العرب والعالم

عشرات القتلى جراء حريق داخل مستشفى بكوريا الجنوبية

27 يناير 2018
27 يناير 2018

سول - (أ ف ب) - لقي 37 شخصا على الأقل حتفهم في حريق هائل اندلع أمس داخل مستشفى في كوريا الجنوبية، في أسوأ كارثة من نوعها في كوريا الجنوبية منذ عقود.

وأصيب نحو 130 شخصا آخرين في الحريق الذي يأتي قبل أسابيع قليلة على وصول آلاف الرياضيين والوفود الأجانب للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية.

ومع أن كوريا الجنوبية باتت في المرتبة 11 لأكبر اقتصادات العالم، فإن بعضا من بنيتها التحتية أصبح متقادما، وشهدت كوريا الجنوبية عددا من الكوارث التي كان يمكن تجنبها.

وهذا ثاني حريق كبير من نوعه في كوريا الجنوبية خلال شهر، واعترف المسؤولون بعدم وجود نظام لرش المياه لإطفاء الحرائق في المستشفى.

ونشرت تسجيلات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مريضا يتمسك بحبل يتدلى من مروحية تحلق فوق المستشفى في منطقة ميريانغ في أقصى الجنوب، ومريضا آخر يزحف خارج نافذة لينزل على سلم.

وارتفعت حصيلة الضحايا بسرعة بعد أن توفي عدد منهم متأثرين بإصاباتهم.

وأعلنت الرئاسة مقتل 41 شخصا ثم خفضت السلطات العدد إلى 37 بسبب تعدد المراجع التي تقدم أرقاما عن الضحايا.

وثلاثة من الضحايا من الطاقم الطبي، بحسب المسؤولين.

وقال رئيس جهاز الإطفاء تشوي مان-وو ان «اثنين من الممرضين قالا انهما شاهدا النيران تندلع فجأة في غرفة الطوارئ».

والمبنى مكون من ست طبقات ويضم مستشفى سيجونغ ودارا لرعاية المسنين.

وكان بداخله نحو 200 شخص عندما اندلعت النيران، بحسب الشرطة.

وأظهرت تسجيلات فيديو وصور، المبنى وقد انتشرت حوله عربات الإطفاء ويلفه دخان كثيف اسود.

وقام رجال الإطفاء بإخراج الناجين ثم دخلوا المبنى المتفحم بعد اخماد النيران.

وقال احد المرضى الناجين ويدعى جانغ يونغ-جاي انه كان في الطابق الثاني للمبنى عندما سمع الممرضين يصرخون «حريق» في الردهة، وطلبوا من الناس الخروج من مخارج الطوارئ.

وأضاف لصحيفة جونغ-انغ ايلبو اكبر صحف سول «لكن عندما فتحت باب الطوارئ كانت السلالم تعبق بالدخان ولم أتمكن من رؤية شيء».

وقال «كان الجميع يركضون مذعورين ويقعون أرضا ويصرخون فيما كان الدخان يملأ الغرف». وقام جانغ بتكسير زجاج نافذة ليهرب على سلم وضعه رجال الإطفاء.

ونقلت الصحيفة عن زوجة جانغ قوله «كان هناك العديد من المرضى المسنين في طوابق أخرى... اتساءل ما إذا قد تمكنوا من الهرب بسلام».

وأقر مدير المستشفى سون غيونغ-شيول بأن المبنى غير مجهز بنظام لرش المياه.

وقال للصحفيين إن قوانين منع الحرائق لا تفرض تركيب مثل ذلك النظام، لكن المستشفى كان ينوي القيام بذلك في الأسابيع المقبلة التزاما بالقوانين الجديدة التي يبدأ تطبيقها في يونيو.

وأوضح أن «غرفة الطوارئ كانت مزودة بجهازي تدفئة وتبريد والحريق بدأ في تلك المنطقة» وأضاف «نشتبه بوقوع ماس كهربائي».

واعتذر رئيس محطة الاطفاء في ميريانغ «لعدم التمكن من انقاذ كل» المرضى الذين حاصرتهم النيران.

وقال تشوي «عندما وصلت أول فرقنا إلى المكان، كان المبنى محاصرا بالدخان الكثيف وألسنة النار، ولم يتمكنوا من دخول المبنى».

ودعا الرئيس مون جان-ان الى اجتماع طارئ مع مستشارين، وطالب بفتح تحقيق فوري في أسباب الكارثة.

ويأتي الحريق بعد شهر فقط على مقتل 29 شخصا في حريق بناد رياضي في بلدية جيتشون الكورية الجنوبية - لأسباب منها عدم وجود عدد كاف من مخارج الطوارئ والمواد السريعة الاشتعال المستخدمة والسيارات المركونة بشكل مخالف وتسد الطريق أمام سيارات الإسعاف.

ويعد حريق الجمعة الأسوأ في كوريا الجنوبية منذ 2008 عندما أودى حريق في مستودع بمدينة ايشيون بحياة 40 عاملا.

وأسوأ حريق في تاريخ كوريا الجنوبية الحديث هو حريق متعمد استهدف محطة مترو في مدينة دايغو بجنوب شرق كوريا الجنوبية عام 2003 وأسفر عن مقتل 192 شخصا وجرح نحو 150 آخرين.