1228965
1228965
العرب والعالم

عبدالله الثاني يعرب لبنس عن قلقه من قرار الاعتراف بالقدس

21 يناير 2018
21 يناير 2018

نائب الرئيس الأمريكي يؤكد دعم بلاده لحل الدولتين -

عمّان-(وكالات ): أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال مباحثات أجراها في عمّان مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس امس عن قلق بلاده من قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والذي أثار موجة غضب في العالم العربي والإسلامي.

ووصل بنس برفقة زوجته كارين مساء السبت إلى العاصمة الأردنية، المحطة الثانية في جولته الشرق أوسطية، آتيا من القاهرة حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال الملك عبد الله لبنس عند بدء الاجتماع الذي أعقبه غداء عمل في قصر الحسينية، «إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي - بالنسبة للأردن وللمنطقة - يعتبر مصدراً رئيسياً لعدم الاستقرار، وهذا ما جعلنا نشعر بالتشجيع من التزام الرئيس بإيجاد حل لهذا الصراع المستمر منذ عقود».

وأوضح «مرة أخرى، بالنسبة لنا فان القدس هي مفتاح للمسلمين والمسيحيين كما هو الحال بالنسبة لليهود، وهي مفتاح السلام في المنطقة ومفتاح لتمكين المسلمين من محاربة بعض أسباب جذور التطرف بشكل فعال».

وقال «أنا واثق بأن زيارتك هذه هي من أجل إعادة بناء الثقة والالتزام، ليس فقط حول كيفية المضي قدما في حل الدولتين على خطوط الرابع من يونيو 1967 وان تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة - ولكن ايضا من أجل أن نعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل آمنة ومعترف بها وفقا للقوانين الدولية ومبادرة السلام».

وأضاف «نحن نفهم التحديات ونأمل أن تصل الولايات المتحدة وتجد الطريق الصحيح للمضي قدما في هذه الظروف الصعبة» مشيراُ إلى وجود إمكانية لتحقيق ذلك.

ووصف بنس قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بأنه «قرار تاريخي»، لكنه شدد في تصريح لصحفيين مرافقين له على أن الولايات المتحدة تحترم دور الأردن كوصي على الأماكن المقدسة في المدينة وتدعم حل الدولتين.

ويخيم على جولة نائب الرئيس الأمريكي قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهي زيارة تأجلت بعد رفض قادة عرب لقاءه في ظل الغضب الذي أثاره القرار حول القدس لا سيما في الأردن الذي يشهد منذ أسابيع تظاهرات ونشاطات احتجاجية متفاوتة بحجمها ووتيرتها.

وكانت الحكومة الأردنية اعتبرت اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، يشكل «خرقا للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة»، وحذرت من «تداعيات خطيرة» للقرار.

وكانت القدس الشرقية تتبع المملكة إداريا قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في المدينة.

وتصر إسرائيل على أن القدس برمتها عاصمتها الموحدة فيما يتطلع الفلسطينيون لجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة، أما المجتمع الدولي، فيعتبر أن إسرائيل تحتل القدس الشرقية بشكل غير شرعي، وتقع سفارات جميع الدول في العاصمة التجارية تل أبيب.

وبعد الأردن، سيتوجه بنس إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، وسيلقي كلمة في الكنيست ويلتقي الرئيس رؤوفين ريفلين خلال الزيارة التي تستمر ليومين.

وسيزور بنس المسيحي الملتزم حائط المبكى (البراق)، أحد أكثر الأماكن المقدسة لدى اليهود في القدس القديمة، كما سيزور نصب ضحايا المحرقة النازية (ياد فاشيم) في القدس.

ورفضت القيادة الفلسطينية لقاء بنس منذ الإعلان عن موعد زيارته الأول في أواخر ديسمبر.

واثر محادثات بنس السبت مع السيسي، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي انهما تناولا «مسألة القدس» ضمن مسائل أخرى.

ودعا السيسي، الذي يعد أحد أقرب حلفاء ترامب في المنطقة، الرئيس الأمريكي قبل إعلانه المتعلق بالقدس إلى «العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام».

وألغى إمام الأزهر أحمد الطيب لقاءه مع بنس احتجاجا على القرار بشأن القدس وبالمثل فعل بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني الذي قال إن القرار اتخذ «دون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية».

وبدأت وزارة الخارجية الأمريكية التخطيط لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهي عملية يقول الدبلوماسيون الأمريكيون أن إنجازها قد يستغرق سنوات.