1229428
1229428
الاقتصادية

مستقبل المركبات الكهربائية وتطوير النقل البري على «الطاولة المستديرة»

22 يناير 2018
22 يناير 2018

قافلة السيارات الكهربائية تصل مسقط تزامنا مع تدشين محطة الشحن -

كتب – حمد بن محمد الهاشمي -

انطلقت أمس حلقة “الطاولة المستديرة” التي خصصت لمناقشة مستقبل السيارات الكهربائية بالسلطنة. وقد أقيمت الحلقة تحت رعاية سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، بفندق انتركونتيننتال مسقط. ونظمتها الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة “ريادة” بالتعاون مع مجموعة نماء والمجموعة العمانية العالمية للوجستيات “أسياد” والجامعة الألمانية للتكنولوجيا، ومكتب مساندة الاقتصاد الأخضر.

تهدف الحلقة إلى نشر التوعية حول المركبات الكهربائية وفوائدها الى السلطنة، وتعتبر فرصة للتعرف على كل ما يتعلق بصناعة السيارات الكهربائية والمدن الذكية وتطوير التنقل الذكي والمستدام في السلطنة والشرق الأوسط من خلال تجربة قيادتها، والمشاركة في حلقة العمل ولقاء الشركات العارضة لهذه التقنيات الحديثة والمبتكرة، وكذلك التعريف بالشركات المصنعة للسيارات الكهربائية. وشهد الحفل تجربة قيادة الحضور للسيارات الذكية بمسقط.

محطة الشحن

واحتفل أمس بافتتاح محطة شحن السيارات الكهربائية بفندق انتركونتيننتال مسقط، تحت رعاية سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج. جاء الحفل بالتعاون مع المنظمة العالمية “جلوبال (EVRT)”، والذي ستشكل بعدًا مهمًا في مجال التنويع الاقتصادي للسلطنة وفقا لرؤية البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي “تنفيذ” في أعقاب النجاح الذي حققته رحلة السيارات الكهربائية بدولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.

وصرح سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج قائلا: إن تدشين الشاحن الكهربائي يعد توجه السلطنة إلى الطاقة الجديدة سواء المتمثلة في الطاقة الشمسية أو الطاقة الكهربائية. داعيا الشباب العماني ورواد الأعمال إلى اغتنام الفرص في مجال الاقتصاد الأخضر، والبحث عن تأسيس مؤسسات صغيرة ومتوسطة للاستفادة من هذا المجال. مؤكدا أن التوجه العالمي الحالي بشكل عام بات نحو الطاقات النظيفة.

بلورة الضوابط

من جانبه، قال المهندس عبدالله بن سعيد البدري الرئيس التنفيذي لشركة مسقط لتوزيع الكهرباء: إن رحلة السيارات الكهربائية من إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى ولاية صحار، ومن ثم تدشين محطة الشحن الكهربائي في محافظة مسقط بلا شك تصب في التعريف في مثل هذا النوع من السيارات والتقنيات المرتبطة بها وتبادل وجهات النظر مع المصنعين والجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة.

وأكد البدري أن “مجموعة نماء” حريصة على معرفة كيفية المساهمة في إيجاد البنية الأساسية لهذا النوع من السيارات. موضحًا أن الأمر يتطلب تكاتف الجهات التشريعية والمنظمة والمشغلة من أجل بلورة الضوابط المنظمة لمثل هذا النوع من السيارات، وضمان سهولة توسعها في السلطنة مستقبلا.

البيئة التشريعية والقانونية

من جانب آخر قال خالد بن الصافي الحريبي القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة “ريادة”: تم خلال حلقة العمل التطرق إلى وجود شراكات عالمية ومحلية لتعريف الجمهور بأهمية التوجه نحو السيارات الكهربائية، حيث إن هذا النوع من السيارات صديق للبيئة، وهي تتماشى مع التوجه العالمي نحو الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا. متوقعا بأنه بحلول العام المقبل ستكون البيئة بصورة عامة في السلطنة مهيأة لاستقبال السيارات الكهربائية سواء من ناحية وكالات العرض أو من ناحية نقاط الشحن لهذه السيارات.

وأوضح الحريبي أن الهدف من تدشين محطة الشحن للسيارات الكهربائية هو تعريف الجمهور بأهمية هذا الشاحن، ويجب أن تكون هناك نقاط شحن متوفرة بصورة كبيرة في مختلف الأماكن. مؤكدًا أن هذه السيارات لا تعتمد على الوقود الأحفوري، وإنما تعتمد على الشحن الكهربائي كما أن هذه السيارات مداها بين 150 إلى 400 كيلومتر.

وأضاف: هناك خطة يجب العمل عليها لتهيئة البيئة التشريعية والقانونية، حيث يجب أن تكون مهيأة لترخيص السيارات الكهربائية وتوفير محطات شحن كافية لهذا النوع من السيارات. داعيا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الاستفادة من هذا التوجه، وأن تكون قادرة على الاستفادة من هذه الفرص والتوجه إلى هذا القطاع من خلال العمل في محطات الشحن الخاصة بالسيارات الكهربائية، وتوفير نوعية البطاريات الخاصة بهذه السيارات.

وأشار الحريبي في نهاية تصريحه قائلا: هناك شراكات بين “ريادة” وعدد من الجهات الحكومية مثل وزارة البيئة والشؤون المناخية وشرطة عمان السلطانية وعدد من الشركات المحلية مثل شركة “نماء” و”اسياد” وأيضا مع شركات عالمية مثل جنرال موتور إحدى أكبر الشركات العالمية.

قافلة السيارات الكهربائية

شاركت سيارة تيسلا الجديدة ومجموعة كبيرة من السيارات الكهربائية في الرحلة حول الإمارات السبع بدولة الإمارات العربية المتحدة والمتوجهة للسلطنة لتزور محافظة مسقط وولاية صحار.

وتستعرض الرحلة التي سوف تقطع خلالها السيارات الكهربائية مسافة ألف و217 كيلو مترًا على مدار تسعة أيام، قدرة هذه المركبات المستدامة والمبتكرة لتكون بديلا عن المركبات التي تعمل بالوقود. وذلك في أعقاب النجاح المبهر الذي حققته رحلة السيارات الكهربائية في دولة الإمارات العام الماضي، تعود “جلوبال إفرت” (Global EVRT) المنظمة العالمية التي تهدف إلى نشر التوعية حول المركبات الكهربائية وفوائدها، خلال هذه الرحلة.

وقد بدأت الرحلة في 18 يناير الجاري من أبوظبي، ومرت على مدينة زايد، ومن ثم توجهت للسلطنة فزارت صحار ومسقط، وسوف تعود لدولة الإمارات مرورًا بإمارة الفجيرة ورأس الخيمة، ومن ثم إمارة أم القيوين وعجمان والشارقة وستتوقف في إمارة دبي التي ستكون محطتها النهائية.

ومن المتوقع أن تصل السيارات الكهربائية إلى مدينة دبي المستدامة بحلول 26 يناير، حيث تستضيف المدينة حفلًا خاصًا وترفيهيًا للترحيب بهذه المبادرة الخالية من انبعاث ثاني أكسيد الكربون والاحتفال بالتنمية المستدامة، ما يوفر للجمهور العام فرصة للتعرف على كل ما يتعلق بالسيارات الكهربائية من خلال تجربة قيادتها والمشاركة في حلقات العمل ولقاء الشركات العارضة لهذه التقنيات الحديثة والمبتكرة.

وتهدف رحلة السيارات الكهربائية إلى تسليط الضوء على أفضل ما توصلت إليه التقنيات الكهربائية في قطاع السيارات، وجاء تنظيم الرحلة هذا العام في إطار التشجيع على استخدامها، وتعتبر مثل هذه المبادرة خطوة جديدة نحو مستقبل مستدام خال من انبعاثات الكربون ومن أجل تحسين جودة الهواء والحفاظ على الموارد المائية واعتماد الطاقة النظيفة.

ويمكن شحن السيارات الكهربائية التي تتميز بقدرتها على عبور مسافة تصل إلى 400 كم عندما تكون مشحونة بالكامل (حسب نوع المركبة)، من خلال شبكة محطات شحن السيارات الكهربائية “جرين باركينج” ((GreenParking المتوفرة في مجموعة فنادق انتركونتيننتال.

المدن الذكية

وفي تصريح له قال بن بولين، المدير الإداري لدى جلوبال إفرت: “شهد سوق المركبات الكهربائية نموًا هائلًا خلال العام الماضي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن سعيدون لرؤية التوجهات الطموحة للجهات الحكومية الأخرى في المنطقة، كسلطنة عمان التي باشرت العمل على تطوير المدن الذكية، والتي سوف تحتضن شوارعها السيارات الكهربائية في المستقبل القريب، وعلى الرغم من كل هذه التوجهات في مختلف بلاد العالم، إلا أنه لا يزال هناك نقص في المعرفة بين المستهلكين حول إمكانيات هذه المركبات الكهربائية”. وأضاف بقوله: “إن إمكانية هذه السيارات القادرة على عبور التضاريس الصعبة والوعرة لمسافة 1.217 كم، تعتبر دليلاً على أنها أكثر من مجرد سيارات صديقة للبيئة صممت لتناسب التوجهات المستقبلية، فهي أيضًا مركبة مثالية تناسب الجميع، كونها مزودة بتقنيات وتكنولوجيا مبتكرة ومذهلة”.

واختتم كلمته قائلاً: “تعتبر قيادة المركبات الكهربائية خلال الرحلة البرية طريقة مثالية لإظهار تقديرنا للإمكانيات التي توفرها لنا التكنولوجيا الحديثة، والتي باتت من أهم العناصر الأساسية في تشكيل مستقبلنا، كما إنها فرصة رائعة للجميع للتعرف على هذه الفئة من السيارات وخوض التجربة بشكل عملي لاختبار قدراتها على الطرقات السريعة وتحديدًا لمعرفة قدرتها في السير عبر المسافات البعيدة”.