صحافة

توجس بريطاني من هجمات إلكترونية متوقعة

29 يناير 2018
29 يناير 2018

تسود الأجهزة الأمنية والاستخباراتية البريطانية حالة من الترقب والقلق المتزايد حيال احتمال تعرض المملكة المتحدة لهجمات إلكترونية قد تؤثر على البنية التحتية ومولدات الطاقة، وتستهدف قواعد البيانات للتأثير على الانتخابات البريطانية المرتقبة عام 2020.

صحيفة «الجارديان» أجرت حوارا مع رئيس المركز الوطني للأمن الإلكتروني، سياران مارتن، حذر فيه من أن تعرض بريطانيا لهجوم إلكتروني كبير هو «مسألة وقت»، ما قد يؤدي إلى حدوث خلل مدمر في الانتخابات البريطانية عام 2020 والبنية التحتية الحيوية. وتقول الصحيفة إن اللجنة الوطنية للأمن القومي، وهي النافذة الأمامية لوكالة المراقبة الحكومية GCHQ تقوم ببناء الدفاعات تدريجيا، ومن المقرر أن تنشر قريبا ملفا يتضمن 60 صفحة بالإضافة إلى ما تم إنجازه وما لم يتم إخضاعه للعمليات في أكتوبر 2016.

واستشهد مارتن ببيانات رسمية صادرة عن اللجنة الوطنية للأمن القومي عن قيام المتسللين بعدد من الهجمات الإلكترونية على بريطانيا خلال الـ15 شهرا الماضية. حيث سجلت اللجنة 34 هجمة من نوع C2، و762 من نوع C3.

وأشارت الصحيفة إلى تمكن مجموعة من الهاكرز من اختراق 16 مستشفى في إنجلترا، ما أصاب هيئة الصحة البريطانية NHS بحالة من الفوضى بعد تهديد الهاكرز بضرورة دفع فدية، أو حذف الملفات الطبية للمرضى، ما أدى إلى تحويل المرضى في حالات الطوارئ إلى مناطق أخرى، إذ تضررت المستشفيات في لندن، ونوتنجهام، وبلاكبيرن، وهيرتفوردشاير، وكومبريا.

وقال مارتن في حواره مع الصحيفة: إن المملكة المتحدة كانت محظوظة لتجنبها الهجوم من الفئة الأولى (C1)، وهو المعروف بأنه يعطل البنية التحتية مثل إمدادات الطاقة وقطاع الخدمات المالية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وأجزاء من أوروبا تعرضت لهجمات مشابهة.

وأوضح أن التدخل في الانتخابات هو هجوم من الفئة C1، شأنه شأن التحرك الاستفزازي المتعمد من جانب دولة معادية. وتابع مارتن في تصريحاته أنه يتوقع مثل هذا الهجوم في العامين القادمين، وقال: «أعتقد أن المسألة، مسألة وقت، وسنكون محظوظين إذا وصلنا إلى نهاية العقد دون الاضطرار إلى التعرض لهجوم من الفئة الأولى».

وقالت الصحيفة إن العديد من دول القارة الأوروبية توجه الاتهام إلى روسيا بالوقوف وراء شبكة قرصنة إلكترونية موسعة لاستهداف دول القارة، وهى الاتهامات التي زادت حدتها بعد ظهور أزمة التدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي تنافس فيها دونالد ترامب مع المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون.

وخلال الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة اتهمت حملة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الديمقراطية، بتعاونها المشبوه مع روسيا، والتلميح إلى تعرض المنصات الإلكترونية لحملة ماكرون لقرصنة وهجمات سيبرانية.