646546
646546
تقارير

مركز التدريب الإعلامي .. آفاق جديدة وآمال مرجوة

04 فبراير 2018
04 فبراير 2018

طلبة الإعلام: المناهج التعليمية لوحدها لا تكفي -

أكاديميون وصحفيون شددوا على ضرورة التبادل الإعلامي -

كتب : عبدالوهاب الهنائي -

أكد إعلاميون وأكاديميون وطلبة إعلام على أهمية قرار إنشاء مركز التدريب الإعلامي في السلطنة، وذلك خلال استطلاع أجرته «$» حول المركز المزمع إنشاؤه، والذي صدر بالمرسوم السلطاني رقم (2018/‏‏3)، حيث أكد المشاركون في الاستطلاع على أهمية مواكبة التحولات المتسارعة في صناعة الإعلام، بحيث يتم دمج وربط الإعلام التقليدي بالإعلام الرقمي، ووضع استراتيجية متكاملة للتدريب، والوقوف عند الاحتياجات والمعوقات الرئيسية في العمل الصحفي والإعلامي بالسلطنة وإيجاد آليات للحلول. كما أكدوا على ضرورة العمل على إيجاد وصناعة الصحفي المحترف والمتخصص في شتى المجالات، وذلك من خلال الدورات التدريبية المكثفة والفعّالة، وابتعاث الكوادر الصحفية لدورات خارجية للعمل في بيئات ومناخات إعلامية مختلفة، وذلك من خلال برنامج واضح يقوم على تبادل الخبرات مع المؤسسات الإعلامية العالمية. أما طلبة الإعلام - وهم أحد أهداف مركز التدريب الإعلامي- فقد شددوا على أن المناهج التعليمية لوحدها لا تكفي لصقل مهارات الطالب، بل يجب أن يكون هناك برنامج تدريبي عملي يسهم في تنمية مهاراتهم قبل خوض غمار العمل الإعلامي.

الحاجة إلى مركز تدريب إعلامي

أكد المستطلعة آراؤهم على الأهمية القصوى لوجود مثل هذا المركز، في وقت يشهد فيه الإعلام تغييرات شاملة وجذرية ومتلاحقة، وقال الأستاذ سيف المحروقي رئيس تحرير جريدة عمان والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان: إن «وسائل الإعلام بحاجة إلى مثل هذا المركز، وذلك لرفع كفاءة العاملين في الجانب الإعلامي بصفة عامة والصحفيين بصفة خاصة، وتنمية مواهبهم الصحفية في ظل عدم وجود معاهد جادة لتدريب الإعلاميين».

وأضاف: إن «العمل الصحفي، يعتمد على القبول والرغبة والموهبة، إضافة إلى التدريب على رأس العمل، وأعتقد أن مركز التدريب الإعلامي سيقوم بهذا العمل»، وتابع، «كان ينقصنا في السلطنة الجهة المنظمة للندوات والمؤتمرات الإعلامية، وبوجود مركز يحتضن هذه الفعاليات، سيسهم هذا في الارتقاء بالجانب الإعلامي»، متمنيا، «أن يكون المركز باكورة الانطلاق إلى آفاق جديدة في العمل الإعلامي والصحفي في السلطنة».

من جهته، قال عوض باقوير رئيس جمعية الصحفيين العمانيين: إن «صدور المرسوم السلطاني بإنشاء مركز التدريب الإعلامي، سوف يشكل نقلة نوعية في مجال التدريب والتأهيل خاصة للصحفيين والإعلاميين في السلطنة».

وأضاف: إن «المركز من خلال استقلاليته الإدارية والمالية وارتباطه بجامعة السلطان قابوس، سوف يسهم في تأهيل الجيل الجديد من الصحفيين والإعلاميين الذين يحتاجون إلى المزيد من صقل المهارات والتدريب في المهنة، وخاصة فيما يتعلق بربط الصحافة التقليدية بالصحافة الرقمية (الإلكترونية)».

من جهته، قال الصحفي والروائي عماد البليك: إن «الحاجة لمركز تدريب إعلامي في السلطنة هو أمر ضروري وملح، لأسباب كثيرة تتعلق بتطوير كفاءة الكوادر العاملة في الحقل الإعلامي وصقل مهاراتها، لا سيما وأننا في مرحلة تتسارع فيها وتتطور وسائل الإعلام الحديثة»، مؤكدًا أنه «يجب علينا الانتقال من الأشكال التقليدية للإعلام إلى الأشكال الحديثة لمواكبة العالم».

وأضاف البليك: «الإعلام يشكل عصب بناء الدولة الحديثة في أي مجتمع، وبالتالي ما لم يكن لديك كوادر إعلامية مهيأة، فلن يستطيع الإعلام القيام بالدور المنوط به».

