العرب والعالم

تقـرير: تبـيـيض عـدد كـبير من البـؤر الاســتـيطانـية فـي الضـفـة والقـدس

30 ديسمبر 2017
30 ديسمبر 2017

رام الله - «عمان»:-

أكد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، في تقرير له وصل «عُمان» نسخة منه، أمس السبت، أنه أصبح واضحا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل على تبييض البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بدلا من إخلائها، حيث كشفت مصادر عبرية أنها ساهمت في بناء 14 بؤرة استيطانية على الأقل معروفة للإدارة المدنية من أصل 17، دون إعلان رسمي، منذ عام 2011.

وبيّن التقرير، أن طرق بناء البؤر الاستيطانية تكشف مدى دقة التخطيط والتنفيذ، إذ تتم إقامتها على أرض صادرتها سلطات الاحتلال وليست أرضًا بملكية خاصة، لتسهيل الموافقة عليها وتبييضها وتوسيعها لاحقًا دون مشاكل قضائية.

ومن جملة المساهمات التي تقدمها السلطات الإسرائيلية، وفق تقارير متطابقة تصدر عن أكثر من مصدر إسرائيلي، نقل عناصر منظمة «شبيبة التلال» الاستيطانية إليها، وتظهر طريقة إنشائها كيف تم التخطيط لها عن طريق فحص الصور الجوية واختيار المكان بدقة، وليس عن طريق الصدفة، إذ يتم اختيار ما يسمى «أرض دولة»، ليتم تبييضها لاحقًا، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الأراضي مهملة، لكن مساحتها كبيرة.

كما أشار التقرير إلى أن ثلاثة من البؤر الاستيطانية، هي بؤر مأهولة وتشكل أحياء من مستوطنات مثبتة ومبيضة.

وأضاف: «أقيمت 11 بؤرة استيطانية على أساس مشروعات وحقول زراعية، تبين فيما بعد أنها تستخدم للسكن الدائم، ومولت حكومة الاحتلال إقامة بؤر استيطانية بطرق غير مباشرة، مثل بؤرة «التلة 387» التي أقامتها جمعية «هروعيه هعيفري»، والتي تهدف وفق السجلات الرسمية الإسرائيلية إلى تأهيل «شبيبة التلال».

وتابع التقرير: وتحصل الجمعية على تمويل ثابت من وزارة التربية والتعليم بقيمة مئات آلاف الشواكل سنويًا، أي أن الوزارة بشكل أو بآخر مولت إقامة هذه البؤرة الاستيطانية، والتي باتت الجمعية تطالب بتبيضها وشق الشوارع إليها». وكان وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي يؤاف غالانت، قد أعلن قبل أيام أن حكومته تخطط لبناء مليون وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، خلال الأعوام العشرين المقبلة وأن نسبة 20 إلى 30% منها ستقام في مدينة القدس.

وفي القدس صادقت لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، على مشروع توسيع مستوطنة «جيلو» جنوب القدس المحتلة، على حساب أراضي قرية الولجة الفلسطينية حيث تمت المصادقة على بناء 300 وحدة استيطانية جديدة.

مكافآت ترامب تتواصل من جهة ثانية، بيّن المكتب الوطني أن مكافآت حكومة الاحتلال للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتواصل.

فبعد قرار رئيس مستوطنة «كريات يام» إطلاق اسم ترامب على الحديقة التي تم افتتاحها، صادق وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، على توصيات لجنة الأسماء في شركة القطارات، بإطلاق اسم الرئيس الأمريكي على مشروع استيطاني في القدس المحتلة، وهو مشروع محطة القطار الأرضي والهوائي التي ستقام في القدس القديمة على تخوم ساحة البراق.

وبين أن الإدارة الأمريكية تستمر في تنفيذ قرارها بنقل سفارتها للقدس المحتلة، حيث كشفت المعطيات عن شراء الحكومة الأمريكية فندق «دبلومات» في القدس المحتلة، تمهيدًا لنقل السفارة الأمريكية إليه.

ووفق التقرير تم كشف النقاب عن دفع مجالس استيطانية ملايين الشواكل خلال السنوات الأخيرة من خلال مناقصات أعدت وفق معايير محددة لا تنطبق على أحد إلا على حركة «امناه»الاستيطانية.

واتضح أن رئيس حركة «امناه» زئيف حبير، أحد كبار المستوطنين يعرض حركته، كحركة استيطانية لكن من الناحية العملية فهي شركة بناء اسمها «بنياتي بار امناه» وهدفها العمل على استيطان مليون يهودي في الضفة الغربية.

واعتبر المكتب الوطني أن خطوة رئيس حكومة الاحتلال هي مسعى منه لكسب تأييد المستوطنين، لا سيما في ظل مواصلة معركته مع الشرطة الإسرائيلية وفضائح الفساد التي تلاحقه.

وأشار المكتب في تقرير إلى أنه بعد يوم واحد من اجتماع نتانياهو مع حاخامات من الصهيونية الدينية، صادقت الحكومة الإسرائيلية على تحويل 40 مليون شيكل للمستوطنات.

وفي مشهد يعكس اندفاع اليمين الإسرائيلي نحو استثمار قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، يشارك حزب «الليكود» الحاكم في اجتماعٍ عام للتصويت على مشروع قانون يستهدف ضم الضفة الغربية والقدس المحتلتين إلى دولة إسرائيل اليوم.

وذكرت مصادر إسرائيلية، أن 900 من أعضاء الحزب وقعوا على طرح المشروع على جدول الأعمال، على أن يتم عقد اجتماع بهذا الصدد اليوم.