tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :أدوية السرطان والبحث العلمي

08 يناير 2018
08 يناير 2018

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

نشرت الصحف امس خبرا عن رفع إحدى شركات الأدوية سعر أحد أدوية السرطان بـ ١٤٠٠% وهو سعر مبالغ أغضب الناس في الولايات المتحدة.

معظم ما يتصل بالسرطان وأدويته نشتريه كدول عربية وخليجية بأسعار غالية جدا، وعلى رأسها العلاج الكيماوي بسبب المبالغة والاحتكار الدولي لهذا النوع من الأدوية التي تمس حاجة مهمة من حاجات الإنسان.

وعلى الضفة الأخرى نسمع ونقرأ عن الحفاظ على هذا الاحتكار بتوجيه الأبحاث العلاجية للسرطان الى وجهات محددة ومقننة سلفا للمزيد من جني الأرباح ، والتقليل من شأن العلاجات الكلاسيكية والبديلة او العلاجات التي تستند على العلاج بالغذاء.

ففي الطب الكلاسيكي لدينا، حكت لي إحدى النساء الكبيرات في العمر بأنها نجت من مرض السرطان باتباع حمية غذائية تخلو من اللحوم الحمراء والبيضاء والدهون بتاتا، بحيث واظبت خلال فترة إصابتها بالسرطان على حمية غذائية من هذا النوع . وكان طعامها مكونا من خبز يابس خال من الدهون وقليل من السمك المشوي الخالي من الدهون، مع استخدام الوسم للثدي المصاب الى أن اختفى المرض تماما، وتعافت وعاشت سنين طويلة بصحة وعافية. وفي تجربة حديثة لأحد الإخوة العاملين في حقل الإخراج التلفزيوني ذكر انه لدى إصابته بسرطان الغدة الدرقية لجأ إلى تناول فاكهة طالما سمع أنها تعالج السرطان وتستأصله، وهي فاكهة المستفعل او القشطة، وقد واظب على تناولها ليل نهار وكل يوم وكل حين لمدة أشهر طويلة، ثم ذهب للفحص فقال له الطبيب بأنه لا يوجد أي أثر للسرطان لديه في الغدة الدرقية.

إننا في مراكز الأبحاث لدينا في جامعة السلطان قابوس او الجامعات الأخرى او وزارة الصحة او مجلس البحث العلمي نملك أرضية بحثية جيدة، فلم لا توضع هذه العلاجات قيد البحث والدراسة والتحليل والمتابعة. انه مجال بحثي مهم جدا، ونشتري أدويته وعلاجاته بأسعار خيالية، واغلبها غير ذي نفع في سرطانات معينة او في الدرجات الأخيرة للسرطان، وتسبب معاناة رهيبة وقاسية للمرضى. فالعلاج الكيماوي أصبح الثيمة المشتركة الكبرى لأي نوع من أنواع السرطان رغم خطورته الكبيرة، فهو كوكتيلات من السموم التي تقتل ضمن ماتقتله الكثير من الخلايا الجيدة في جسم الإنسان ومنها الخلايا المناعية، مما يعرض مريض السرطان للموت بسبب ميكروب او فيروس لمرض ما يلتقطه خلال فترة العلاج الكيماوي. ويفشل في علاج الكثير فيموتون. ناهيك عن عدم قدرة كبار السن لتحمل مخاطر الكيماوي، فيفضل بعض الأطباء لدينا أن يبقى بمرضه الى حين انتشاره في جسمه ثم وفاته.

إن الصحة شأن إنساني مهم جدا، لذا توجيه البحث العلمي إلى هذا المنحى ضرورة إنسانية وأخلاقية وصحية ومالية لدراسة العلاجات التقليدية والكلاسيكية، والعلاج بالغذاء وأنواعه، وسط تزايد الإصابات بهذا المرض القاتل.