456456
456456
آخر الأخبار

الصحافة المصرية تبرز زيارة الرئيس المصري للسلطنة وتشيد بالمباحثات الثنائية

05 فبراير 2018
05 فبراير 2018

أكدت على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين والرغبة في تطويرها -

تشاور دائم على الصعيد السياسي بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة والاتفاق على الحلول السلمية -

متابعات: عبدالوهاب الهنائي والعمانية:

تناولت الصحف المصرية الصادرة أمس الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية للسلطنة، والاستقبال الذي حظي به، ولقائه بأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-، والمباحثات الثنائية التي أجراها القائدان، كما تطرقت إلى زيارة فخامته لجامع السلطان قابوس الأكبر ودار الأوبرا السلطانية ومتحف قوات السلطان المسلحة، واستقباله لصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء. وقالت الصحف المصرية: إن الزيارة تكتسب أهمية خاصة كونها تعد الأولى للرئيس السيسي منذ توليه مهام منصبه في يونيو 2014، مؤكدة أن العلاقات العمانية المصرية تستمد قوتها من البعد التاريخي وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأضافت: ان هناك تشاورًا دائمًا على الصعيد السياسي بشأن المواقف والسياسات بين البلدين تجاه تطورات الأوضاع في المنطقة فضلا عن دعوتهما إلى حل المشاكل بالحوار والحفاظ على تماسك الموقف العربي تجاه مختلف التحديات التي تواجه الأمة العربية. وأوضحت أن التاريخ يشير الى أن عمان - التي كانت تمثل حلقة وصل بين حضارتي وادي النيل وما بين النهرين من جهة وحضارة وادي السند من جهة أخرى - ارتبطت بعلاقات وطيدة وضاربة في التاريخ القديم (منذ ما قبل 3500 سنة) مع الحضارة المصرية، الأمر الذي أدى الى قيام علاقات تجارية واقتصادية واسعة تطورت بعد قيام سلطنة عمان الحديثة إلى علاقات سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية.

زيارة مهمة للغاية

وكتبت صحيفة (الأهرام) المصرية تحت عنوان «تنسيق مصري عماني»: في زيارة مهمة للغاية هي الأولى منذ توليه رئاسة الجمهورية.. بدأ الرئيس عبدالفتّاح السيسي مشاوراته في سلطنة عمان من أجل البحث عن «حلول عملية» للكثير من قضايا المنطقة، موضحة أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات المتميزة ما بين القاهرة ومسقط ، وفي ظل السياسة الهادئة والحكيمة لسلطنة عمان الحريصة على أن تكون «جسرا للتواصل»، وأن تعمل على حل الخلافات العربية لا تصعيدها.

وأضافت: ان السياسة الخارجية المصرية تلتقي مع توجهات السياسة الخارجية لسلطنة عمان في العمل على تهدئة التوترات في المنطقة، والبحث عن حلول سياسية للأزمات، نظرا لعدم جدوى الحلول العسكرية التي أسهمت في تفجير المنطقة، وزيادة حِدّة التدخلات الأجنبية.

وأكدت الصحيفة أن الزيارة تمثل فرصة كبيرة للتنسيق ما بين الدولتين، والعمل معا بهدوء ودون أي صخب على تقريب وجهات النظر ولمّ الشمل العربي، والعمل على تهدئة الصراعات ، والوصول إلى «مسارات تفاوضية» خلفية بعيدا عن الصخب الإعلامي للوصول إلى حلول.

وأشارت إلى دور السلطنة المهم في عملية المفاوضات ما بين الولايات المتحدة وإيران، والتي أسهمت في الوصول إلى الاتفاق النووي مع إيران في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

فيما نقلت الاهرام، عن وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، حديثه عن دور السلطنة كوسيط لحل نزاعات المنطقة، وقال العرابي: إن السلطنة هي دولة السلام، وتتميز برصانة سياستها ووسطيتها ومحاولتها إيجاد الحلول لأزمات المنطقة.

