1204097
1204097
مرايا

8 أقسام تراثية عن المهن والحياة قديما - تعريف جيل اليوم بماضي الأجداد بأسلوب مبتكر في «عمان الطبية»

03 يناير 2018
03 يناير 2018

متابعة وتصوير: عبدالله بن محمد المعمري -

للتراث ومفرداته جمالية تتنوع ما بين التراث المادي وغير المادي، ويكون أجمل حينما يقدم بأسلوب مبتكر، وهذا ما نجحت فيه القائمون والمشاركون في القرية التراثية التي نفذتها كلية عمان الطبية بصحار في مكان واحد، ليتعرف جيل اليوم على ماضي جميل خلده الأجداد لهم، بل وأن من يقدم تلك المفردات والحياة التراثية هم من الشباب في بعض الأقسام. حيث نجحت القرية التراثية في ضم أكثر من ثمانية أقسام تراثية عن الحياة في الماضي مع عدد من الصناعات والحرف والمهن التقليدية التي لا يزال البعض منها حتى اليوم، فيما البعض الآخر يقدم للعرض وتقديم المعلومات لمن أراد التعرف عليه. حيث كان لـ «مرايا» حضور في القرية ونقل الصورة والكلمة عن محتوياتها على لسان المشاركين فيها.

ركن السعفيات

بداية يتحدث أحمد بن جمعة الحمداني عن القرية التراثية وأهميتها ومشاركته فيها ويقول: القرية التراثية هي صورة مصغرة عن طبيعة الحياة التي كان يعيشها أجدادنا قديما، والبعض من صور هذه الحياة لا يزال موجودا سواء من حيث الطريقة او الأسلوب أو من حيث الصناعات الحرفية التي يقوم بها آباؤنا وأجدادنا ويشاركهم فيها إخواننا الشباب، ومشاركتي في القرية في صناعة السعفيات التي لا تزال من الصناعات الحرفية التي تشهد تطورا من حيث الكيفية أو المنتج السعفي، أما طريقة الصناعة والمواد المستخدمة فهي كما هي، حيث نقوم من خلال هذه القرية بتطبيق عملي وشرح خطوات هذه الصناعة الحرفية لزوار القرية والرد على أسئلتهم، وأيضا البعض منهم يريد أن يتعلم الطريقة ولو بصورة مبسطة وهذا ما نسعد به.

ويضيف الحمداني: تعلمت هذه الحرفة التقليدية من الآباء والأجداد منذ الصغر حتى أصبحت متمكنا فيها، وأقدم من خلال هذه المشاركات في القرى والمعارض التراثية التي تقيمها المؤسسات التعليمية او الحكومية الأخرى صورة واضحة وشاملة عن صناعة السعفيات، وتدريب بعض الحضور ممن يرغب منهم في تعلم الطريقة في «سفّ» سعف النخيل وهو المادة التي نستخدمها في صناعة منتجات عديدة من سعف النخيل، كما أن العديد من هذه المنتجات مستخدمة حتى اليوم، ودخل عليها الكثير من التطوير من حيث الشكل والحجم وأيضا الألوان التي تتلون بها، من وجهة نظري فإن القرى التراثية هي متنفس تعريفي بالماضي.

العلاج التقليدي

أما حمدان بن ثني الشبلي أحد المشاركين في ركن العلاج التقليدي وتحديدا بالعلاج بالوسم (الكي بالنار) فيقول: العلاج بالكي له مهاراته الخاصة، ويتطلب خبرة ودراية بالمكان المناسب للكي والذي يطلق عليه محليا «الوسم»، والشخص الذي يقوم بالوسم يسمى «الوَسِّيم» حيث عرفنا الحضور بهذا العلاج التقليدي وكيفية تحديد موضع الألم والذي كما قلت يتطلب مهارة ودراية، وجميع من زارنا في هذه القرية التراثية كان يطرح علينا أسئلة عديدة ونجاوب عليها، طبعا هذا العلاج كان قديما قبل وجود الأطباء والعلاج الحديث، أما الآن فالقليل من الناس من يستخدم الكي بالنار «الوسم» في العلاج، وهنالك أمراض قليلة جدا جدا لا تزال تعالج بالوسم حتى الآن هذا إلى جانب شرح الأدوات المستخدمة في الكي وأوقات الكي المناسبة.

