1243225
1243225
إشراقات

الخوالدي: الحب في الله «للصفي» الموفي بحق الله تعالى حق من حقوق الصحبة

08 فبراير 2018
08 فبراير 2018

من أعظم ما يقرب إلى الله ولا يكون خاضعا للأهواء والمصالح والظروف -

متابعة : سيف بن سالم الفضيلي -

أكد فضيلة الشيخ خالد بن سالم الخوالدي عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الشرعية أن المحبة في الله تعالى من حقوق «الصفي» صاحب الديانة الموفِّي لحقوق الله تعالى فهي من أوثق عرى الإيمان وهي صفة يتصف بها المؤمنون وإنها ان صدقت فهي سبيل لحب الله تعالى للعبد.

وحذر فضيلته من أن تكون الصحبة في الله خاضعة للأهواء والمصالح والظروف.

ونبّه الى ان الأخوة ليست قائمة على الاستغلال والابتزاز والخداع والمكر وليست قائمة على أي معنى من هذه المعاني البعيدة تماما عن حقائق الأخوة بل تقوم على النصح له في السر والنصح له في العلن.. والى ما جاء في الجزء الثاني من محاضرته «دستور الصحبة».

يقول الشيخ خالد الخوالدي إن الحقوق التي تجب على الصاحب تجاه صاحبه بعد أن اختبر عقله وخلقه واطمأن لدينه فارتضاه تبدأ أولا بأن «يحبه في الله»؛ فالشخص ما دام صاحب ديانة وهو موف بحق الله تعالى فهو مستحق للحب في الله تعالى وهذه من أوثق عرى الإيمان الحب في الله صفة يتصف بها المؤمنون «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ» والشرع قد رتب على هذا الحب في الله تعالى أسمى الأجور واعظم المنازل عند الله فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن الحب في الله من أعظم ما يقرب إلى الله، فيكون أولئك المتحابين في الله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله في حفظه ورعايته وإكرامه سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر من بينهم «.. ورجلان تحابا في الله اجتمعا وتفرقا في ذلك» وقد ورد أن الله تعالى يقول يوم القيامة: «أين المتحابين في؟ اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي» والنبي صلى الله عليه وسلم بين كذلك أن الحب في الله تعالى من اجل الوسائل التي يتوصل بها الإنسان إلى الإحساس بحلاوة الإيمان «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وان يحب المرء لا يحبه إلا لله وان يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار» ورسول الله يقول: ان الله تعالى يقول: «وجبت محبّتي للمتحابّين فيّ والمتزاورين فيّ والمتجالسين فيّ والمتدالّين فيّ» كما هو عند الإمام الربيع رضوان الله تعالى عليه. ويؤكد الخوالدي ان الحب الصادق في الله سبيل لحب الله تعالى للعبد فقد ورد بأن رجلا خرج في زيارة أخ له في الله فأرسل الله تعالى على مدرجته مَلَكا -أي أرسل على طريقه ملكا - فسأله ذلك المَلَك أين تريد؟ قال: أريد مكان كذا أزور أخا لي في الله. فقال له: هل من حاجة تريد أن تطلبها منه؟ قال: لا غير أني احبه في الله. فقال له الملك: فإني رسول الله إليك أخبرك بأن الله تعالى يحبك كما أجببته فيه. فهذه الأدلة كلها تبين منزلة هذه المرتبة العالية في العلاقة بين الأصحاب وهي الحب في الله تعالى هذا الحب نعني به الحب في الله وهذا الأمر لا بد أن يكون واضحا، كل هذه الأمور التي ذكرناها من ناحية لزوم تحقق هذا الحق ومن ناحية الأجور التي تترتب على هذا الحب أيضا هي متعلقة بأمر الحب في الله تعالى فلا تكون هذه المحبة بين الأصحاب أو بين الإخوة بسبب أي غرض من الأغراض أو عرض من الأعراض لأنها ان حصلت لذلك فإنها لا تكون منضبطة وفق ضوابط الشرع ولا تكون محكومة بأمر الله أي علاقة من العلاقات هي علاقة ان كانت قائمة على مصلحة أو هوى أو منفعة دنيوية فإنها علاقة لا تكون لها تلك الآثار التي نذكرها في علاقة الحب في الله وإنما هي علاقة تخضع لتلك المصلحة أو تخضع لذلك الهوى أو تخضع لذلك الظرف فتكون خارجة عن ضوابط الشرع.

