1230885
1230885
العرب والعالم

إسرائيل تضاعف تنفيذ مخططاتها الاستيطانية 350%

23 يناير 2018
23 يناير 2018

منذ تولي ترامب الرئاسة:-

القاهرة - عمان - نظيمة سعد الدين -

يتهم الفلسطينيون الحكومة الأمريكية بالرضاء التام عن المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية، حيث ضاعف الكيان الإسرائيلي من تنفيذ مخططاته الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة بداية 2017، الى نسب قياسية.

وقال وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في تصريحات خاصة لـ«عمان» إن إسرائيل كل عام تزيد عن العام الذى قبله في الاستهداف والعدوانية والانتهاكات في ملف الاستيطان، وقد ضاعفت اسرائيل من تنفيذها لتلك المخططات بنسبة 350% منذ أن تولت إدارة ترامب الحكم، حيث إن إسرائيل أقرت عام 2016 بناء 4 آلاف وحدة استعمارية، وفي عام 2017 أقرت بناء 13 ألف وحدة استيطانية استعمارية، ومن الواضح أن تلك الزيادة جاءت بضوء اخضر أمريكي، وان ذلك بالطبع يمثل خطورة على الأحياء العربية الفلسطينية، وعلى عروبة القدس وعروبة الأراضي الفلسطينية بشكل عام.

وأشار عساف الى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كثفت من استيطانها في مختلف الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال تنفيذ أربعة مخططات استيطانية ضخمة. المخطط الأول يحاصر مدينة القدس وذلك بهدف فصلها عن الضفة من خلال مواصلة البناء في مستوطنة جفعات همتوس في المدينة وتكثيف الاستيطان. وأوضح عساف أن المخطط الثاني هو عزل الضفة الغربية عن الخارج من خلال الاستيطان في الأغوار، وقد وضعت اسرائيل مخططا لإقامة أربعة عشر حيا استيطانيا فيها. أما المخطط الثالث فيهدف إلى تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية من خلال فصل مدينة الخليل عن بيت لحم وفصل محافظات الشمالية عن رام الله.

والمخطط الرابع هو إقامة أربع مستوطنات على أراضي قرى قلقيلية شمال الضفة الغربية، والعمل على ربطها مع مدن داخل الخط الأخضر من خلال إقامة مدينة استيطانية في الداخل.

وقال عساف إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت عن إقامة ثلاث مستوطنات جديدة في عدة مناطق في الأغوار الشمالية، وشددت على أن الأغوار جزء أساسي من الأرض الفلسطينية المحتلة التي تشكل 28.5% من مساحة الضفة الغربية، وهي الحدود الشرقية لدولة فلسطين المستقلة.

صمود وتحدٍ

وأوضح عساف أن صمود الفلسطينيين في منطقة الأغوار، مثل صمودهم في كل بقعة من بقاع الوطن، واكد عساف انه لم يعد أمامنا سوى الصمود والتحدي، مؤكدا إصرار الشعب الفلسطيني على الثبات والبقاء وعلى ممارسة حقه على هذه الأرض مهما تعرض له من قوة غاشمة جائرة تحاول أن تسلبه حقه في المقاومة والصمود،مشيرا إلى أنه لا يوجد شيء على الأرض يمكن أن ينال من ذلك الصمود.

وأكد، عساف أن إسرائيل تهدف إلى الاحتفاظ بغور الأردن، وإخضاعه للسيطرة الإسرائيلية الأمنية والإدارية الكاملة، وإقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية، التي تُمارس بصورة غير قانونية الصلاحية على معظم غور الأردن وتُقيّد استخدام الأراضي الفلسطينية وتطويرها، وتستنزف مصادر المياه الطبيعية وتحولها لصالح المستوطنات الإسرائيلية، وتستغل بشكل غير قانوني الموارد الطبيعية الفلسطينية في البحر الميت.

القدس الكبرى

وأضاف عساف أن إسرائيل في إطار سعيها لتحقيق المخطط الأول قد أعلنت عن إطلاق خطة بناء استيطانية جديدة يتم الإعداد لتنفيذها، في القدس ستشمل بناء 300 ألف وحدة استيطانية أطلق عليها «القدس الكبرى». وحذّر من مخاطر هذا المخطط العدواني الذي يهدف إلى فصل القدس، وتقطيع أوصال المدينة وتفتيت وحدتها الجغرافية والديموغرافية وإعدادها «كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي»، مؤكدا استمرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمشاريعها التوسعية الاستيطانية الاستعمارية على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي مدينة القدس بشكل خاص، من خلال فصل أحياء فلسطينية عن المدينة المقدسة بهدف التقليل من عدد الفلسطينيين في مدينة القدس لتحقيق مخطط «الأغلبية اليهودية» وإضفاء الطابع اليهودي على المدينة المقدسة. وأشار وليد عساف الى وجود 18 تجمعا بدويا شرقي مدينة القدس يقيم بها الآلاف من البدو تريد إسرائيل إزالتهم عن مناطق سكناهم وطردهم الى أماكن أخرى، وذلك لفتح المجال لتنفيذ مخطط (A1 ) الذي يتمثل ببناء 3900 وحدة استيطانية تستوعب 20 ألف مستوطن على أراض تقدر بـ 12 ألف دونم، وربط معاليه أدوميم بالقدس الشرقية، لاستحالة إقامة عاصمة للفلسطينيين في القدس المحتلة، لأن هذه المنطقة هي الوحيدة المتبقية للفلسطينيين للنمو السكاني والتوسع الحضري، ولإقامة عاصمتهم المستقبلية في القدس الشرقية وتوسعتها في هذه المنطقة.

حماية المسجد الأقصى

وشدد الوزير الفلسطيني، على ضرورة وقف تهجير الفلسطينيين من منازلهم، وأوضح أن العدو يعمل على إزالة منازل الفلسطينيين وإنشاء مستوطنات على أرضها بحجة البناء بدون ترخيص، والذي تضع له سلطة الاحتلال شروطا تعجيزية يصعب على أي فلسطيني القيام بها.

وقال عساف إن إسرائيل تقوم بعمل حفريات خطيرة تحت المسجد الأقصى كما تهجر عائلات بأكملها من أجل إقامة الجدار الفاصل الذي أدى إلى تشتيت العائلات الفلسطينية وتقطيع أوصالها، كما قننت سلطات الاحتلال قوانين مخالفة للشرعية الدولية تستطيع من خلالها أن تسلب أرض الفلسطينيين. وأضاف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، إن سلطات الاحتلال تريد أن تخلي 30% من الأراضي الفلسطينية من خلال هدم التجمعات الواقعة في السفوح الشرقية لمدينة القدس والأغوار بشكل كامل، في إطار خطوة تترافق مع خطوات أخرى في مناطق أخرى، مشيرا الى أن هناك بعدا آخر لما يحدث، وهو عزل مدينة القدس تماما وربط المستوطنة الكبرى معاليه أدوميم مع مدينة القدس لمحاصرة التجمعات الفلسطينية وعزلها وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بشكل كامل، وتهجير آلاف العائلات الفلسطينية وهدم مساكنها.

الأمل لم ينقطع

وأكد عساف، إن الأمل لم ينقطع لدى الفلسطينيين بسبب ديموغرافية السكان حيث يفوق عدد الفلسطينيين أعداد اليهود رغم ما تقوم به سلطات الاحتلال من عمليات استقدام لليهود من مختلف دول العالم إلى القدس.

ودعا الجميع إلى دعم الفلسطينيين ومساندتهم في المحافل الدولية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لم ولن ينكسر أمام المحتل الغاصب، مشددا على ضرورة عدم القبول بأي حلول تفرض على الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين التنازل عن القدس.