ويشاركه الرأي عبدالسلام بن أحمد الشيزاوي الذي يشارك الشبلي ركن العلاج التقليدي، ولكنه يمارس العلاج بالحجامة والذي لا يزال مستمرا حتى الآن كأحد العلاجات التقليدية، ويقول: لهذا النوع من العلاج أسلوب خاص واشتراطات خاصة أيضا أهمها النظافة، سواء نظافة المكان في الجسم الذي توضع فيه الحجامة أو نظافة الأدوات وتعقيمها، كما شرحنا من خلال مشاركتنا على أماكن الحجامة وأهميتها ودورها في التخلص من الدم الفاسد في جسم الإنسان، وغيرها الكثير من المعلومات التي قدمناها للحضور.

زينة الخيل والفروسية

فيما يتحدث عوف بن علي الشيزاوي عن مشاركته في ركن مستلزمات الخيل والفروسية ويقول: جاءت مشاركتنا في القرية التراثية ممثلين عن مدرسة اليوبيل للفروسية، حيث قدمنا من خلال هذا الركن جزأين أساسيين، الأول حول مستلزمات زينة الخيل العربي التقليدي والتي تتكون بشكل عام من أربعة أجزاء رئيسية تعرف بالزانة (العدة) وتتكون من اللجام العربي وهو وسيلة التحكم بالحصان أو الفرس، والصريمة العربية وهي مقود الحصان، وأيضا الصدارة والتي تصنع غالبا من الفضة الخالصة وهي عبارة عن زينة توضع على صدر الحصان، والسرج العربي والذي يتكون باطنه من القطع النقي والغطاء الخارجي للسرج فهو من شعر الإبل، حيث يوضع على ظهر الحصان لجلوس الفارس عليه.

وأضاف: أما الجزء الثاني من الركن فكان في عرض عدد من الفرسان لمهاراتهم على ظهور الخيل، كما تم التقاط الصور التذكارية من قبل الحضور مع الخيل، كما أن البعض منهم كان يستفسر أكثر عن تعلم مهارات ركوب الخيل والعناية بها، وأيضا تفاصيل أخرى عن جمال الخيل العربي.

أركان تراثية أخرى

أقسام وأركان أخرى اشتمت عليها القرية التراثية غير تلك التي تحدث عنها عدد من المشاركين، ومنها ركن تعليم القرآن الكريم والقراءة والكتابة قديما والتي تعرف بـ«الكتاتيب»، حيث يقوم المعلم أو المعلمة بتعليم الأطفال القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم، بأسلوب متفرد وجميل. إلى جانب ركن بالتداوي بالأعشاب والتجبير والذي تعرف من خلالها الحضور على عدد من الأدوية العربية التقليدية واستخداماتها، وأيضا على تطبيقات عملية لعملية التجبير الخاصة بجبر الكسور وعلاجها مع الأدوية التقليدية التي توضع مع الجبيرة.

كما تضمنت القرية التراثية أيضا ركنا خاصا بإعداد وتقديم القهوة العمانية التي كانت ولا تزال أيضا تعد على الجمر، إلى جانب تطبيق عملي لطريقة تقديمها التقليدية. وأيضا شملت ركنا خاصا بحنّاء العروس وما تردده النساء خلال عملية حناء العروس من أغاني قديمة، مع تقليد طقوس الحناء كما كانت قديما سواء من حيث الزي أو الأدوات الأخرى. وكذلك أقسام أخرى خاصة بطحن الحبوب باستخدام الرحى الحجرية التقليدية وما يصاحبها من ترديد لكلمات بأسلوب جميل، وأيضا كان هناك ركن لغزل الصوف والنسيج، وركن خاص بتربية الأبناء الصغار قديما وتنويمهم في السرير التقليدي الذي يعرف بـ«المنز» وما تردده الأم خلال ذلك.