كلمة عمان

قمة واعدة على كل المستويات

03 فبراير 2018
03 فبراير 2018

على أرضية صلبة، تستند إلى وشائج وصلات تاريخية ضاربة في عمق التاريخ الإنساني، وإلى علاقات راسخة، متجددة ومتنامية، دوما وفي كل الظروف، ومن منطلق التقاء وتفاهم عميقين على مستوى القيادة والحكومة والشعب في السلطنة وجمهورية مصر العربية الشقيقة، و تلبية لدعوة كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تفتح مسقط الخير ذراعيها اليوم، ترحيبا بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، الذي يبدأ اليوم زيارة دولة إلى السلطنة .

ومع الوضع في الاعتبار أن الاتصالات وتبادل وجهات النظر، بين الدولتين الشقيقتين، لم تتوقف على امتداد السنوات الأخيرة، وعبر وسائل متعددة، وعلى مختلف المستويات، إلا أنه ليس مصادفة على أي نحو ، أن تحظى القمة العمانية المصرية، والمحادثات بين حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم و أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، باهتمام واسع وملموس، ليس فقط على الصعيد الثنائي، ولكن أيضا على مختلف المستويات، العربية و الإقليمية، وذلك بالنظر إلى ما يجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين من مصالح واهتمامات وتعاون مثمر في مختلف المجالات من ناحية، بالإضافة إلى ما تمثله قمة الحكمة هذه، من أهمية بالنسبة للكثير من التطورات والقضايا العربية، التي تفرض نفسها، على دول المنطقة وشعوبها، التي تتطلع إلى حلول سلمية، وإلى تجاوز الخلافات، وإلى إنهاء الحروب والمواجهات التي يكتوي بها الأشقاء في أكثر من قطر عربي شقيق، على مدى السنوات الأخيرة من ناحية ثانية.

وفي الوقت الذي تتعدد وتتنوع، وتتسع العلاقات الأخوية، والتعاون المثمر بين الدولتين والشعبين العماني والمصري الشقيقين، وتمتد في الواقع إلى كل المجالات، تعزيزا للمصالح المشتركة والمتبادلة، وتحقيقا لكل ما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين في الحاضر والمستقبل، وهو ما ترعاه اللجنة المشتركة العمانية المصرية، فإن قمة الحكمة العمانية المصرية، هي بالفعل قمة واعدة، خاصة في ظل القناعة والإدراك العميقين، من جانب جلالة السلطان المعظم و أخيه فخامة الرئيس المصري، لحقيقة أن تحقيق التنمية والازدهار لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل استقرار وأمن شعوب المنطقة ودولها، وعبر تعاونها الصادق لتحقيق مصالحها المشتركة والمتبادلة، على قاعدة الاحترام المتبادل والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفي ظل ثقة متبادلة تفتح السبل، وتتيح الفرص، أمام مزيد من خطوات التعاون والتنسيق، وحتى التكامل المثمر لصالح دول المنطقة وشعوبها. والمؤكد أن النجاح في ذلك، هو ما يدعم قدرات دول المنطقة، فرديا وجماعيا لمواجهة تحديات عديدة، وغير مسبوقة، والتغلب عليها، والانطلاق لبناء حياة أفضل لشعوبها، اليوم وغدا. و قد قدمت العلاقات الأخوية العمانية المصرية نموذجا يحتذى على كل المستويات، وهو ما تدعمه بقوة زيارة الدولة التي يقوم بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية للسلطنة.