1221292
1221292
الاقتصادية

سوسة النخيل تنتشر في 60 بلدا بالعالم

12 يناير 2018
12 يناير 2018

السلطنة تتشدد في التدابير الوقائية -

تقرير- زكريا فكري -

دعت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» دول مجلس التعاون إلى العمل على مواجهة سوسة النخيل والحد من انتشارها وأوضحت المنظمة ان استمرار تفشي آفة سوسة النخيل الحمراء في الدول الخليجية، وكذلك غالبية دول العالم المصابة، يعود بالدرجة الأولى إلى سبب رئيسي هو وجود خلل في برامج المكافحة، فضلاً عن سببين ثانويين مهمين هما: عدم اتباع الحجر الزراعي، وغياب الإرشاد الزراعي السليم.

وكانت المنظمة قد وصفت السلطنة بأنها الأفضل في أعمال المكافحة لتطبيقها الحجر والإرشاد الزراعي فيما يتعلق بحشرة سوس النخيل.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) قد أقرت في اجتماع لها مارس الماضي في روما خطة عمل جديدة لمنع انتشار سوسة النخيل الحمراء.

ووافق وزراء زراعة وممثلون حكوميون على استراتيجية جديدة لمكافحة هذه الآفة. وتشمل الاستراتيجية تدخلات وطنية مثل تحسين عمليات مراقبة الحشرة وإشراك المزارعين بشكل أكبر في عملية المكافحة وبذل جهود دولية مثل حظر استيراد النخلة التي يزيد عرضها عن 6 سم من الدول التي تتفشى فيها هذه الآفة.

وتدمر سوسة النخيل الحمراء أشجار النخيل بالتغذي عليها من الداخل، وقد نجحت في توسيع رقعة انتشارها عالمياً لتصل إلى أكثر من 60 بلداً. وهي تهدد أشجار التمور وجوز الهند إضافة إلى أشجار الزينة.

ومن العوامل التي ساهمت في انتشار الآفة التأخر في اكتشاف الأشجار المصابة بسبب عدم كفاية عمليات الفحص، وعدم إشراك مزارعي التمر وجوز الهند في عملية المكافحة، والتقييم غير المناسب للأخطار، وصعوبة إدارة المصائد الجماعية في شبكات الواحات الواسعة، والتراخي في عمليات الحجر الصحي، والطرق غير المناسبة في التخلص من الأشجار المصابة، وصعوبة السيطرة على الحشرة في البيوت الخاصة أو الحدائق العائلية الصغيرة.

وكانت الدولة الوحيدة في العالم التي نجحت في التصدي لسوسة النخيل هي جزر الكناري، التي أعلنت في مايو 2016 خلوها من الحشرة بعد تنفيذها استراتيجية اشتملت على رقابة صارمة وإزالة الأشجار المصابة. كما نجحت موريتانيا في محاصرة الحشرة في إحدى الواحات، وتم احتواء الحشرة بنجاح في منطقة انتشارها الأصلية.

وتتضمن الإدارة المتكاملة للآفة تدريب المزارعين وإجراء فحوصات منتظمة واستخدام المصائد الفيرمونية وتعقب الإصابات وإزالة الأشجار المصابة بشدة والقيام بإجراءات حجر صحي دقيقة، ومراقبة تقدم هذا النهج المتكامل.

ويشكل المزارعون خط الدفاع الأول، إذ يمكن لهم أن يفحصوا الأشجار بانتظام لاكتشاف الحشرة في مراحل مبكرة عندما يكون ما زال ممكناً إنقاذ الشجرة، وكذلك القيام بعمليات الرش ووضع المصائد.

وكانت دراسة قد اجريت في المملكة العربية السعودية «وفقا لمصادر المنظمة» أكدت أن معدل التفشي الذي بلغ 7% انخفض إلى 0.15% في عام واحد، وذلك عندما تم إدخال نظام فحص أسبوعي للأشجار. وفي بعض الدول التي تنتشر فيها السوسة، وضع المزارعون تطبيقات هواتف ذكية لإرسال الرسائل وتبادل المعلومات والتحذيرات.

أول دراسة على سوسة النخيل

وعندما أجريت دراسة على سوسة النخيل في عام 1956 لم تكن سوى أربعة أنواع من شجر النخيل مصابة بهذا المرض، لكن اليوم تهاجم الحشرة 40 نوعاً من أنواع النخيل حول العالم. والأنواع الثلاثة الأكثر إصابة اليوم هي نخيل جوز الهند ونخيل التمر ونخيل تمور الزينة الطويل في جزر الكناري.