وأكد المكرم الدكتور أحمد المشيخي أستاذ الإعلام بجامعة السلطان قابوس أن «مركز التدريب الإعلامي يأتي في مرحلة نحن بحاجة ماسة فيها لتطوير العمل الإعلامي في السلطنة، لأن المرحلة الحالية في العمل الإعلامي العالمي، انتقلت من الإعلام التقليدي إلى الإعلام الرقمي، فإذا لم نوجِد مركزا يقوم على تأهيل الصحفيين والإعلاميين على المهارات والتقنيات الجديدة في الإعلام الرقمي، فإننا لن نواكب المرحلة وسنبقى متأخرين في هذا المجال».

أما الدكتور حسني نصر رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، فقد شدد أيضا على الحاجة الماسة لإنشاء مركز التدريب الإعلامي، وأضاف «بصدور المرسوم السلطاني الخاص بإنشاء مركز التدريب الإعلامي، تكون وزارة الإعلام قد حققت أحد أهم أهدافها الاستراتيجية، وواحدا من أهم أحلام وتطلعات الإعلاميين في السلطنة، الذين يتوقون إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم في إنتاج المحتوى الإعلامي الذي يستطيع منافسة نظيره الإقليمي والعالمي، ويواكب في الوقت نفسه التغيرات الإعلامية والتكنولوجية التي تشهدها صناعة الإعلام».

استراتيجية للتدريب

وفيما يتعلق بدراسة الواقع الإعلامي ووضع الاستراتيجيات المناسبة للتدريب، قال الدكتور عبدالحميد الموافي الإعلامي والمحلل السياسي: إن المركز «كان أملا كبيرا وحلما بالنسبة للإعلاميين، وأمر جيد أن يتم تحقيقه الآن، والمؤكد أن أهميته بالنسبة للإعلاميين كبيرة جدا، سواء على الأجل القصير أو البعيد».

وتابع، «في الأجل القصير، أتصور أن المركز سيضع استراتيجية للتدريب بالنسبة للإعلاميين في كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وحتى الإلكترونية، وبالتالي سيكون هناك ما يمكن تسميته بالتصور المتكامل لتدريب الإعلاميين، هذا التصور لن يكون بالتأكيد مسألة نظرية، وأتوقع أنه يرتكز على دراسة الواقع الإعلامي وواقع الإعلاميين ودراسة مفصلة للكوادر الإعلامية الموجودة وقدراتها وخصائصها في السلطنة».

وأكد على ضرورة «معرفة الواقع والخصائص للكوادر العمانية الموجودة ومستوياتها وإمكانياتها وخبراتها»، وتابع «نعم هناك خبرات موجودة وعناصر لها كفاءات وهي تعمل في الإعلام منذ سنوات، ولكن الأكثر أهمية في وقتنا الحالي هي الأجيال الجديدة، سواء حديثة الانضمام لمجال الإعلام أو تلك التي ستتخرج من مؤسسات التعليم العالي، إن كانت من جامعة السلطان قابوس أو من الكليات الأخرى في السلطنة».

وأكد أن «عملية التنفيذ ستحتاج إلى كثير من الإمكانيات، كتوفير الكادر التدريبي وتهيئة الظروف والأجواء المناسبة للتدريب، ووضع التصورات. فعملية التدريب ستحتاج إلى الكثير من الوقت قد تمتد إلى عدة أشهر كما يحدث في كثير من مؤسسات الإعلام العالمية».

وفي هذا الإطار قال البليك: «نأمل أن يتم التركيز على التدريب التطبيقي، وتنويع الكادر التدريبي بين الأكاديميين وأصحاب الخبرات في الحقل الإعلامي، وذلك على المستويين من الكوادر المحلية والأجنبية، إضافة إلى الاعتماد على مناهج تواكب التطور المتسارع في الحقل الإعلامي»، متمنيا أن «تتطور فكرة هذا المركز، ليخرج من إطاره المحلي، ليكون نافذة إعلامية في الشرق الأوسط».

من جهته، قال الدكتور نصر: إن «السؤال الذي يفرض نفسه في هذه المرحلة المبكرة من عمر المركز هو مدى قدرته على فرض الأولويات التدريبية الإعلامية على أطراف العملية التدريبية من مؤسسات وجامعات ومعاهد، وليس بالطبع وقف الأعمال التدريبية لها».