فمثلا الشخص الذي يحب شخصا لهيئته أو لشكله، هذا الحب حب شاذ حب لا يمكن ان تترتب عليه حقوق المحبة وإنما هو حب يحصل بسبب ميل النفس وهو إجابة لهوى الذات فقط فالحب حينما يكون لله يخضع لشرع الله هذا الحب بقاؤه مقرونا بتحقيق الشخص لموجبه، وموجبه في الشرع هو وفاؤه بالدين فإذا بقي الوفاء وجب الحب في الله، لكن حينما يكون هذا الحب ليس في الله فإنه يكون خاضعا للهوى وإذا كان خاضعا للهوى فإن الشخص لن ينظر الى وفاء صاحبه بدينه وإنما ينظر الى تحقق هواه من صحبة ذلك الشخص، فقد يفجر وقد يفسق وقد يأتي الكبائر وينحرف ويرتكب الجرائر وهو معه على نفس الطريق ولا ينكر عليه ولا يرشده ولا يأمره بالمعروف ولا ينهاه عن المنكر مع ان الشخص قد ارتكب الموجب الذي يوجب عدم حبه ولكن الشخص يبقى متعلقا به لأنه تعلق به لهواه ولم يتعلق به حبا في الله. وهكذا أيضا يحب الشخص لإنعامه عليه لرفده له لأنه يستفيد مصلحة من ماله فهو يظهر الود له لأنه مستفيد منه؛ هذه الحال من المحبة أيضا حال بعيدة عن آثار المحبة في الله لأن الحب في الله ليس متعلقا بالأعراض وليس متعلقا بفقر وليس متعلقا بغنى وليس متعلقا بسخط وليس متعلقا برضا وليس متعلقا بلون وليس متعلقا بعرق وليس متعلقا بنسب وليس متعلقا بحسب وليس متعلقا بسن معين وإنما هو حب فيه التعلق بالله فقط، والموجب له تقوى الله لكن حينما يحب الـ«شخص» لأنه ينفعه بماله ومستفيد منه هذا الحب ربما يتملق له يوما أو يومين لأنه مستفيد منه فإذا ما انقطع الرفد وقل المال ونزل الفقر أو حل الفقر بالشخص تركه لماذا؟ لأن الهدف من هذه الصحبة قد انتهى، هذه الصحبة ليست قائمة على تقوى الله وإنما هي قائمة على مصلحة.

إذا الصحبة حينما نقول من حقوقها الحب في الله إنما نعني بذلك الصحبة في الله التي لا تكون خاضعة للأهواء ولا تكون خاضعة للمصالح ولا تكون خاضعة للظروف أيضا، قد يصاحب الشخص لأجل منفعة معينة أو ظرف معين، ثم يهجره إذا ما انتهى ظرفه هذا الحب في الله ليس من هذه الأنواع البتة وإنما هو نوع ثابت ما دام موجبه متحققا، والموجب له هو الوفاء بدين الله، فما دام الشخص موفيا بدين الله فليكن كما شاء غنيا فقيرا راضيا ساخطا ضعيفا قويا هذه الأمور لا اعتبار لها فيما يتعلق بالحب في الله.

هذا معنى الحب في الله تعالى ان يكون التوجه فيه لله بتحقق موجبه الذي يتوجب به تحقق ذلك الحب وهو الوفاء بدين الله.

 كما ترتضي لنفسك

أما الحق الثاني كما يطرحه الخوالدي فهو «النصح للصاحب في السر وفي العلانية»، بعض الناس يقصرونه على بذل النصيحة له أي التنبيه أو التعليم أو الإرشاد وهذا إنقاص لمفهوم النصيحة فإن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال «الدين النصيحة، قيل لمن، قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم» هل تأخذ من هذا الكلام بأن الشخص - عياذا بالله - نصحه لله كيف يكون وكيف يكون نصحه لرسول الله وكيف يكون نصحه لكتاب الله؟ حينما نريد ان نقصر مسألة على مسألة التنبه والإرشاد هؤلاء مستغنون عن نصح الإنسان لهم وإرشادهم وإنما مسألة النصيحة هي مسألة الخلوص للشخص كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» هذا هو النصح، يعني كما تريد لنفسك تريد لأخيك، كما ترتضي لنفسك ترتضي لأخيك، كما تحب لنفسك تحب لأخيك.

