saltan
saltan
أعمدة

قلم بلا حبر: نجاعة من مبدأ العدالة

31 ديسمبر 2017
31 ديسمبر 2017

سلطان الحوسني -

[email protected] -

أي هدف في الحياة لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق العمل والاجتهاد، فلا المعجزة ولا الصدفة يمكنهما أن تحقق للإنسان أهدافه وأحلامه وتكسبه ما يتمنى أو ما يطمح للوصول إليه، إنما ينبغي عليه أن يبذل ما يملك ويستطيع الوصول للغاية التي ينشدها، ولا يجب أن يهمل أي شخص انتهاز الفرص التي تأتي له حتى لا يندم على ضياعها، فالفرص لا تبالي بمن لا يبالي بها، وكثير من الفرص تأتي متنكرة وتذهب ساخرة وهذا السر وراء تضييعها من قبل الكثيرين ممن عضوا أصابع الندم.

وهاهي الفرصة لتكرار الإنجاز توفرت مجددًا لمنتخبنا الوطني لبلوغ النهائي لكأس الخليج للمرة الرابعة بعد عبور المجموعة التي وصفت بالحديدية لما ضمت من منتخبات ذات تصنيف عال، وباتت الفرصة مواتية حاليا رغم كبر حجم العوائق التي وقفت في طريق الأحمر نحو بلوغ المربع الذهبي، خصوصا تعثر الانطلاقة في بداية المشوار بالخسارة ومن بعده الانتفاضة وتحقيق انتصارين في غاية الأهمية أكسبانا صدارة المجموعة الحديدية.

ونحنُ بحاجة إلى تحقيق نتيجة تبرز الآمال المعقودة على هذا المنتخب لبلوغ مستقبل أفضل لكرة القدم العمانية التي مرت بمرحلة مخاض عسيرة حتى ظهرت بارقة أمل بمنتخب شاب ومكافح خالف التوقعات من خلال مشاركته في خليجي 23 فالقادم نرجوه أجمل والثقة بين المنتخب والجماهير يجب أن تعود وسوف يتحقق ذلك ويتعزز ببلوغ النهائي بعون الله وتوفيقه.

ونحن على ثقة من قدرة رجال منتخبنا لانتهاز هذه الفرصة ونيل ما نرجوه من خلال عطائهم داخل المستطيل الأخضر، وهذه الثقة لم تصل لنا من فراغ بل عطفا على المستويات الإيجابية التي برز بها المنتخب حتى الآن في البطولة والأدوار البطولية التي قدمها رجال الأحمر في ثلاثة لقاءات.

إنما علينا التنبيه من الإفراط في التفاؤل والثقة التي يمكن أن ترتد سلبا علينا، فكما كنا خارج الترشيحات في مجموعتنا وخالفنا التوقعات وأثبتنا علو الكعب فلا يجب أن نعيش في سبات الترشيحات التي تُطلق بأننا الأوفر حظًا لبلوغ النهائي، فالمنافس لم يصل بالصدفة بل تجاوز عقبات واستحق الوصول للمربع الذهبي بجدارة.

وبات لزاما علينا الانتباه، فدغدغة المشاعر التي تنتهجها بعض وسائل الإعلام الموجه تتضح بجلاء من خلال صناعة الأخبار المفبركة خدمة لمصالح خاصة وأهداف خاصة، والارتداد عليها يكون من خلال الحصانة التي نكسبها للاعبي الأحمر.

وللتصدي لذلك يجب على الإعلام العماني عدم التحصن وراء أسوار الصمت عندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن، بل مطالب بالنجاعة من مبدأ العدالة.

آخر سطر ...

لا تنتظر أن تسنح لك الفرصة غير العادية، بل انتهز الفرص العادية واجعلها عظيمة.