وأضاف: «في تصوري أن المركز الجديد لا يهدف بالطبع إلى احتكار تقديم التدريب الإعلامي في الدولة، بقدر ما يهدف إلى وضع الاستراتيجيات التدريبية والخطوط العريضة للحاجات التدريبية للعاملين في قطاعات الإعلام المختلفة، وبالتالي فإن معاهد ومراكز التدريب الإعلامي الأخرى ومراكز التدريب العامة التي تقدم خدمات تدريبية في مجال الإعلام، يمكن أن تستمر في إطار الحفاظ على التعددية التدريبية، وفي هذه الحالة فإن مركز التدريب الإعلامي سوف يعمل كمظلة شاملة ومرجعية أساسية لجهود هذه المعاهد والمراكز».

التبادل الإعلامي

وشدد المشاركون على ضرورة تبادل الخبرات مع الجهات الإعلامية الدولية المختلفة، مع الحفاظ على هوية الإعلام العماني، وفي هذا الجانب، قال الدكتور الموافي: إن «الإعلام مهنة عالمية وليست مهنة محلية، بمعنى أن العاملين في مجال الإعلام ينبغي أن يكونوا قادرين على العمل في أي مؤسسة إعلامية وطنية كانت أو دولية، فقد أصبح هناك ما يمكن تسميته بأدبيات التدريب الإعلامي، هناك مدارس ونظريات مختلفة، فمن غير الممكن أن تقوم جهة واحدة بما يكفي لصقل المواهب الإعلامية. ومن هنا تأتي أهمية وضرورة التبادل الإعلامي والتعاون الإعلامي مع أكبر عدد ممكن من مؤسسات الإعلام في العالم».

وأضاف: إن «عملية التبادل الإعلامي وتبادل الخبرات مسألة بالغة الأهمية، فعلى الإعلامي أن يعيش في مناخات وبيئات إعلامية مختلفة، وفي مدارس أخرى ليكتسب منها مزيدا من الخبرة والمهارة».

في حين أكد باقوير أن «تبادل الخبرات في مجال الإعلام هو أمر في غاية الأهمية، حيث إنه لكي نرتقي بالحقل الإعلامي في السلطنة، يجب أن تكون هناك تبادلات إعلامية مع مؤسسات الإعلام العالمية وابتعاث الكوادر الصحفية والإعلامية في السلطنة إليها حتى يتم اكتساب الخبرات والمهارات من المدارس الإعلامية الأخرى».

وأضافا: «اعتقد أن المركز سيكون له إسهام كبير في تهيئة المجتمع الصحفي والإعلامي في السلطنة، ونتمنى أن نرى بعد سنوات كوادر إعلامية عمانية متخصصة في كافة المجالات».

من جهته، قال الدكتور المشيخي: إن «تبادل الخبرات الإعلامية، يأتي بطرق شتى، واعتقد أن المركز سوف يقوم بالتركيز على المؤسسات الإعلامية الدولية، كوكالات الأنباء العالمية والتي لها باع كبير في مجال الإعلام، وإذا اتجه المركز إلى هذه الاستراتيجية، فبكل تأكيد أن النتيجة ستكون إيجابية والاستفادة ستكون كبيرة».

الصحافة المتخصصة

وفيما يخص تأهيل الصحفيين الإعلاميين المتخصصين، أشار باقوير إلى أن الإعلام العماني يفتقر إلى هذا النوع من الصحفيين والإعلاميين، وأكد على أنه «يجب أن يكون لدينا صحفيون وإعلاميون متخصصون كل في مجاله، كصحفي متخصص في مجال النفط أو أسواق المال أو السياسة، وغيرها من المجالات الأخرى»، وأضاف «نحن نطمح من خلال هذا المركز لأن يقوم بهذا الدور لإيجاد هذه النوعية من الصحفيين المتخصصين، الذين لديهم القدرة على التحليل والاستنتاج والاستشراف، والقادرين على الظهور في الفضائيات المحلية والعالمية، كمحللين وخبراء».

وتابع «نتمنى كذلك، أن يتم الاهتمام باللغات الأجنبية لدى الصحفيين والإعلاميين وبالأخص اللغة الإنجليزية، حتى تكون عاملا مساعدا في تنفيذ عملهم».

دراسة الاحتياجات والمعوقات

وشدد أكاديميون على أهمية الوقوف عند الاحتياجات والمعوقات التي تواجه الإعلام العماني، وضرورة إيجاد حلول جذرية لها، وفي هذا الإطار أكد الدكتور المشيخي أن «المركز بحاجة إلى البحث بشكل مفصل حول الاحتياجات الرئيسية للعمل الإعلامي في السلطنة، ويجب أن يركز على هذه الاحتجاجات ويسلّط الضوء عليها»، وأضاف «هو بحاجة أيضا إلى للبحث عن المعوقات التي تعيق العمل الإعلامي في السلطنة، والوقوف عندها وإزالتها».

