1240628
1240628
العرب والعالم

أمـريـكـا تـعـزز قـدراتـهـا النـوويـة لـقـلـقـها من الأسـلـحـة الـروسـيـة

03 فبراير 2018
03 فبراير 2018

الأمم المتحدة تتهم كوريا الشمالية «بالتحايل» على العقوبات -

واشنطن - الأمم المتحدة - (رويترز - أ ف ب) : قالت وثيقة خاصة بالسياسة النووية إن الولايات المتحدة ستقوم بتعزيز قدراتها النووية بسبب قلقها من الأسلحة النووية الروسية الآخذة في النمو في خطوة يقول بعض المنتقدين إنها قد تزيد من خطر حدوث سوء تقدير بين البلدين.

ويمثل ذلك أحدث علامة على تزايد تصميم إدارة الرئيس دونالد ترامب على معالجة التحديات التي تمثلها روسيا في نفس الوقت الذي تدفع فيه من أجل تحسين العلاقات مع موسكو لكبح جماح كوريا الشمالية التي تمتلك برامج نووية.

والتركيز على روسيا يتماشى مع تغيير أولويات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من محاربة المتشددين إلى «تنافس القوى الكبرى» مع موسكو وبكين.

وقالت الوثيقة التي تعرف باسم (مراجعة الموقف النووي) إن «استراتيجيتنا ستضمن إدراك روسيا أن أي استخدام للأسلحة النووية، مهما كان محدودا، غير مقبول».

وقال مسؤولون أمريكيون إن المبرر المنطقي لبناء قدرات نووية جديدة هي أن روسيا ترى حاليا أن الموقف والقدرات النووية للولايات المتحدة قاصرة.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة ستردع روسيا عن استخدام الأسلحة النووية من خلال تعزيز قدرتها النووية ذات القوة التدميرية المنخفضة.

وتقل قوة الأسلحة النووية ذات القوة التدميرية المنخفضة عن 20 كيلوطنا لكنها تسبب دمارا أيضا.

وكان للقنبلة الذرية التي أُلقيت على مدينة هيروشيما اليابانية نفس هذه القوة التدميرية.

والحجة بالنسبة لهذه الأسلحة هي أن القنابل النووية الأكثر قوة تعد كارثية جدا إلى حد أنها لن تستخدم مطلقا ولن تنجح كسلاح ردع.

وقد يزيد احتمال استخدام الأسلحة النووية ذات القوة التدميرية المنخفضة كسلاح ردع فعال.

وقالت وثيقة البنتاجون التي تتفق إلى حد كبير مع المراجعة السابقة التي جرت في 2010 إن الولايات المتحدة ستعدل عددا صغيرا من رؤوس الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات بخيارات ذات قوة تدميرية منخفضة.

وقال المسؤولون إنه على المدى البعيد سيطور الجيش الأمريكي أيضا صاروخ كروز جديدا مزودا برأس حربية نووية ويُطلق من البحر.

وأضافوا أن الصاروخ قد تكون قوته التدميرية أقل ولكن لم يتم اتخاذ قرار وأن تطويره سيستغرق فترة تصل إلى عشر سنوات.

وقال جريج ويفر نائب مدير القدرات الاستراتيجية بالبنتاجون إن الولايات المتحدة ستكون على استعداد للحد من تطوير هذا الصاروخ إذا قامت روسيا بمعالجة الخلل في القوات النووية غير الاستراتيجية .

وأضاف أن أصعب مهمة بالنسبة لمن يعملون على هذه المراجعة هي محاولة معالجة الهوة بين الأسلحة النووية غير الاستراتيجية الروسية والأمريكية.

ويقول البنتاجون إن روسيا تملك مخزونا من الأسلحة النووية غير الاستراتيجية يبلغ 200 سلاح.

وتملك الولايات المتحدة بضع مئات من الأسلحة الفعالة ذات القوة التدميرية المنخفضة في أوروبا.

