1204974
1204974
الرياضية

نجوم الأحمر صالوا وجالوا وفرضوا الصــمت على 50 ألف متفرج بصاروخ «كانو»

26 ديسمبر 2017
26 ديسمبر 2017

«7» رقم الحظ في المواجهة الصعبة .. وحلوى الفوز «عمانية» كاملة الدسم والطعم -

حقق منتخبنا الوطني فوزا غاليا ونصرا عزيزا في ثاني مواجهاته في بطولة كأس الخليج أمام الكويت صاحب الأرض والجمهور بنتيجة هدف وحيد جاء ثمار الضغط المتواصل للأحمر في المباراة وبحثه عن الشباك الزرقاء. كانت المواجهة في غاية الصعوبة في ملعب جابر الذي امتلأ عن آخره بالجماهير الكويتية التي كانت أشبه باللاعب رقم 12 وقامت بدور كبير في دعم فريقها وتشجيعه بقوة في كل أوقات المباراة عسى ولعلّ أن يعود بعد تأخره بهدف وهو ما جعل الملعب أشبه ببركان يغلي وهو ما وضع نجوم الأحمر تحت ضغوط رهيبة وتحملوا أوقاتا صعبة مرت في اللقاء، كان الأزرق الكويتي يلعب بكل قواه ويجتهد بإصرار من أجل تسجيل هدف التعادل. نجح الأحمر بامتياز في المحافظة على هدفه الوحيد وأهدر أكثر من فرصة كانت كفيلة بأن تعزز نصره وتجعله في مأمن من الضغوط النفسية التي عاشها في الأوقات الأخيرة من عمر المباراة. دخل الأحمر حسابات التأهل بقوة بعد أن وضع في رصيده أول ثلاث نقاط له في البطولة ويحل ثالثا في الترتيب بعد السعودية والإمارات ولكل منهما أربع نقاط.

حقق لاعبو المنتخب الوطني نتيجة إيجابية يستحقون التقدير والشكرعليها لما بذلوه من جهد كبير وتغلبهم على ظروف المباراة الصعبة ونجاحهم في إسكات حناجر ما يزيد عن خمسين ألف متفرج والتغلب على ما قدموه من دعم معنوي كبير لفريقهم. حقق المنتخب بفوزه على الكويت والذي يعتبر الأول من نوعه في أرض الأزرق حيث لم يسبق أن فاز الأحمر في أي بطولة خليجية نظمتها الكويت على منتخبها ليدخل التاريخ مع مدربه الهولندي بيم فيربيك ويثبت العقدة الحمراء في وجه الكرة الكويتية في البطولات الخليجية.

بداية سريعة

بدأت المباراة سريعة من الفريقين ويغلب عليها طابع الحماس ورغبة كل فريق في أن يفرض سيطرته على الملعب وتدين له الأفضلية وانحصرت الكرة في وسط الملعب خلال الدقائق الأولى وغابت الهجمات الحقيقية وكل الكرات التي وصلت لحراس المرمى كانت سهلة ولم تشكل خطورة تذكر. واتسمت الـ 12 دقيقة الأولى بتحفظ واضح في الأداء خاصة أداء المنتخب الكويتي الذي كان يدافع بكلياته عند فقدان الكرة ويتواجد حوالي ثمانية لاعبين في منطقة دفاعه لسد المنافذ أمام أي تقدم للأحمر بحثا عن الشباك الزرقاء وهو ما جعل نجوم منتخبنا الوطني اللجؤ للتمريرات القصيرة وإرجاع الكرة للوراء في بعض الأحيان لسحب الدفاع الكويتي وإيجاد مساحات للحركة التي تجعل الوصول إلى الشباك أمرا سهلا. استمر الأداء على ذات الوتيرة مع صعوبة المباراة على الفريقين مع مرور الوقت وعدم قدرة أي منهما في الوصول إلى الشباك وتسجيل الهدف الذي من شأنه أن يرفع بعضا من الضغط الذي يسيطر على اللاعبين بعد تعرض الفريقين للخسارة في المباراة الأولى والحاجة لتحقيق النتيجة الإيجابية في المباراة الثانية. تميز الأداء الكويتي بالدفاع القوي ونجح في قطع معظم الكرات التي كانت تمثل مشروع هجمة للمنتخب الوطني وهو ما تطلب وقتها أن يضاعف الأحمر من قوته الهجومية وإجبار دفاع الأزرق للوقوع في الأخطاء ليستطيع عبور متاريسه التي ظلت تقف حائلا دون أن تكتمل الهجمة ويحصل المنتخب الوطني على فرص حقيقية لتسجيل الهدف.

