1247035
1247035
المنوعات

البحث عن كنوز ما تحت الماء

10 فبراير 2018
10 فبراير 2018

المنامة «د.ب.أ»:- يخرج عادل النصار في مهمة صيد كل يوم، ولكن ساحة الصيد التي يقصدها بعيدة في عمق البحر.

وحتى يصل إلى هناك، يصعد إلى قاربه الأبيض الصغير، الذي تتلاطم الأمواج على جانبيه، وسط صوت غليان البنزين في المحرك.

والنصار واحد من غواصي اللؤلؤ في البحرين. ومنذ سنوات، يغوص تحت الماء بحثا عن المحار الذي قد يكون يحتوي على كرات اللؤلؤ اللامعة الكريمة. يرى النصار أن غواصي اللؤلؤ الناجحين يحتاجون إلى المزيد من الحظ.

ويوضح: (وإلى جانب ذلك، ينبغي أن تكون قادرا على تحمل حرارة الشمس، لأن درجات الحرارة هنا يمكن أن تصل إلى 50 درجة مئوية). وتتلخص معداته في رحلة البحث عن اللؤلؤ في قفازات وشبكة ووعاء بلاستيكي فارغ ونظارات غوص. وتهدف القفازات إلى حماية يديه من الأصداف والأحجار الحادة. وبمجرد أن يذهب النصار بما يكفي في عرض البحر، يوقف قاربه ويقفز إلى الماء، حيث يجد فريسته من المحار على الرمال، وقد تكون هناك لؤلؤة في كل صَدَفَة. ويقوم النصار بجمع الكبيرة منها ووضعها في شبكته. ويقضي نصف ساعة يغطس إلى داخل وخارج الماء.

وبعد ابتلال ملابسه تماما، يصعد النصار ببطء إلى سطح قاربه، ويلقي بالمحار على أرض القارب ويبدأ فتحه بسكين. وبعناية، يقوم بدفع لحم المحار إلى أحد الجانبين بأصبع وبأصبع الإبهام يتحسس وجود اللآلئ، ففي بعض الأحيان تكون صغيرة جدا ومن الصعب حتى الشعور بها.

ويستغرق النصار فقط بضع دقائق حتى يقوم بفتح جميع المحار. واليوم، عثر النصار على ثلاث لآلئ صغيرة فقط، ولكنه لا يزال سعيدا. ويوضح: (لا أستطيع أن أتخيل القيام بأي عمل آخر)، بينما يرمي بالمحار مجددا في البحر- إذا ما فتحته بعناية كافية، فإنها لا تموت.

والنصار هو واحد من بين عدد قليل من غواصي اللؤلؤ في البحر حاليا. ويقول إنه ليس متأكد من المدة التي سيستطيع البقاء خلالها القيام بهذا العمل، ويوضح: (علي أن أطعم عائلتي). ويرغب في أن يظل لأطول فترة ممكنة يبيع ما يجده من أجل توفير قوته، ولكن هذه التجارة لم تعد مربحة كما كانت في الماضي.

فقبل بضع سنوات فقط، كان يمكن أن يطلب الغواص نحو 2400 دولار للؤلؤة بحجم عقلة الأصبع الصغيرة، ولكن في هذه الأيام يحصلون على نصف هذا المبلغ. قد يمضي الغواص شهورا للعثور على مثل هذه اللؤلؤة الكبيرة، والعمل مُجهد. كما أن السائحين يختبرون أيضا مهاراتهم في الغوص بحثا عن اللآلئ. وتعمل هيئة البحرين للسياحة على الاستفادة من موروث البلاد من غوص اللؤلؤ لتقديم برامج سياحية خاصة تتضمن اصطحاب السائحين على متن قوارب والسماح لهم بصيد ما يصل إلى 60 محارا.

وبمجرد العودة إلى الشاطئ، يتم فتح المحار، وتقييم اللآلئ التي يتم العثور عليها على الفور.

وتقول الهيئة إنه على السائحين أن يتحلوا بالقوة والصبر وقوة البصيرة وبالطبع بوفرة الوقت. تجدر الإشارة إلى أن البحرين دولة أرخبيلية تتكون من 33 جزيرة صخرية في الخليج، وتعتبر السياحة إحدى أهم الصناعات بها.