدول وصلت إلى نحو 30 مليار دولار ، بينما يأمل العراق في أن يحصل على تعهدات بنحو 88 مليار دولار.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تطلع بلاده لشراكات حقيقية استراتيجية وتبادل منافع مع الجميع، مضيفا «إننا نسعى للتكامل مع دول المنطقة ومع محيطها».

وأضاف في كلمته خلال المؤتمر أن الرؤية العراقية ترتكز على مبدأ التكامل والتعاون مع دول المنطقة ليكون العراق «ساحة للتفاهمات المشتركة وبوابة للمصالح المشتركة».

واعرب عن تطلع العراق إلى تحقيق «شراكات حقيقية واستراتيجية» بشكل يفهم الواقع العراقي ويدرك ما يعانيه ويعمل على حله، مؤكدا أن العراق الآن يتطلع إلى المستقبل بثقة والى خلق أجيال قادمة تحقق مفهوم التعايش والتصالح المجتمعي لاسيما بعد الانتصار الذي حققه بدحر ما يسمى بتنظيم (داعش).

وأضاف أن ما يعانيه العراق من وجود معوقات كثيرة تحول دون التطور الاستثماري كالبيروقراطية والقوانين غير الجاذبة والفساد الإداري والمالي جعل الحكومة العراقية تصدر حزمة من النظم والقوانين لخلق بيئة اقتصادية سليمة.

وقال أن العراق نجح في إعادة أكثر من نصف النازحين إلى مناطقهم وهم ما يقارب خمسة ملايين نازح، مشيرا إلى أهمية إعادة تأهيل الخدمات الأساسية في مناطق النازحين لتساهم بإعادة أكبر عدد ممكن.

الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس قال من جانبه أن الصراع في العراق سبب له الكثير من الدمار، مؤكدا دعم الأمم المتحدة من خلال برامجها لخطط إعادة إعماره.

وهنأ غوتيريس الحكومة العراقية بانتصارها على تنظيم (داعش)، داعيا إياها إلى تأمين مستقبل غير طائفي للعراق.

وقال أن الانتخابات العراقية المقبلة أساسية لإعادة البناء والاستقرار في العراق مشددا على ضرورة أن تكون السياسة المناهضة للإرهاب فعالة في نزع التطرف بين أبناء الشعب العراقي.

وأعلنت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موجيريني عن استثمار الاتحاد الأوروبي بمبلغ 400 مليون دولار كمساعدات إنسانية ولتثبيت الاستقرار في العراق.

وقالت مورجيريني في كلمتها أن تلك الالتزامات ستقدم من ميزانية الاتحاد الأوروبي وهي تختلف عن المساعدات الفردية لدول الاتحاد، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ساهما ب5ر3 مليار دولار العام الماضي دعما للشعب العراقي.

من جانبه، أكد رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم التزام البنك بزيادة التمويل للمساعدة في بناء العراق وإعماره، مشددا على ضرورة ازدهار العراق لمنطقة الشرق الأوسط والعالم ككل.

وقال كيم في كلمته أمام المؤتمر أن ثمة فرصا كبيرة للاستثمار في العراق وإعادة البناء فيه موضحا أن عملية التنمية والبناء لا يمكن أن تتم بالموارد الحكومية وإنما بمشاركة من القطاع الخاص.

وأوضح كيم أن البنك زاد من التزامه نحو العراق من 600 مليون دولار أمريكي في عام 2016 حسب المبادرة بين الطرفين إلى 7ر4 مليار دولار في الوقت الحالي، مشيرا إلى سعيه إلى تقديم مبالغ أكبر من أجل تحقيق انتعاش اقتصادي والعمل على إعادة بناء الخدمات والبنية التحتية للمناطق المتضررة في العراق.

وكانت قد اختتمت في وقت سابق أمس فعاليات الاجتماع الوزاري لمؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي تستضيفه الكويت في الفترة من 12 إلى 14 فبراير الحالي وسط تطلعات طموحة للخروج بإسهامات مجزية لإعادة إعمار العراق.

وشارك في المؤتمر عدد من كبريات الدول المانحة ومجموعة من المنظمات الدولية والإقليمية في سبيل تحصيل الإسهامات والمساعدات اللازمة لإعادة إعمار العراق عقب الحروب والصراعات التي تأثرت بها محافظات ومناطق عديدة هناك.

ويعكس مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي يعقد برئاسة خمس جهات هي الكويت والعراق والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي إيمان دولة الكويت بأهمية استقرار وازدهار العراق باعتباره من الدول المهمة والمؤثرة لاسيما في الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة.