2.5 مليار ريال حجم الاستثمارات في قطاع الكهرباء والمياه

الإعلان عن أول مشروع للطاقة الشمسية بتكلفة 500 مليون دولار -

المشروع بطاقة 500 ميجاواط على مساحة 1300 هكتار بعبري وينفذ عبر اندماجات -

كتب - زكريا فكري ورحمة الكلبانية:-

أكد سعادة محمد بن عبدالله المحروقي رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه «ديم» أن الحكومة تسير قدماً نحو تنويع موارد الطاقة من أجل تعزيز استراتيجية الاستدامة على الصعيدين الاقتصادي والبيئي، وأن هناك اتجاها نحو استخدام مصادر الطاقة النظيفة التي تزخر بها أجواء السلطنة سواء من الرياح أو الشمس وأضاف سعادته في تصريحات صحفية خلال الإعلان عن أول مشروع من نوعه في السلطنة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية أن المرحلة القادمة ستشهد العديد من مشاريع الطاقة النظيفة في السلطنة باعتبارها خطة حكومية، ومن ناحيته قال حمدان بن علي الهنائي رئيس مجلس إدارة الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه: «إن هذا المشروع يعتبر الأول ضمن سلسلة من مشاريع الطاقة المتجددة التي تخطط الشركة لتطويرها خلال السنوات القليلة القادمة لدعم استراتيجية الاستدامة في البلاد».

وكان المهندس يعقوب بن سيف الكيومي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لشراء الطاقة قد كشف عن إطلاق المشروع بطاقة إنتاجية تبلغ 500 ميجاواط وتكلفة 500 مليون دولار أمريكي متضمنة نطاق عمل المشروع من إنشاء وتملك وتشغيل محطة لتوليد الكهرباء، سيتم إنشاؤها كليا من قبل القطاع الخاص. ينفذ المشروع بولاية عبري- محافظة الظاهرة، على مساحة 1300 هكتار، على أن يتم ربط المحطة لاحقا بالشبكة الرئيسية للكهرباء. ويساهم المشروع في تزويد 33 ألف منزل بالكهرباء والتقليل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بحوالي 340 ألف طن سنوياً مما يجعله أحد أكبر المشاريع من نوعها في المنطقة. ووفقاً للمخطط الزمني للمشروع سيتم ترسية الأعمال في الربع الرابع من عام 2018م، وتشغيل المشروع تجارياً مع بداية عام 2021م.

2.5 مليار حجم الاستثمارات

وكشف المهندس يعقوب بن سيف الكيومي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لشراء الطاقة عن العديد من خطط الشركة المستقبلية والحالية، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية في قطاع الكهرباء والمياه بالسلطنة تجاوز 2.5 مليار ريال عماني، وبلغت جملة مساهمة القطاع في الصناعات المحلية 400 مليون ريال عماني وألف فرصة عمل للمواطنين، موضحا أن هناك 400 مليون ريال عماني أخرى كمساهمة في الاكتتاب العام بسوق مسقط للأوراق المالية. وكشف الرئيس التنفيذي للعمانية لشراء الطاقة أن معدل نمو الطلب على الطاقة الكهربائية في السلطنة ارتفع من 2300 ميجاواط في الذروة عام 2004 إلى أكثر من 6 آلاف ميجاواط ساعة في ذروة عام 2017.

وبلغ معدل النمو السنوي للقطاع 8.3%، في حين ارتفع الطلب على مياه الشرب إلى مليون و700 ألف متر مكعب يوميا بنسبة نمو سنويا تصل إلى 9.7% وسوف تتم إضافة 700 ألف متر مكعب خلال السنوات القادمة.

وكان الكيومي قد أعلن أمس في مؤتمر صحفي عن إطلاق أول مشروع مستقل لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في السلطنة.

وفقا لآلية التناقص

قال المهندس يعقوب بن سيف الكيومي الرئيس التنفيذي للشركة إنه من المتوقع أن يعتمد مشروع عبري للطاقة المتجددة على استخدام تقنية الألواح الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية، مضيفا أن المراحل الأولى لإنشاء المشروع ستتيح مئات الفرص لاستقبال الأيدي العاملة المحلية. وسيتم تطوير المشروع وفقاً لآلية التناقص الناجحة المعمول بها في السلطنة في مشاريع إنتاج الكهرباء المستقلة التي تضمن إجراء عملية تنافسية اقتصادية وشفافة تؤدي إلى إسناد أعمال المشروع إلى شركات عالمية ذات كفاءة عالية تقدم حلولا فنية متطورة، وأكد المهندس يعقوب الكيومي أن المنافسة مفتوحة للاستثمارات المحلية والعالمية على حد سواء.

