أعمدة

توعويات: احترموا باقي الحضور «2»

07 فبراير 2018
07 فبراير 2018

حميد الشبلي -

‏أوجد مقال الأسبوع المنصرم، مشاركات واسعة من الوسط الاجتماعي، لذلك ذهب كثير من الذين لامسوا هذه الظاهرة، إلى ضرورة تعاون الجميع من أجل الحد من انتشارها، كما أنهم تقدموا ببعض المقترحات والملاحظات بهدف التقليل من تكرار الظاهرة، إضافة إلى وجود دعوات هدفت إلى التقليل من التبذير والإسراف والمباهاة في مثل هذه المناسبات، وفي المقابل الآخر هناك مشاركات لبعض المناطق في السلطنة، تؤكد على ندرة حدوث مثل هذه الظواهر في حفلات عقد القران، نتيجة القوانين والأعراف السائدة والتي تمنع حدوث مثل هذه المخالفات الاجتماعية في وسطهم الاجتماعي، وهذا ما نهدف إليه في سلسلة مقالاتنا التوعوية، التي نعالج فيها بعض السلوكيات والظواهر التي تخل من توازن وتماسك مجتمعنا الكريم، كما إننا نستفيد من أي تجربة مجتمعية تؤكد على الثبات والتعاون والاحترام والود بين أفراد المجتمع. وتحقيقا لرغبة كثير من القراء الأعزاء، حول تكملة مقال الأسبوع المنصرم، الذي تحدث فقط على ضرورة تعاون الجميع من خلال بث مزيد من التوعية في حياة المجتمع للتقليل من هذه الظاهرة، إلى أن يكون مقال اليوم حول طرح بعض الأفكار التي تساعد على وضع الحلول الواقعية والمناسبة للتقليل من هذه المشاهدات السلبية في أي حفل زواج، ولذلك عكفت على تحليل تلك المشاركات وتلخيصها في عدة نقاط، وأول تلك المشاركات من القراء الأعزاء أنه للأسف الشديد توجد بعض الشخصيات التي يضعها المجتمع في مرتبة القدوة، هي أول من يترك الحضور في حفل (عقد القران)، متعللا أنه معه ارتباطات وفي عجلة من أمره، وكأن الآخرين خالون من أي مسؤولية أو عمل أو ارتباط وبما أنه تناول الضيافة من الحلوى والقهوة فلا توجد لديه مشكلة للخروج من حفل الزواج، ولذلك عندما تكون القدوة في مثل هذه الصورة وهذه الأنانية فما بالكم بالآخرين!

وفيما يخص الطرح الآخر حول هذه الظاهرة، أشار بعض القراء الى أنه توجد ملاحظات على أصحاب الضيافة في تقديم الحلوى في وعاءين كبيرين، وذلك يأخذ وقتا كبيرا لكي يتم المرور بالضيافة على الجميع، والمقترح يتحدث هنا بضرورة توزيع ضيافة الحلوى في عدة أوعية صغيرة لكي يأخذ أقل وقت عند توزيعه على الجميع. والطرح الثالث الذي أورده القراء فيما يخص حفلات الزواج، يتحدث عن التقليل من الإسراف والتبذير في هذه المناسبة، ولذلك تتحدث الفكرة عندما يكون عقد القران في مكان عام كالمجلس العام أو المسجد أو القاعة، هنا يستوجب أن يكتفي العريس بهذه الدعوة، وخصوصا أن البعض يقيم مأدبة عشاء في ليلة عقد القران وأخرى في ليلة الزفاف، ولذلك ينبغي الابتعاد عن هذا الإسراف والاكتفاء بالوجبة والدعوة مرة واحدة ولو كان الشخص ميسور الحال، لأن البعض الآن يقوم بالتقليد الأعمى ولو لم يكن ذا قدرة مالية، لكون العرف السائد في هذا الزمان (والله فلان ما أحسن عني). كما أن البعض يبالغ في عدد الدعوات الموجهة لحفل زواجه، وهنا يحدث التزاحم وعدم وجود مقاعد كافية لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة، فيقع العريس في حرج كبير والشخص الذي قبل الدعوة في تذمر وربما يترك المكان ويذهب، عليه وفي ختام هذا المقال نتمنى من الجميع أن يتعاون في إنجاح مثل هذه المناسبات السعيدة، واحترام الآخرين مطلب أساسي لحياة اجتماعية يسودها الود والتقدير والتعاون بين الجميع، والابتعاد عن المباهاة والإسراف والتبذير في مناسبات الزواج .