من جهته، قال الدكتور نصر: إن «المهمة الأولى لمركز التدريب الإعلامي الجديد يجب أن تكون رسم خارطة شاملة لواقع التدريب والتأهيل الإعلامي في السلطنة بطريقة علمية، تشمل جميع قطاعات التدريب وجميع أطراف العملية التدريبية من مؤسسات وجمعيات وشركات ومعاهد تدريب ومؤسسات تعليمية، وكذلك المؤسسات المستفيدة من البرامج التدريبية سواء كانت حكومية أو خاصة، وتقدير أعداد المتدربين المتوقعين في المستقبل، والميزانيات المخصصة للتدريب. ويتبع ذلك تحديد الاحتياجات التدريبية الملحة لكل قطاع إعلامي على حدة من خلال استطلاع علمي لهذه الاحتياجات في مختلف القطاعات الإعلامية العامة والخاصة».

استفادة طلاب الإعلام من المركز

ومن ضمن أهداف مركز التدريب الإعلامي العمل على الارتقاء بالمستوى العملي للدارسين في مؤسسات التعليم العالي في مجال الإعلام، وفي هذا الصدد، قال الدكتور المشيخي،: «إن المركز سوف يقوم بتطوير مهاراتهم العملية في الحقل الإعلامي، فإذا كانت المؤسسات الأكاديمية في مجال الإعلام تركز على الجوانب النظرية، وتزويد الطالب بالمبادئ والأسس والنظريات المتعلقة بالصحافة والإعلام، فإن المركز سيقوم على دمج هذه المهارات النظرية بالعمل الميداني والتطبيقي».

من جهته، قال عيسى بن جمعة الوهيبي طالب في السنة الثالثة بجامعة السلطان قابوس في تخصص الإذاعة والتلفزيون: إننا، «سعدنا كثيرا بالقرار، وأظن أن مركز التدريب الإعلامي سيكون وجهتنا بعد الانتهاء من الدراسة الأكاديمية وذلك لأننا نطمح في أن ننمي مهاراتنا ونطور أداءنا في العمل الإعلامي بعد سنوات من الدراسة الأكاديمية التي تعتمد على الجوانب النظرية اكثر منها في الجانب التطبيقي والعملي وقبل الالتحاق أيضا بالعمل المؤسسي».

وأضاف: إن «ما نرجوه من إدارة المركز هي التسهيلات في إجراءات القبول للطلبة الراغبين في الحصول على خدمات المركز، وكذلك توفير الدورات الخارجية من خلال التعاون مع المؤسسات الإعلامية العالمية، حتى نكسب الخبرة الكافية قبل الالتحاق بسوق العمل».

أما أحمد بن حمود السليمي طالب في السنة الرابعة بجامعة السلطان قابوس في تخصص العلاقات العامة، فقد أكد أن «هناك قصورا في الجانب التدريبي في المجال الإعلامي في السلطنة، واعتقد أن إنشاء مركز تدريب إعلامي سيكون نقلة نوعية في هذا الحقل الواسع، ونحن كطلبة نمني النفس بما سوف يقدمه هذا المركز للإعلاميين بشكل عام والطلبة الدارسين في الإعلام بشكل خاص».

وأضاف «نتمنى أن تكون هناك دورات تدريبية للطلبة قبل مرحلة التخرج، وتطبيق ما تعلمناه خلال مرحلة الدراسة في هذه الدورات العملية، وهذا بالتأكيد سيسهم في صقل وتنمية مهاراتنا، وبالتالي تحقيق الجودة والكفاءة عند الالتحاق بالعمل المؤسسي»، مؤكدا أن «المناهج التعليمية لا تكفي لوحدها في صقل مهارات الطالب في الجانب الإعلامي».

من جهتها، قالت كلثم بنت عبدالله الدرمكية طالبة في السنة الرابعة بجامعة السلطان قابوس في تخصص صحافة: إنه «من المفرح أن نرى اهتمام الحكومة بهذا المجال يتزايد يوما بعد يوم»، مؤكدة أن «قرار إنشاء مركز التدريب الإعلامي إنما هو نقلة لمستوى أعلى، للخروج بكوادر مؤهلة ومواد إعلامية ذات كفاءة عالية».

وأضافت، «أنا كطالبة صحافة أجد في هذا المركز فرصة ثمينة للرقي بمستوى المواد الصحفية التي سوف أعرضها للجمهور القارئ، كما سيزيد من صقل مهارتي في آلية الكتابة في جميع الفنون الصحفية، وذلك من خلال الدورات العملية التي سوف يقدمها المركز».