سيطرة حمراء

سيطر المنتخب الوطني على المباراة في ربع الساعة الأخيرة من الشوط الأول وكان صاحب الأفضلية تشكل محاولاته الهجومية خطورة وحاول التسديد من خارج المنطقة وكذلك التوغل عن طريق العمق الدفاعي للكويت. بدأت المحاولات تكون أكثر خطورة عندما ينزل اللاعب محسن جوهر إلى وسط الملعب ويتولى عملية توزيع الكرة إلى الهاجري الذي كان يتواجد في وسط كماشة من مدافعي الكويت وحصل المنتخب على بعض الضربات الركنية إلا أنه لم يستفد منها بالصورة المطلوبة. واعتمد الفريق الكويتي في بعض الأحيان على الكرات المرتدة ونجح في تشكيل خطورة من بعضها خاصة تلك الكرة التي سددها المهاجم المطوع إلا أن الحارس فائز كان بالمرصاد لها وتسلمها بسهولة.

فرصة ضائعة

مع اقتراب الشوط الأول من نهايته وفي الدقيقة 38 نجح الأحمر في صناعة فرصة ذهبية ووصلت الكرة إلى رائد إبراهيم وهو داخل مرمى الكويت وعلى بعد خطوات من حارس المرمى لكنه سدد الكرة في جسم الحارس الذي استطاع أن ينقذ مرماه من هدف للمنتخب الوطني بخروجه في التوقيت المناسب ووقوفه بين الكرة وشباكه لتخرج الكرة لضربة ركنية وسط حسرة الجماهير العمانية. كانت تلك الفرصة الضائعة ومحاولة خطيرة لمنتخب الكويت السيناريو الذي انتهى عليه الشوط الأول بتعادل سلبي من دون أن ينجح أي فريق من زيارة شباك الفريق الآخر.

مد هجومي

دخل المنتخب الوطني الشوط الثاني بخيار تعديل النتيجة وترجيح كفته في المباراة من خلال النجاح في الوصول لمرمى الكويت وتسجيل هدف وكاد أن يفعلها الهاجري عندما وصلته الكرة معكوسة بشكل طيب من اللاعب جميل سليم وهو داخل منطقة مرمى الكويت وقفز عاليا ليسددها برأسه إلا أنه لم يلحق الكرة التي تخطته لتذهب إلى خارج الملعب. وجرب محسن جوهر حظه عبر تسديدة من خارج المنطقة لكنها مرت هي الأخرى الى الخارج ودلت المحاولتان على تعليمات واضحة من المدرب الهولندي بيم فيربيك للاعبين بضرورة حسم المباراة والاستفادة من الوقت في تسجيل الأهداف التي تؤمن الانتصار. واستمر المد الهجومي للأحمر ولكن من دون فعالية ولمسة أخيرة تترجم المجهود لهدف استغل المنتخب الكويتي بعض محاولاته وشكل خطورة على مرمى الأحمر في الدقيقة 54 إلا أن المهاجم تباطأ في الكرة لتصل في النهاية إلى أحضان الحارس فائز الرشيدي.

7 رقم الحظ .. ويكسب الرهان في الوقت الصعب

قاد منتخبنا الوطني هجمة منظمة لتصل الكرة إلى الهاجري وهو في داخل منطقة جزاء الكويت وفي اللحظة التي حاول فيها التقدم بالكرة نحو الشباك الزرقاء عرقله المدافع الكويتي ليحتسب الحكم القطري سعود العذبة ضربة جزاء في الدقيقة 57 ليتقدم لها القائد أحمد كانو وسط هدير الجماهير الكويتية التي عمدت إلى تشتيت تركيزه إلا أنه وبخبرة السنوات الطويلة سدد بكل ثبات وقوة لتستقر الكرة بين الثلاث خشبات لمرمى الكويت وتعلن عن ميلاد الهدف الأول. المفارقة العجيبة أن الهدف جاء في الدقيقة 57 وارتكبت ضربة الجزاء مع اللاعب الهاجري الذي يحمل الرقم سبعة. شكل الهاجري خطورة كبيرة على مرمى الكويت ولعب بنشاط وبدا عازما على تسجيل هدف في المباراة وكاد أن يفعل ذلك في بعض المرات التي تواجد فيها داخل منطقة الكويت وتسبب اقتحامه الدائم لمنطقة مرمى الكويت في إزعاج دفاعه الذي لم يجد سبيلا غير عرقلته أكثر من مرة داخل المنطقة المحرمة.