وقال المهندس يعقوب الكيومي إن أهم التحديات التي قد تواجه المشروع في مراحله الأولى والتشغيلية تتمثل في إجراءات إصدار التصاريح اللازمة من الجهات العامة والخاصة والتنسيق مع هذه الجهات، بالإضافة إلى تحديات مستقبلية متعلقة بعملية ربط المشروع بالشبكة العامة للكهرباء، مؤكدا على ثقة الشركة بالهيئة العامة للكهرباء والمياه «ديم» والتسهيلات التي تقدمها.

جاء هذه المشروع في إطار سعي الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه، إحدى شركات مجموعة نماء؛ لتلبية الاحتياجات المتزايدة على الطاقة الكهربائية في السلطنة وتماشياً مع رؤية السلطنة لتنويع مصادر الطاقة من خلال استخدام الطاقة النظيفة لإنتاج الكهرباء، وسوف تجرى عملية تأهيل للمطورين ثم بعد ذلك تطرح المناقصة وربما تحتاج إلى اندماجات كبيرة بين المطورين لتنفيذ المشروع.

مشاريع مستقبلية

وكان المؤتمر الصحفي للشركة العمانية لشراء الطاقة قد شهد أمس إلقاء الضوء على العديد من المشاريع المستقبلية حيث قال المهندس يعقوب الكيومي إن هناك خطة حكومية واضحة من أجل المزيد من الاستثمارات في الطاقة المتجددة

وبحجم أعمال كبيرة بحيث يصل إنتاج هذه المشاريع من الطاقة إلى 3 آلاف ميجاواط، وأضاف الكيومي: إن لدينا حاليا مساحات معدة وقاعدة بيانات بحيث تستخدم في مشاريع الطاقة المتجددة بكل من منح وعبري بحيث نصل بإنتاج الطاقة النظيفة في السلطنة إلى 2500 ميجاواط على نهاية عام 2021، موضحا أن الشركة تعتزم، بالتنسيق مع هيئة تنظيم الكهرباء والشركة القابضة لخدمات البيئة «بيئة» البدء في الأعمال التحضيرية لتقييم إمكانية تطوير محطة كهرباء باستخدام آلية تحويل النفايات إلى طاقة كهربائية بطاقة إنتاجية تتراوح ما بين 50 -60 ميجاواط. وتسعى الشركة للاستفادة من الدراسات التي قامت بها شركة بيئة في هذا المجال، ووضع الأطر اللازمة للبدء في عملية تطوير المشروع مستقبلاً.

وقال الكيومي إن أسعار الألواح الشمسية وما يتعلق بها من تقنيات فنية أخذ في الاعتدال بحيث يسمح بالتوسع في هذه المشاريع، ومن المتوقع أو المستهدف أن تحقق السلطنة ما يعادل 10% من الطاقة المنتجة عبر الاستخدام النظيف، وأوضح أن نسبة التعمين في الشركة العمانية لشراء الطاقة بلغ 80% وأصبح لدينا في قطاع الكهرباء والمياه كوادر عمانية على أعلى مستوى والعنصر النسائي يصل إلى 30%.

وتحدث الكيومي عن السوق الفورية للكهرباء التي من المقرر أن يتم إنشاؤها في السلطنة وتتولى بيع فائض الطاقة.

ساهمت العمانية لشراء الطاقة منذ تأسيسها كشركة مساهمة عمانية مقفلة في 2003 على اجتذاب استثمارات أجنبية تتعدى المليارين ونصف المليار ريال عماني، واستثمار حوالي 400 مليون ريال عماني في الصناعات المحلية من خلال مشاريعها وتوفير أكثر من 1000 وظيفة مباشرة من خلال المشاريع التي تقوم بها الشركة، بالإضافة إلى أكثر من 400 مليون ريال عماني مساهمة لمشاريعها في سوق مسقط للأوراق المالية. وخلال عامي 2015 و2016 بلغ التحسن في كفاءة استهلاك الغاز 15% وتوفير ما مقداره 50 مليون ريال.