ويبيّن الخوالدي كيفية النصيحة بقصة لسيدنا جابر بن عبدالله رضوان الله تعالى عليهما، حيث أرسل مرة احد عماله الى السوق وطلب منه ان يشتري له فرسا فذهب ذلك الشخص الى السوق ووجد رجلا يعرض فرسا للبيع يعرضه بثلاثمائة درهم فسأله الغلام ان ينقص له في القيمة فقال له يا هذا إنما أبيعه لحاجة أنا محتاج ولولا الحاجة لما بعته فلم يزل به حتى استطاع ان يخلصه منه بمائتي درهم، فقال له الغلام امضي لسيدي ليعطيك قيمته فذهب الى سيدنا جابر بن عبدالله رضوان الله تعالى عليهما فرحا وقال له: يا سيدي لقد اشتريت لك فرسا أصيلا واستطعت ان اشتريه من صاحبه بمائتي درهم قال له: أين الفرس قال: في الخارج وصاحبه ينتظرك لتنقده الثمن فقال له: حسنا فخرج فقال للرجل: بكم تبيع هذا الفرس؟ فقال له الرجل: بعته بمائتي درهم فنظر سيدنا جابر الى الفرس وقال: لا فرسك قيمته أكثر من هذا، فرسك بأربعمائة درهم فعجب الرجل وظن بأنه يسخر منه. فقال: يا سيدي أتسخر مني؟ قال: بل فرسك بستمائة درهم، ثم دفع له ستمائة درهم. وأمام اندهاش الرجل من هذا التصرف قال له سيدنا جابر رضوان الله تعالى عليه: بايعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم والعهد به قريب على السمع والطاعة والنصيحة لكل مسلم فأنا لا بد ان أكون ناصحا لك أحب لك ما أحب لنفسي لن أغشك وابتز حاجتك أو استغل وضعك بل أكون ناصحا لك هذا الفرس قيمته ستمائة درهم هذا تقديري له وأخذ الفرس بعد ان دفع له ستمائة درهم، هذا هو المعنى العام للنصيحة ان يكون الإنسان فيه خلوص لصاحبه فيه حب يفضي به الى ان يحب له ما يحبه لنفسه.

وهذا المعنى يدخل تحته النصح له ان كان يحتاج إلى نصيحة التنبيه له إذا كان يحتاج إلى تنبيه التعليم له ان كان يحتاج إلى تعليم الإرشاد له ان كان يحتاج إلى إرشاد التذكير له ان كانت له غفلة. ويدخل تحتها حب الخير له ويدخل تحت النصيحة الصيانة له في نفسه والصيانة له في ماله والصيانة له في أهله والصيانة له في عرضه يدخل تحت النصيحة حفظ سره وعدم البوح به يدخل تحت النصيحة ان يهتم بهذه الأمور مجتمعة الذي يرتضيه لنفسه يرتضيه لأخيه والذي يحبه لنفسه يحبه لأخيه من حقوق الأخوة ان يتحقق ذلك ليست الأخوة قائمة على الاستغلال وليست قائمة على الابتزاز وليست قائمة على الخداع وليست قائمة على المكر وليست قائمة على أي معنى من هذه المعاني البعيدة تماما عن حقائق الأخوة بل تقوم على النصح له في السر والنصح له في العلن، يحقق هذه الأمور من الصيانة له والاهتمام بمصالحه وحب الخير له في العلن أمامه وأمام الملأ وهكذا أيضا في السر بينه وبين نفسه، فلا يحسن عليه في العلن أمامه ويخونه من ورائه هذا كله من حق الصاحب.

من معاني الأخوة

الحق الثالث من حقوق الصاحب على صاحبه «الوقوف بجانبه ونصرته»، وعليه فيقول الشيخ الخوالدي: فلا معنى للأخوة إذا كان الشخص يرفع نفسه ويحرم أخاه من إعانته في حال الحاجة سواء حاجة مالية أو اجتماعية أو أسرية أو عائلية أو في حاجة في أي جهة من الجهات هو معه يقف بجانبه مرشدا وموجها ومعينا ومساعدا فيما يمكن ان يعينه به هذا حق من حقوق الأخوة فليست الأخوة أخذا من غير ان يكون فيها عطاء وليست الأخوة نيلا من غير ان يكون فيها بذل، بل لا بد من ان يكون هنالك إحساس بالأخ ووقوف بجانبه، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقالوا يا رسول الله: ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما، قال: تأخذون على يده» تقف معه في العسر وفي اليسر وتقف معه في الشدة والرخاء وتقف معه في السراء والضراء، «المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره» فيجب ألا يحدث الظلم له ويجب ألا يكون منه الخذلان، والخذلان ان يتركه في حال الحاجة وهذه اتعس ما تكون من صور الغش للأخوة والخيانة فيها ان يكون أخوك محتاجا الى إعانتك وتنأى بنفسك عنه وتقول إني بريء منك أنا لا أنفعك.