وتناولت الأهرام أيضا، استقبال فخامة الرئيس المصري عبدالفتّاح لصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، في مقر إقامته، وجرى خلال اللقاء بحث الجوانب الاقتصادية بين البلدين.

علاقات ضاربة في القدم

وقالت صحيفة الدستور المصرية: إن «العلاقات بين مصر وعُمان لم تكن حديثة، إذ تعود إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذي أدى إلى إنتاج اتفاقيات تجارية ‏واقتصادية واسعة، تطورت مع الوقت وأنتجت أهدافًا سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية ‏وثقافية واسعة، ومن ثم فإن تلاقي الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأتِ ‏من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير في بلورة مواقف مشتركة بين الدولتين.

أما صحيفة اليوم السابع، فقد تناولت تصريحات السفير المصري لدى السلطنة، محمد غنيم الذي اكد أن العلاقات السياسية والتنسيق والتشاور بين مصر والسلطنة لم تتوقف مطلقاً وهي علاقات قديمة جدا.

حيث أوضح أن المباحثات بين الرئيس السيسي وجلالة السلطان قابوس تناولت الأوضاع والعلاقات الإقليمية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية وخاصة الوضع في اليمن وليبيا وسوريا.

مشيرا إلى اتفاق البلدين على ضرورة السعي لإيجاد حلول للمشاكل القائمة وتفادي حدوث حروب ومشاكل أكبر في المنطقة وضرورة العمل على تحقيق استقرار المنطقة.

ووصف السفير المصري الدبلوماسية العمانية بأنها دبلوماسية هادئة وحكيمة جداً وأنجزت وساطات كثيرة بعيدا عن الأضواء، مؤكدا ان التنسيق المصري العماني يتم بشكل وثيق ومتواصل، وان البلدين يسعيان لتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.

وتناولت صحيفة المصري اليوم، اشادة الرئيس السيسي بحرص جلالته واهتمامه بالتنمية الشاملة التي تعيشها البلاد، وذلك خلال الزيارات التي قام بها فخامته إلى جامع السلطان قابوس الأكبر ودار الأوبرا السلطانية ومتحف قوات السلطان المسلحة.

وقالت الصحيفة، إن جامع السلطان قابوس الأكبر يعتبر تحفة زخرفية ومعمارية فريدة من نوعها ومركزاً هاماً للدراسات الإسلامية ومنبعا لتعليم العلوم الإسلامية وتخريج الدعاة والمفكرين، ومنبرًا للتواصل الإنساني والحضاري القائم على سماحة الإسلام وروحانيته الداعية إلى الخير والمحبة والسلام.

الحوار هو أساس حل الخلافات

وتحدثت صحيفة الجمهورية عن العلاقات المصرية - العمانية وقالت إنها تمثل محور ارتكاز مهماً على الساحة السياسية والعربية.. يسعى البلدان دائما إلى سياسة حل الخلافات على مبدأ الحوار والتفاوض وتغليب لغة العقل والمنطق على أي لغة أخرى.. كما يدعوان إلى إحلال السلام والاستقرار إقليمياً ودولياً مع عدم التخلي عن أي من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة.. لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف تقديم أقصى دعم ممكن لنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.

وقالت صحيفة (الوطن) المصرية إن زيارة الرئيس عبدالفتّاح السيسي إلى السلطنة حالياً، جاءت لتعيد الاعتبار لأهمية العلاقات المصرية - العمانية، وخصوصية العلاقات الشخصية الأخوية بين قيادات البلدين على مدار تاريخهما، والتي ظلت دائماً نموذجاً يحتذى به في العهدين الملكي والجمهوري، ومن حسن الطالع أن سلطنة عمان تحتفل يوم23 يوليو من كل عام بذكرى قيام «النهضة العمانية» عام 1970، وهو ذاته يوم العيد الوطني لمصر وذكرى الثورة في 23 يوليو 1952، ولعل من الثابت في العلاقات الدولية أنها علاقات متقلبة حسب المصالح والأنظمة، إلا أن العلاقات المصرية - العمانية تحديداً ظلت استثناء فريداً، وخاصة خلال عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.