العرب والعالم

شيخ الأزهر يصف قرار ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بالجائر

17 يناير 2018
17 يناير 2018

مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس يناقش قضايا استعادة الوعي بقضيتها وهويتها العربية والمسؤولية الدولية -

القاهرة-عمان -نظيمة سعد الدين :-

انطلقت بالقاهرة أمس فعاليات مؤتمر «الأزهر العالمي لنصرة القدس»، الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد كبير من العلماء وعلماء الدين والمفكرين والكتاب.

ويناقش المؤتمر على مدار يومين قضايا استعادة الوعي بقضية القدس وهويتها العربية، والمسؤولية الدولية تجاهها.

وقال شيخ الأزهر د.أحمد الطيب إن القرار الجائر لترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي وجاد يتمحور حول تأكيد عروبة القدس وحرمة المقدسات الإسلامية المسيحية والإسلامية وأن يرقى ذلك لأن يصبح ثقافة محلية نحشد لها طاقات الإعلام العربي والإسلامي وهو الميدان الذي هزمنا فيه. وأضاف في كلمته امس خلال افتتاح مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس «ومن أعجب العجب أن يهمش البعد الديني في مقارباتنا في القضية الفلسطينية بينما كل أوراق الكيان الصهيوني دينية خالصة، وماذا في يد هذا الكيان الصهيوني لاغتصاب أرض ينكره آباؤه وأجداده غير نصوص دينية تبعث على الاعتداء وتشجعهم على استباحة أموال الناس وأرواحهم».

واقترح أن يخصص عام 2018 ليكون عامًا للقدس الشريف تعريفا به ودعمًا ماديًا ومعنويًا للمقدسيين ونشاطا ثقافيا وإعلاميًا متواصلاً تتعهده المنظمات الرسمية كالجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعات العربية الإسلامية ومنظمات النمجتمع المدني.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، إن القدس هي زهرة فلسطين وقلبها النابض، وهي عاصمتنا الأبدية التي تنتمي إلينا وننتمي إليها وهي أغلى عندنا من أنفسنا وأرواحنا، وقد جعلها الله موضع ميلاد السيد المسيح -عليه السلام- ومهوى أفئدة المؤمنين على مر العصور، وقد ظل أهلها على مر التاريخ في رباط لعدوّهم قاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ولا من عاداهم حتى يأتيهم أمر الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله الموعود ويدخل المسلمون المسجد كما دخلوه أول مرة.

وقدم الرئيس أبو مازن الشكر لفضيلة الإمام الأكبر وللأزهر الشريف ولجمهورية مصر العربية على تنظيم هذا المؤتمر العالمي لنصرة القدس التي هي في أمَسّ الحاجة وأكثر من أي وقت إلى نصرتكم وجهودكم لها، فنحن اليوم في خضم تحديات كبيرة وفي مواجهة مؤامرة كبرى تستهدف القدس بكل ما تمثله من قيمة دينية وإنسانية وحضارية، هذه التحديات بدأت منذ وعد بلفور المشئوم الذي أعطاه من لا يملك لمن لا يستحق على حساب الشعب الفلسطيني وعلى مقدساته.

وتقدم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية، بالشكر لـشيخ الازهر على دعوته للمشاركة في هذا المؤتمر، قائلًا: ما أجمل أن نلتقي جميعًا بفكر واحد من أجل قضية سامية مصيرية لها بعد ثقافي وديني وعقائدي، مضيفًا أن ما يجمعنا هو المدينة المقدسة وأنها ليست مجرد مكان يتمتع ببعض الآثار ولكنها رمز للالتقاء وعلى أرضها المقدسة نزلت الأديان.

وأضاف البابا تواضروس، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر لنصرة القدس في جلسته الافتتاحية، أن القدس لها مكانة مهمة في قلب كل إنسان، مؤكدًا أنها مؤهلة لتكون واحة سلام تلتقي فيه الصلوات ليدرك الناس أفرادًا وشعوبًا بأهمية التعايش السلمي المشترك للعيش في سلام وأمان.

وأوضح بطريرك الكرازة المرقسية أنه من المؤسف أن تكون مدينة القدس مسرحًا للصراع والاقتتال، مبينًا أن السلام خيار لا بديل عنه ولا يأتي إلا باحترام الشعب الفلسطيني وكافة شعوب المنطقة، مشددًا أن ما تم لم يراع مشاعر المسلمين والمسحيين في الشرق الأوسط .

وأكد البابا تواضروس أن قرار الرئيس ترامب قرار ظالم وجائر ونحن نرفض الظلم والقهر واستغلال النصوص الدينية، مؤكدًا أننا نقف دائمًا بجانب من يناضلون من أجل حريتهم وكرامتهم وحقوقهم ضد المغتصبين، وعلينا أن نفكر كيف يستعيد هذا الشعب حقوقه.

واختتم البابا تواضروس كلمته بأنه لا يمكن تجاهل مشاعر الملايين على وجه الأرض لذا نخاطب العالم كله لينظر للقضية الفلسطينية بعين الإنصاف، لمنح حق المصير للشعب الفلسطيني بإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف، ونأمل أن يكون المؤتمر خطوة للإمام لاستعادة الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة. من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط، خلال كلمته «كلنا ثقة في أن الأزهر لن يسمح بإضعاف القضية وأنه لن يخذل القدس أبدًا». وشدد السفير أبو الغيط على ضرورة مساندة الشعب الفلسطيني الذي يعاني الكثير، وأن مساعدتهم واجب على كل مسلم، موضحا أن نصرة الأقصى لن تتحقق إلا بنصرة أهله. إلى ذلك قال مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي أن مدينة القدس صاحبة خصوصية، فهي مدينة كل الناس والأجناس، مدينة المساجد والكنائس والمعابد، ومهبط للأديان والرسالات، مشددًا على ضرورة التعرف على مكانة القدس وتاريخها المقدس حتى نستطيع أن ننصر القدس.

وأوضح رئيس مجلس الأمة الكويتي، أن عدونا يريد شيئًا واحدًا هو أن يهزم صاحب القضية وهو الشعب الفلسطيني وبعدها ييأس العرب ويتركون القضية وهو أمر جد خطير، مطالبًا بنصرة المقدسيين ودعم الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال فهو القضية الرئيسية لنصرة القضية الفلسطينية.