1242042
1242042
عمان اليوم

«المبـادرات التطـوعية» بالمصنــعة .. ملاذ آمن لإطلاق طاقات الشباب وقدراتهم

08 فبراير 2018
08 فبراير 2018

ترفد المجتمع بأعمال خيرية وشبابية وخدمية واعدة -

أفكار العمل التطوعي تبعد الشباب عن المسارات الخطرة والابتعاد عن إضاعة الوقت -

استطلاع - خولة الصالحية -

يعد العمل التطوعي أحد ركائز تقدم المجتمع، وظاهرة تدل على مدى ثقافة المجتمع وشعوره بأهميّة خدمة الوطن، وهو بذلك يكون شريكا في التنمية حيث يمكن الشباب من القيام بأدوارهم المجتمعية ويوجههم نحو المشاركة الإيجابية في مجتمعاتهم، كما أن انتشار الفرق التطوعية في المجتمع يعد دليلا على تحضره، ويعكس الانسجام الاجتماعي الذي يتمتع به أفراده، وقد تنوعت الفرق والمبادرات التطوعية في المصنعة، لتغطي الجانب الإعلامي والثقافي، والجانب الخيري الاجتماعي، لتكون رافداً للشباب الواعد المبادر، الذي يخدم المجتمع بقيم الخير المتأصلة فيه، وتمثل كثرة الجهات التطوعية ظاهرة إيجابية فبها ومعها تنتشر قيم العطاء والتطوع في مساحة أكبر مما ينعكس إيجابا على المستحقين، كما تشكل في مجمل تعددها نوعا من أنواع التنافس والتسابق المطلوب في فعل الخير.

تماسك وتعايش

يقول زايد المشيفري- مصور ضمن طاقم مبادرة مصنعتنا الإعلامية- إلى أن كثرة الفرق في الولاية تمثل مظهرا جميلا يدل على رقي وتحضر المجتمع، ويعد دليلا على تماسك أفراده وتعايشهم مع بعضهم البعض، ومن الجميل أن نرى فرقا تطوعية عديدة تساهم وتتنافس على خدمة هذا المجتمع وقد عهدنا المجتمع العماني مجتمعا تطوعيا بفطرته، وما تعاون الفرق المتخصصة مع الفرق العامة إلا إسهام في تطوير قدرات هذه الفرق ورفع مستوياتها في إنتاج أعمال ضخمة مفيدة تخدم الفئات المستفيدة بشكل كبير وترفع من مستواها المادي والمعنوي، وحول نشاط الفرق التطوعية في المصنعة قال يحيى الهاشمي -مدير قناة شباب المصنعة- إن تحديد الهدف وحسن اختيار القادة يعد السبب الأول في نجاح تجارب الفرق والمبادرات التطوعية في الولاية، فوضوح الهدف والاتجاه الذي يخدمه سواء إعلامي أم اجتماعي يوجه جهود المتطوعين بدقة ويحقق الإنجاز والهدف الذي ينشده الفريق من تنفيذ المبادرة التطوعية.

إثراء للمعارف

وتتحدث تهاني الخليلية -باحثة عن عمل وعضوة في فريق المصنعة الخيري للأعمال التطوعية بالقول: دخولي لميدان العمل التطوعي كان له الأثر الكبير في إبراز شخصيتي وإكسابي الثقة والكثير من المهارات التي من شأنها أن تجعل مني متطوعة لها دورها البارز في مجتمعها. وأضافت: التحاقي بفريق المصنعة الخيري يمثل استغلالا للوقت ورغبة في اكتساب المهارات،عوضا عن فقدانها في ظل شح الوظائف، واستطلعنا رأي والدة تهاني الخليلية عن تقبلها لانخراط ابنتها في العمل التطوعي فقالت: إن وجود ابنتي ضمن فريق عمل تطوعي يشعرني بالاطمئنان ويجعلني فخورة جدا لكون ابنتي تقضي وقتها في عمل الخير وتساهم في مساعدة الناس المحتاجين فمن يزرع خيرا يلقه.

ملاذ آمن للشباب

يؤكد علي محمد الهدابي -إداري ضمن فريق روافد- على أن الشباب هم قلب المجتمع النابض بما يتميزون به من نشاط وحيوية وبما يمتلكون من أوقات، من هذا المنطلق فالشباب بحاجة إلى ما يغطي فراغهم وينمي مواهبهم ويدفعهم للإبداع وللاستغلال الأمثل للوقت، والفرق التطوعية في مجموعها تهدف إلى توجيه أوقات الشباب وصرفهم نحو فعاليات وأنشطة تساهم في إبعادهم عن الانحراف والميل إلى مسارات خطرة تأخذ منهم أوقاتهم وتهدر طاقاتهم بلا فائدة

وحول تنوع الفرق والمبادرات يضيف الهدابي: من المعلوم أن الاختلاف والتنوع من سنن الحياة التي عرفها الإنسان منذ القدم، والتنوع في الجوانب التطوعية من حيث الفرق وفعالياتها يغطي أكبر قدر ممكن من الجوانب الثقافية والاجتماعية التي يحتاجها المجتمع، ويسهم في إيجاد حراك ثقافي واجتماعي بتنافس الفرق لتقديم الجديد والمفيد للمجتمع، وبذلك تكون الفرق في مسار واحد يدعم المجتمع وينمي أفراده ثقافيا واجتماعيا.

قوة القيم العمانية

وأشارت أمل البلوشية -متطوعة في إحدى الفرق التطوعية بالمصنعة- إلى أن تعدد الفرق التطوعية من الظواهر الصحية التي تشير إلى إحساس الأفراد بمسؤولياتهم الاجتماعية تجاه التحديات التي تواجه مجتمعهم ومدى قدرتهم على تسخير مبادرتهم وأفكارهم في التخفيف أو حل هذه التحديات. كما أنها تعد مؤشرا لقوة القيم العمانية الأصلية المتمثّلة في التكاتف والتعاون والإيثار.

وأضافت البلوشية، بما أن العمل الخيري والتطوعي يأتي من قيمة الإبداع في طرح الحلول، فمن الواجب أن تكون هذه المبادرات ذات سمة تطويرية ومتجددة تستند على مؤشر استجابة المجتمع للمبادرة والتغيير الى الأفضل وبالتالي يأتي أثرها بتحسن المجتمع و تطوره، وحول تأثير الفرق والمبادرات التطوعية في المجتمع قالت أمل البلوشية : كي يكون لهذه المبادرات تأثيرها الأقوى والمباشر في المجتمع ينبغي أن تكون المبادرات نوعية أو تخصصية، بحيث تسعى إلى التفرد في واحدة من قضايا المجتمع وتسعى إلى دراستها وعمل مسوحات ميدانية عنها ومعرفة أسبابها ومدى تأثر المجتمع منها اقتصاديا وثقافيا، ومنها يتم طرح الحلول واختيار الأفضل منها لتنفيذها، ولن يكون ذلك إلا بتكاتف هذه الفرق التي تتشابه في توجهها وأهدافها. على اعتبار أن اتحادها ومشاركة أفكارها هو الأسلوب الأنجع في رؤية أشمل للمشكلة وبالتالي العمل بمصداقية وكفاءة وسرعة، كما انه سيقلل من الضغوط التي تواجه بعض الفرق الناشئة في بعض الولايات من خلال أخذ خبرات الفرق الخيرية القديمة ذات الخبرة كون الفرق القديمة تكتسب الفكر الإبداعي المتجدد من الفرق الناشئة. ناهيك عن توفير كثير من الجهود والأموال والوقت.