وكانت الفاو قد أعربت عن قلقها بسبب استمرار انتشار الآفة السريع ، لما لها من آثار اجتماعية واقتصادية كبيرة على قطاع إنتاج تمر النخيل وسبل عيش المزارعين في المناطق المتضررة.

وتقدر خسائر إنتاج تمر النخيل في منطقة الشرق الأدنى بثمانية ملايين دولار سنويا، نتيجة استئصال أشجار النخيل المصابة، ولا يشمل ذلك تكلفة الإدارة المرتفعة التي تقوم بها الحكومات أو الخسارة في المحاصيل في هذه المناطق. بالإضافة إلى ذلك، تنشط سوسة النخيل الحمراء في بلدان الجنوب الأوروبي مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا ودول أخرى، وتشير التقديرات إلى أن الخسائر التي تسببت فيها هذه الحشرة في البلدان الثلاثة فقط حتى عام 2013 بلغت 90 مليون يورو. ويكمن جزء من المشكلة في صعوبة الكشف عن الحشرة في مراحل الإصابة المبكرة، بسبب عدم وجود الكثير من العلامات الخارجية المرئية على الشجر، وبمجرد إصابة الشجرة بالعدوى يكون أوان إنقاذها قد فات.

وتعد أشجار النخيل موردا مهما للعديد من المجتمعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يتم حاليا إنتاج أكثر من سبعة ملايين طن من التمور سنويا. ويبلغ عدد أشجار النخيل 100 مليون شجرة، 60% منها في البلدان العربية.

وذكر بعض الباحثين أن الهند هي الموطن الأصلي لسوسة النخيل الحمراء، التي باتت تنتشر حالياً في معظم دول جنوب وجنوب شرق آسيا كالهند وباكستان وبنجلادش وسريلانكا وماليزيا وتايلاند والفلبين وتايوان وفيتنام وجنوب الصين ولاجوس وغرب إيران وغينيا الجديدة وغيرها من البلدان الآسيوية.

مشروع السلطنة للمكافحة

تقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية بجهود مكافحة عديدة للحشرة، وكانت هذه الجهود محل إشادة من منظمة الفاو نفسها. وهناك ما يعرف بمشروع الإدارة المتكاملة لحشرة سوسة النخيل الحمراء- والذي يتواصل للمرحلة السادسة حتى الآن ويهدف المشروع إلى حماية المحصول الأول بالسلطنة (نخيل التمر) من أخطر آفة تهدده.

ووضع استراتيجية وطنية تعتمد على المكافحة المتكاملة للسيطرة على الآفة والتقليل من استخدام المبيدات الكيميائية.

ونقل تقنيات المكافحة المختلفة للآفة في حزم إدارة متكاملة للآفة مع تعزيز الإمكانيات الفنية واللوجستية دوائر/‏‏ مراكز التنمية الزراعية بهدف تفعيل دورها في السيطرة على هذه الآفة في المناطق المصابة ومنع انتشارها إلى المناطق جديدة. كذلك من الأهداف المهمة للمكافحة هي رفع إنتاجية محصول النخيل العماني لأهميته ومساهمته في داخل المزارع والدخل القومي للسلطنة. وزيادة الوعي لدى المزارعين والمواطنين حول خطورة سوسة النخيل الحمراء وأهمية تعاونهم مع الوزارة والتبليغ عن وجود إصابات . مع توفير فرص عمل للمواطنين من خلال المحافظة على زراعة النخيل في المناطق المصابة.

أيضا أهمية زيادة الوعي حول خطورة نقل فسائل النخيل من مناطق الإصابة.

وبناء كادر وطني قادر على كشف الإصابات وتشخيص الآفة والقيام بمكافحتها.

مع خفض أعداد النخيل المصابة والقرى المصابة من خلال توفير فرق عمل ميدانية تطبق برنامج الإدارة المتكاملة لحشرة سوسة النخيل الحمراء. وكان معالي وزير الزراعة والثروة السمكية قد أصدر قرارا الأسبوع الماضي بتشديد إجراءات الحجر الزراعي في 21 ولاية ونيابة لمواجهة أخطار سوسة النخيل.