مراقبون : كولر يسعى لمفاوضات مباشرة بين المغرب والبوليساريو

الرباط-«عمان»-يوسف حمادي:-

يرى المراقبون في المغرب أن هورست كولر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو يدفع الجبهة والمغرب المتنازعين نحو العودة إلى المفاوضات لكن المغرب تدعو إلى إيجاد حل معقول في إطار مشروع الحكم الذاتي الذي يريده المغرب للجزء المتحرر لبلاده من الاستعمار الإسباني سنة 1975.

الدكتور عبد الرحيم منار السليمي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي يشرح في تصريح لـ «عمان» بالعاصمة الرباط أن المغرب لا وقت لديه الآن ليضيعه مجددا في ما يعرف بالمفاوضات المباشرة مع جبهة البوليساريو التي مازالت لم تستطع التخلص من تكتيك فن المراوغة الذي كانت تعتمده في زمن الحرب الباردة بقيادة زعيمها الراحل محمد المراكشي، والذي يفد القضية في شيء.

وإن كان من المرتقب أن يعقد كولر في برلين الألمانية، اجتماعا مع جبهة البوليساريو؛ يعلق السليمي، بهدف الدفع بمسار المفاوضات المباشرة مع المملكة المغربية والجبهة، فإن ذلك لن يكون ذا جدوى مادامت البوليساريو لا تؤمن بالحوار المجدي والانخراط في منهج الحكم الذاتي الذي يعتبره المغرب إطارا ديمقراطيا ناجحا للحكم في الصحراء.

وفي لقاء فكري بمدينة العيون، جنوب المغرب، كان البشير بن قاسم، عضو مجلس جهة العيون الساقية الحمراء وادي الذهب قد أكد لنا أن جبهة البوليساريو تأثرت كثيرا بما يحقق المغرب في الصحراء من تنمية وبناء المؤسسات معلقا أنهم على مستوى الجهة سواء كسياسيين أو كتقنيين، يعملون ليلا ونهارا لأجل خدمة مصالح السكان.

سكان الصحراء «مدللون جدا» يريدون تنمية كاملة شاملة من جميع النواحي، يعلق مصدرنا، ولتحقيق كل ذلك لصالحهم، فإن الدولة تصرف ملايين، بل بلايين، الدراهم، لأجل بناء إقليم راق في إطار سياسة جهوية تنموية جادة منسجمة مع كل الجهات تحت وحدة المملكة، وهذا ما لا تريده الجبهة التي تدعو إلى الانفصال.

ومن جهتها البلاغات التي تصدر عن إعلام الجبهة الإلكتروني، ترد فيه بشكل قوي على ما تصفه بادعاءات المغرب في بناء جهة الصحراء، وأنها، البوليساريو، تريد الاستقلال بذاتها دون العمل تحت راية المغرب الذي يوظف إمكانيات هائلة لصالح المنطقة وسكانها، وأن الحكم الذاتي «حكم مرفوض وإن آمنت به هيئة الأمم المتحدة» كحل للنزاع بين البوليساريو والمغرب تقول الجبهة المعارضة.

يذكر أن المسؤول الأممي، هورست كولر كان قد عقد لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجميع الأطراف المعنية بالنزاع، في محاولة منه لإعطاء دينامية جديدة وتصور واضح حول قضية الصحراء، قبل تقديمه لأول تقرير نهاية شهر أبريل المقبل.