في سياق مختلف ذكر تقرير للأمم المتحدة ان كوريا الشمالية تتحايل على العقوبات الدولية عبر تصدير الفحم والصلب وبضائع اخرى يمنع تصديرها بموجب عقوبات الامم المتحدة وان ذلك عاد على بيونج يانج بنحو 200 مليون دولار العام الماضي.

وأضاف التقرير الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس ان كوريا الشمالية «تتابع تصدير تقريبا كل البضائع المحظورة في القرار، وقد بلغت إيراداتها حوالي 200 مليون دولار بين يناير وسبتمبر 2017».

وهذا التقرير الذي اعدته مجموعة من خبراء الأمم المتحدة المكلفين بالتحقق من تطبيق العقوبات قد تم تسليمه إلى الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن.

وشدد الخبراء على أن «جهدا منسقا بين الدول الأعضاء هو (امر) حاسم للتصدي لهذه الأنشطة غير المشروعة المتفشية».

وأشار التقرير ايضا إلى وجود مشاريع تعاون عسكري مع كوريا الشمالية تم رصدها في أفريقيا كما وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

كما عثر فريق خبراء الامم المتحدة على دليل على التعاون العسكري من جانب كوريا الشمالية لتطوير برامج الاسلحة الكيميائية السورية وتوفير صواريخ بالستية لميانمار.

وجاء في التقرير ان سوريا وميانمار تواصلان التعاون مع شركة «كوميد» الكورية الشمالية اكبر شركة لتصدير الاسلحة في البلاد والتي تم ادراجها على لائحة سوداء للأمم المتحدة.

وكشف فريق الخبراء عن أكثر من 40 شحنة لم يتم الإبلاغ عنها سابقا من كوريا الشمالية بين عامي 2012 و2017 لمركز الدراسات والابحاث العلمية السوري، وهو مركز رئيسي للبرنامج الكيميائي السوري.

وكشف التحقيق عن «أدلة جديدة جوهرية» بشأن التعاون العسكري لبيونج يانج مع دمشق، بما في ذلك ثلاث زيارات على الأقل لفنيين كوريين شماليين إلى سوريا في عام 2016.

وأشار التقرير الى ان زيارة قام بها وفد فني كوري شمالي في اغسطس 2016 شملت «نقل صمامات مُقاوِمَة خاصّة، وموازين حرارة معروفة بأنها تُستخدَم في برامج الاسلحة الكيميائية».

غير ان سوريا ابلغت الخبراء بأنه ليس هناك على اراضيها اي فنّيين كوريين شماليين وبأنّ الخبراء الوحيدين الذين تستضيفهم منخرطون في ميدان الرياضة.

يأتي ذلك في وقت اعلن الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة انه من «الضروري للغاية» بالنسبة الى الأطراف الرئيسيين في ازمة كوريا الشمالية عقد محادثات «جادة» للبناء على الاختراق الذي تم احداثه في العلاقات بين بيونج يانج وسول في الآونة الاخيرة.

وسيقوم غوتيريش بزيارة رسمية الى كوريا الجنوبية الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع المسؤولين في سيول وأيضا لحضور افتتاح الاولمبياد الشتوي في بيونج تشانج.

وقال غوتيريش للصحفيين في مقر الامم المتحدة «هدفنا يبقى النزع السلمي للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية».

وفي يناير الماضي فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شركات كورية شمالية وصينية وعلى افراد قالت واشنطن انهم يدعمون نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون وبرنامجه لتطوير الأسلحة النووية.

وأتت العقوبات الأمريكية الجديدة في وقت تسعى الولايات المتحدة الى منع تدفق البضائع والمواد الأساسية لاقتصاد كوريا الشمالية كالنفط، والتجهيزات الإلكترونية والمعادن، والضغط على كيم لكبح برنامجه لتطوير الأسلحة النووية التي تشكل تهديدا للمنطقة وللأراضي الأمريكية.