كلمة عمان

توظيف آلاف الشباب في القطاع الخاص

13 يناير 2018
13 يناير 2018

ليس من المبالغة في شيء القول بأن برنامج توفير خمسة وعشرين ألف فرصة عمل لأبنائنا وبناتنا الباحثين عن عمل، والذي أعلنت عنه حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في إطار رعاية جلالته السامية للشباب، والذي بدأ تنفيذه بالفعل، يقدم في الواقع أنموذجًا طيبًا للتنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص، والأهمية والفاعلية، التي يحققها هذا التنسيق، خاصة عندما تتضح كل الجوانب، وعندما يتم وضع اهتمامات وأولويات ومصالح كل الأطراف في الاعتبار، والسير نحو تحقيقها، بخطى عملية مدروسة وشفافة، تحقق صالح الوطن والمواطن والقطاع الخاص كذلك، باعتبار أن المصالح هي في النهاية مشتركة ومترابطة وتصب في صالح الاقتصاد والمجتمع العماني ككل.

وفي الوقت الذي اهتمت فيه وزارة القوى العاملة، والجهات المعنية الأخرى، بخطوات وسبل التسجيل في البرنامج من جانب الباحثين عن عمل، وعبر خطوات إلكترونية عامة ومعروفة، فإن الاهتمام بالتدريب يحظى هو الآخر بعناية كبيرة، انطلاقًا من أن التدريب الجيد، والمحدد المجالات والبرامج والمهارات وفق احتياجات القطاع الخاص الآن وفي المستقبل، من شأنه أن يفي إلى حد كبير بمتطلبات القطاع الخاص في العاملين الذين ينضمون إلى صفوفه، ليشكلوا قود إيجابية مضافة ومفيدة وتسهم في تحقيق مصالحه وأرباحه، وهو أمر طبيعي ومطلوب أيضًا.

وفي هذا الإطار فإن إعلان وزارة القوى العاملة عن أنه تم تعيين ستة آلاف ومائتين وسبعة عشر مواطنًا ومواطنة في مؤسسات وشركات القطاع الخاص، خلال الفترة من الثالث من ديسمبر الماضي وحتى التاسع من يناير الجاري، وذلك في إطار برنامج توفير 25 ألف فرصة عمل، يتسم بالكثير من الأهمية، ليس فقط على صعيد بدء حكومة جلالة السلطان المعظم - أعزه الله - في تنفيذ ما أعلنته عنه من إيجاد فرص عمل لخمسة وعشرين ألف مواطن ومواطنة من الباحثين عن عمل، كمرحلة أولى، والالتزام بذلك، ولكن أيضًا على صعيد استجابة القطاع الخاص العماني، وإسهامه الملموس والنشط في تحقيق هذا الهدف، وهو أمر يستحق التقدير والتشجيع أيضًا، خاصة أن القطاع الخاص هو في الواقع القطاع الأكثر قدرة على استيعاب المزيد من الباحثين عن عمل، الآن وخلال الفترة القادمة لأسباب واعتبارات كثيرة معلنة ومعروفة.

ومن جانب آخر فإن إقبال أبنائنا وبناتنا الباحثين عن عمل على فرص العمل المتاحة، والتي يتم توفيرها تباعًا، يعكس في الواقع رغبة وجدية من شبابنا للانخراط في العمل في المجالات والقطاعات المتاحة، ليس فقط لتحقيق ذاتهم وبناء حياتهم، وهو أمر حيوي، ولكن أيضًا لنيل شرف الإسهام في جهود التنمية الوطنية، في كل المجالات دون استثناء، فالأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها، وشبابنا قادر على القيام بدوره في هذا المجال، على أكمل وجه، أمس واليوم وغدًا أيضا، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة القائد المفدى - حفظه الله ورعاه - لذا فإننا نعوّل كثيرًا على استيعاب المزيد من الباحثين عن عمل في القطاع الخاص، وعلى دورهم الوطني للإسهام في تحقيق مزيد من التنمية والرخاء لأنفسهم وللوطن والمجتمع ككل في النهاية.