صحافة

الاستقلال :التوطين ليس قدراً واقعاً...

02 فبراير 2018
02 فبراير 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب تيسير الغوطي مقالا بعنوان: التوطين ليس قدراً واقعاً... جاء فيه:يشكك البعض في قدرة الشعب الفلسطيني بل والشعوب العربية مجتمعة على التصدي للمؤامرة الصهيوأمريكية التي يقودها اليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ممثلا للحركة الانجيلية المتصهينة لإنهاء القضية الفلسطينية لصالح الكيان الإسرائيلي وأجندته الاستكبارية الظالمة، تلك المؤامرة التي بدأ ترامب بتنفيذها من خلال قراره المشؤوم بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي والعمل على نقل سفارة بلاده اليها لتأكيد ذلك القرار عمليا ولجعله أمرا واقعا يصعب الفكاك منه.

ثم بعد ذلك قراره بتجميد ووقف المساعدات التي تقدمها بلاده لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كخطوة أولى على طريق تصفية قضية اللاجئين وإلغاء حق العودة لملايين الفلسطينيين الموزعين في المنافي والشتات، عبر تطبيق الخطوة الأكثر خطورة في هذا الباب وهي خطوة توطين اللاجئين الفلسطينيين كل في البلد المضيف له مستخدما الوعد والوعيد وسياسة العصا والجزرة لإرهاب الدول المضيفة وإجبارها على التعاطي مع التوطين وتطبيقه على أرض الواقع، وليكون ذلك خطوة بديلة في حال فشل مشروع سيناء التي يسعى إليها الكيان الإسرائيلي عبر ترامب وإدارته المتصهينة، والذي قال في خطابه أمام الجمعية الصهيونية (ايباك) بواشنطن 16/‏‏1/‏‏2018 «إن المكان الوحيد لإقامة دولة فلسطينية هي نصف سيناء»، مضيفا أقول للفلسطينيين لا تضيعوا وقتكم في أرض إسرائيل بل ابدؤوا بالذهاب نحو سيناء ونحن سنطلب من مصر فتح الحدود بين غزة وسيناء وسنجمع 800 مليار دولار من العالم تدفعها دول الخليج أما أمريكا فلن تدفع دولارا واحدا، وهكذا يجري حل المشكلة نهائيا». الذين يشككون في قدرة الشعب الفلسطيني على التصدي للمؤامرة الصهيوأمريكية بحق اللاجئين، لا يدركون القدرات اللامحدودة واللامتناهية وراء الإرادة والعزيمة إذا ما استفزت عقول وقلوب أبناء الشعوب عموما والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، دفاعا عن حقها وكرامتها وعزتها ، وبالتأكيد هم لا يدركون ذلك لأنهم قتلوا إرادتهم وأوهنوا عزيمتهم في الدفاع عن حقهم وحقوقهم، واستسلموا لشهوة المال والسلطان وما يبقيهم في مناصبهم وكراسيهم حتى ولو لبسوا ثوب الذلة والمهانة والصغار وقبل ذلك ابتعادهم عن مبادئ وقيم دينهم وثقافتهم وحضارتهم التي تقرر وتؤكد على أن الموت بعزة خير من الحياة بذلة، احرص على الموت توهب لك الحياة، ضريبة العزة أفضل واسعد للنفس من ضريبة الذلة والمهانة.....الخ من تلك المبادئ التي رسخها آباؤنا وأجدادنا حتى في عصر الجاهلية التي سبقت الإسلام.

إذن التوطين هو أحد الخيارات الأساسية التي يسعى إليها ترامب لإنهاء حق العودة والتخلص من قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تؤرق الكيان الإسرائيلي وقادته، وجعلها جزءا أساسيا في مشروعه لحل القضية الفلسطينية المشهور بصفقة القرن، التي كثرت التسريبات عن محتواها قبل صدورها رسميا.