Untitled-1
Untitled-1
المنوعات

وفاة الشاعر الأديب سليمان بن خلف الخروصي عن 85 عاما

11 يناير 2018
11 يناير 2018

بعد حياة قضاها في رياض الشعر والأدب وخدمة الوطن -

ترك للساحة الثقافية العمانية «قلائد الدهر» و«ملامح من التاريخ العماني» -

توفي أمس الأول الشاعر الشيخ سليمان بن خلف بن محمد الخروصي عن 85 عاما، بعد حياة قضاها بين الشعر والأدب، وخدمة الوطن في مهام وظيفية متعددة، تاركا للساحة الثقافية العمانية ديوانا شعريا يحمل عنوان (قلائد الدهر)، وكتابا في الأنساب والتاريخ وسير الشخصيات العمانية، بعنوان (ملامح من التاريخ العماني).

وفي ديوانه قلائد الدهر كتب الأديب الشيخ سالم بن حمود السيابي تقديما وافيا عن حياة الشاعر سليمان بن خلف الخروصي، حيث ذكر عن تاريخ ولادته التي كانت في ولاية نخل، وذلك في الحادي عشر من شهر شعبان من عام 1351هـ، الموافق مطلع الثلاثينات من القرن العشرين، في البيت الشرقي، وهو بيت آبائه، وبعد أن ختم القرآن اصطحبه والده إلى مدينة نزوى 1363هـ، للقاء النحوي الضرير حمود بن زاهر الكندي، ليتعلم منه جمال العربية وبديعها وبيانها، ثم يطيب له المقام في مدينة نزوى، حيث تجذبه بظهر عمائمها وعلو صيتها، ويجالس الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي.

ثم يعود إلى ولاية نخل، ليجالس العلامة سالم بن حمود السيابي، ليستكمل معه التدرج في مراقي المجد، ويتلقى من معلمه كل ما يتصل بإعجاز العربية ومعجزات عباقرتها من أساطين البيان، كما يعبر بذلك الأستاذ حمود السيابي في تقديمه الشيق.

ويضيف حمود السيابي أن الشيخ سليمان بن خلف الخروصي اختار الارتباط بمدينة سمائل، ليجالس مشايخ العلم فيها كالشيخ خلفان بن جميل السيابي، وحمد بن عبيد السليمي، وسالم بن حمود السيابي وكان هذا الانتقال في عام 1385هـ.

ويضيف في تقديمه أيضا: في عام 1388 هـ يقوده طالع السعد ليضعه حيث يجب أن يكون، وضمن صحبة أماجد من كبار قضاة عمان، الذين تتعطر بهم المحكمة الشرعية بمسقط، فيلتحق للعمل بالمحكمة، التي تحتل ركنا من بيت العلم العامر، ليكون بالقرب من ناظر الشؤون الداخلية السيد أحمد بن إبراهيم، حيث عينه ككاتب بالمحكمة، ومنسقا قضائيا بين النظارة وقضاة المحكمة.

ويتواصل الأديب الراحل سليمان بن خلف الخروصي في أعمال ومهام وظيفية تسند إليه، ليستفيد الوطن من خبرته، فقد عمل في وزارة الإعلام التي تولى حقيبتها صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد، وتحقق في عهده الكثير من النجاحات الإعلامية والثقافية، وعلى رأسها بدء البث التلفزيوني لأول مرة في التاريخ العماني، وافتتاح المتحف الوطني العماني، واتساع المدى الذي تصله موجات الإرسال الإذاعي، وذلك ضمن مجمع إنشائي واحد، عرف بمدينة الإعلام.

ويقول حمود السيابي في تقديمه أيضا: إنه مع تشكيل أول وزارة للتراث القومي والثقافة في السلطنة، كان الشيخ سليمان بن خلف الخروصي ممن وقع عليهم الاختيار ليكون من رجالات الوزارة الجديدة وأركانها، حيث واصل نفس الجهد الذي بذله في وزارة الإعلام من جمع للمخطوطات واعتناء بكل ما يتصل بالتراث.

وفي عام 1993م نال شرف الثقة السامية، بنقله إلى ديوان البلاط السلطاني، كمساعد لمستشار جلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية، حيث أصدر جلالته ـ حفظه الله ـ مرسوما سلطانيا ساميا بتعيين الشيخ سليمان مستشارا في مكتب المستشار.

ومع إنشاء أول مجلس للدولة نال الثقة السامية، بتعيينه عضوا فيه، وتقلد وسام عمان تكريما من المقام السامي لحسن أدائه، طوال سنوات عمله التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، اتسمت بالتميز والاستثنائية.

جدير بالذكر أن الشيخ الأديب سليمان بن خلف الخروصي رحمه الله كان من كتاب جريدة عمان، حيث نشر الحلقات المعنونة بملامح من التاريخ العماني في صفحات الجريدة، حيث صدرت بعد ذلك في كتاب بنفس العنوان، وأسهم في إثراء الجريدة بنشره إبداعاته الشعرية، وأجرت له الجريدة العديد من الحوارات الصحفية.