ارتفاع الكلفة

ومن حقوقه «إيناسه بالانبساط له في غير محرم» وهو يحل في المرتبة الرابعة، فالصحبة كما يوضحها الخوالدي لا بد ان يكون فيها ارتفاع للكلفة فليس بين الصاحب وصاحبه كلفة بل يكون هناك انبساط وانشراح في العلاقة ويكون هنالك صفاء في الود ويكون هنالك راحة في التعامل، ابتسام ومزاح غير خارج عن إطار الشرع مباسطة ولطف، هذه أمور لا بد ان تكون في الصحبة. ويذكر الشيخ الخوالدي ان احدهم اخبره عن قصة شخصين يتصاحبان، أي لما يخرجان كان الواحد منهما يمر على الثاني ويذهبا مع بعض ويناما مع بعض فحدث انهما في مرة من المرات حلاّ ضيفين بأبي - كما يقول الراوي - فعلقا سلاحهما وجلسا، فرابني أنني رأيت الأسلحة جاهزات للطلق، ولم أتحدث في ذلك الوقت ولكن بعدما ذهبا أخبرت أبي بذلك، فقال: هكذا الحال فكل واحد منهما لا يأمن الثاني وكل واحد محترس من الثاني. فهذه صحبة نصب وعذاب لا يمكن ان تستقر مثل هذه الصحبة فالصحبة لا تكون بهذه الصورة.

الصحبة التي نقصدها صحبة المباسطة والأنس والانشراح، حتى يحس الواحد منا بأن أخاه هو ذاته.

توطين النفس

من حقوقه أيضا «اغتفار الهفوات وستر الزلات»، لا بد ان يوطن الإنسان نفسه على انه ليس هناك كمال للبشر العاديين وان الشخص مهما علا قدره ومهما خلصت منزلتك عنده ومهما كانت ديانته ومهما كان عقله وعلمه وفضله وخلقه ليس معصوما من الخطأ ومن الزلل، ومهما ابتغيت ان تجد شخصا ليس فيه عيب، فإنك لن تجد، وكما يقول الإمام السالمي:

من شاء خلا لم يكن معيوبا

لم يلقه لو ركب الصعوبا

يعني الإنسان مهما حاول ان يجد شخصا ليس فيه عيب لا بد ان يكون في الشخص خلة وان لم تكن فيه فلربما يقع في زلة أو خطأ أو في تقصير في حقك أو في سوء تفاهم أو سوء ظن وغير ذلك من الأمور التي تحصل بسبب نزغ الشيطان وهذا أمر يحصل بين بني البشر ولكن بالنسبة للشخص عليه ان يغفر زلته وان يستر هفوته وعليه ألا يعظم أمر تقصيره في خلقه.

إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعظم الناس حقا علينا لان ليس هنالك بشر له فضل علينا أعظم من فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم حق رسول الله عظيم ومع ذلك يقول الله تعالى له: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» خذ العفو أي خذ المتيسر من أخلاق الناس، يا محمد وطن نفسك ان الناس لن يعطوك كل ما تستحقه ولكن عليك ان تعفو عن تقصيرهم وتغض الطرف عن إهمالهم وتأخذ المتيسر من أخلاقهم هذا في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بالك بنا نحن فعلى الإنسان أن يوطن نفسه على ذلك خاصة إذا كانت هذه المسائل التي تحصل من هفوات وزلات ليست متعلقة بالدين أو الخلق وإنما هي بتقدير الأمور وسياسة الأحوال وتقدير المصالح فيما بين الناس.

الوفاء حاضر..

ومن حقوق الصديق «الوفاء له»، لا بد ان يكون حاضرا له في حياته والوفاء له بعد مماته، فالصاحب - كما يقول الشيخ الخوالدي - له مرتبة في حياته لا بد من النصح له والوفاء وبعد مماته لا بد ان يكون هنالك وفاء له بالدعاء له والاستغفار له وببر أهل وده وببر أصدقائه وصحبته وأبنائه من بعده وبذكر محاسنه ونشر فضائله هذه كلها من الوفاء للصاحب وأعظم الأصحاب بلا شك الزوجة، الصاحبة لأنها أكثر الناس ملازمة للشخص لذلك نجد كيف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبر السيدة خديجة رضوان الله تعالى عليها وهي أول امرأة تزوجها فكان يكثر من ذكر فضائلها «كنت أنا وخديجة، فعلت أنا وخديجة، لما كنا على عهد خديجة» كلام طويل عريض من الثناء والإطراء الذي يذكره للسيدة خديجة رضوان الله تعالى عليها، وكان يبرّ صويحباتها وصديقاتها لربما يذبح الذبيحة ويوزعها على صديقات خديجة وكان يذكر فضلها ومنزلتها فهذا الأمر أمر تستحقه الزوجة بعد وفاتها كما تستحق الوفاء في حياتها.

وهكذا الصاحب غير الزوجة أيضا يستحق هذا الوفاء من الناس من فيه النكران لا يعرفون إلا ما هو أمامهم فقط فإذا ما غاب الشخص عنهم بموت أو سفر أهملوه وتركوه ولم يسألوا عنه حقه ثابت عليك سواء بحسبه في حياته وكذلك أيضا بعد مماته.