1237141
1237141
المنوعات

اكتشاف ديناصور في مصر يعود إلى أواخر العصر الطباشيري

30 يناير 2018
30 يناير 2018

«الأناضول»: تمكّن فريق مصري من اكتشاف أول ديناصور في مصر وأفريقيا يثبت وجود اتصال بين القارة السمراء وأوروبا قبل نحو 75 مليون سنة، وذلك بمنطقة تنيدا في واحة الداخلة بالصحراء الغربية. الفريق من مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية (شمال)، ونشر نتائج بحثه أمس الأول، في مجلة «نيتشر إيكولوجي» العلمية.

ويحمل الديناصور المكتشف اسم «منصوراصورس» (Mansourasaurus) ورقمه العلمي هو (MUVP- 200)، وتعتبر (MUVP) اختصارا لمركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، نسبة إلى الجامعة التي ينتمي إليها الفريق البحثي الذي اكتشفه.

وقبل 66 مليون سنة، وتحديدًا بين حقبة الحياة الوسطى (عصر الزواحف الكبرى، وتضم 3 عصور جيولوجية، هي: (الترياسي والجوراسي والطباشيري) وحقبة الحياة الحديثة، وحدثت موجة انقراض هائلة قضت على أكثر من ثلاثة أرباع أشكال الحياة على الأرض، بما فيها الديناصورات والزواحف البحرية التي امتازت بضخامة حجمها.

ورغم نجاح العلم في توثيق هذه الفترة جيولوجيًّا، هناك فجوة زمنية في قارة إفريقيا تحديدًا، تصل إلى قرابة 30 مليون سنة في الفترة ما بين (94 - 66 مليون سنة) بنهاية العصر الطباشيري، وظلت تلك الفجوة لغزًا يستعصى على العلم.

وعلى مدى العقدين الماضيين كانت هناك محاولات علمية جادة لسد هذه الفجوة، لكن دون جدوى، إلى أن نجح فريق البحث المصري في اكتشاف أول ديناصور في مصر وإفريقيا يوثق هذه الفترة.

وبحسب البحث، تشير العلاقة الوثيقة بين الديناصور المكتشف وأقربائه في أوروبا إلى أن الفقاريات الأرضية تشتت وانتشرت بين أوراسيا وشمال إفريقيا بعد انفصال إفريقيا عن أمريكا الجنوبية قبل 100 مليون سنة مضت.

وهذه النتائج تتعارض مع الفرضيات التي كانت تقول إن الديناصورات التي عاشت في إفريقيا كانت معزولة تمامًا خلال العصر الطباشيري ما بعد السينوماني.

وقال الدكتور هشام سلام، قائد فريق البحث، والأستاذ المساعد في قسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة، إن هذا الديناصور هو الأول من نوعه في إفريقيا الذي يوثق آخر 30 مليون سنة من العصر الطباشيري (منذ 135 إلى 65 مليون سنة).

وأضاف سلام لمجلة «ساينتفك أمريكان»، أن «جميع الديناصورات المكتشفة من قبل كانت تنتمي إلى عصر ما قبل السينوماني وهي مرحلة من فترة العصر الطباشيري المتأخر تعود إلى أقدم من 95 مليون سنة مضت».

وأشار سلام إلى أن «هذا الديناصور هو السادس المكتشف في مصر، لكنه الأول في إفريقيا الذي يوثق أواخر العصر الطباشيري، وهو أكمل ديناصور مكتشف في القارة السمراء لهذه الفترة».

وأضاف: «يبلغ طول الديناصور 10 أمتار ووزنه حوالي 5 أطنان، ويعود تاريخه إلى نحو 75 مليون سنة، وتم تحديده بناء على دراسات معمقة للخرائط الجيولوجية والحفريات الدقيقة المكتشفة وتعود إلى هذه الحقبة من الزمن». وأشار قائد البحث، إلى أن هذه الحقبة من الزمن تم توثيقها عبر اكتشاف حفريات لديناصورات في أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية وآسيا وجزيرة مدغشقر، لكن ظلت هذه الفجوة موجودة في إفريقيا حتى تم العثور على هذا الديناصور في واحدة الداخلة بمصر، وكان ذلك في ديسمبر 2013.

وأكد سلام، على أن «منصوراصورس» هو أول دليل في تاريخ العلم يثبت وجود اتصال بين إفريقيا وأوروبا للديناصورات في هذه الحقبة من الزمن.

وضم فريق البحث، أكبر عدد من الإناث لأول مرة على مدار التاريخ في مصر والوطن العربي، لاكتشاف مثل هذه الحفريات، التي تتطلب ظروف عمل خاصة وتخييم في الصحراء قد يستمر لأسابيع في ظروف قاسية.