أوقات صعبة .. واندفاع كويتي بحثا عن التعادل

سعى الأزرق الكويتي للرجوع الى المباراة بعد هدف كانو وتقدم باندفاع نحو الهجوم بحثا عن التعادل وهو ما ترك بعض المساحات التي لم يحسن نجوم الأحمر استغلالها. ومن إحدى الكرات التي أخطأ المدافع سعد سهيل في التعامل معها وارتمى على الكرة بيده قبل أن تخرج للخارج احتسبها الحكم مخالفة في منطقة أفضل من الضربة الركنية وعكست الكرة وشكلت خطورة كبيرة على مرمى الأحمر لكنها مرت بردا وسلاما باصطدامها بالقائم. ومرت على المنتخب أوقات صعبة مع بداية ثلث الساعة الأخير من المباراة عندما اندفع الأزرق وبحماس شديد بحثا عن هدف التعادل ونجح في فرض حصار على المرمى الأحمر وقاد عدة محاولات لم تخل من الخطورة تعامل معها الدفاع بيقظة وأبعدها وسط هتافات الجمهور الكويتي الذي كان يستعجل التعادل.

لعب المنتخب الأزرق في بعض الدقائق بروح عالية جدا واستمد من صيحات جماهيره قوة إضافية ساعدته في أن يجتهد كثيرا ويعمل على صناعة الفرص والضغط على مرمى الحارس فائز الرشيدي. كان بالإمكان أن يستغل الأحمر هذا الاندفاع ويسجل الهدف الثاني وحصل على فرصتين لكنه لم يتعامل معهما باللمسة الأخيرة المطلوبة. وأدى تراجع ثنائي الهجوم خالد الهاجري ومحسن جوهر إلى أن يلعب دفاع الكويت بارتياح ويجد الفرصة للتقدم والمشاركة في دعم الهجوم وهو ما شكل خطورة كبيرة في الدقائق الأخيرة التي تهيأت فيها بعض الفرص الخطيرة للأزرق كاد أن يستفيد من بعضها ويسجل هدف التعادل إلا أن سوء الحظ حرمه من ذلك.

رائد المهاجم الخفي .. مجهود كبير وشعلة في الميدان

أصاب اللاعب رائد إبراهيم الإرهاق والتعب وهو ما أدى لسقوطه متأثرا بشد عضلي نتيجة المجهود الكبير الذي بذله في المباراة فقد كان كثير الحركة داخل الملعب ويقوم بمهام متعددة في دعم الهجوم عبر التمريرات وصناعة الفرص وكذلك القيام بدور دفاعي عندما تكون الكرة تحت تصرف منتخب الكويت.

ساهم رائد في تعزيز الدور الهجومي للمنتخب وقاد العديد من الهجمات وتواجد في منطقة التسجيل أكثر من مرة وكاد أن يفتتح التسجيل للأحمر في المباراة من الكرة التي سددها قوية وأبعدها حارس المرمى الكويتي.

واستفاد رائد بصورة واضحة من تجربته الاحترافية بالدوري المالطي وطور مهاراته وقدراته بما يجعله مفيدا للمنتخب ويبعده عن بعض الانتقادات التي ظلت تطارده خلال مشاركاته السابقة مع الأحمر.

تغييرات اضطرارية .. وسخونة في الملعب والمدرجات

دفع الضغط الكويتي المدرب الهولندي إلى القيام بأول تعديل في صفوف التشكيلة الحمراء بإخراج محسن جوهر وإشراك ياسين الشيادي. واضطر المدرب الهولندي للقيام باستبدال ثان اضطراري بعد تعرض اللاعب رائد للشد العضلي ليخرج ويحل مكانه سعود خميس. ومع استمرار المباراة إلى دقائقها الأخيرة يشتد الضغط الكويتي مدفوعا بقوة الجماهير بحثا عن هدف التعادل وهو ما جعل نجوم الأحمر يتحملون الضغط ويعملون بكل جدية لحماية مرمامهم بكل قوة. تحولت الدقائق الأخيرة من المباراة لقطعة من نار ورغم برودة الطقس إلا أنه لا أحد كان يشعر بها سواء داخل الملعب أو في المدرجات بسبب حرارة اللقاء والسباق الذي بات على أشده بين الفريقين كل فريق يبحث عن مسعاه. وسقط سعد سهيل أيضا بسبب الإصابة ليخرج من الملعب ويدخل بديلا له محمود مبروك وذلك خلال الخمس دقائق التي احتسبها الحكم زمنا إضافيا للمباراة. مر الوقت بطيئا على منتخبنا الوطني وسريعا على المنتخب الكويتي الذي كان يبحث بكل السبل عن هدف التعادل فيما كان الأحمر يستميت في الدفاع عن شباكه للمحافظة على هدفه الوحيد والذي حقق به فوزا غاليا وصعبا في مباراة صعبة.

تعليمات مستمرة .. فــــيربيك ظـــل واقفا 90 دقـــيقة

لم يجلس مدرب المنتخب الوطني بيم فيربيك طوال مدة المباراة وظل واقفا على الخط يوجه ويتحدث مع اللاعبين وفي بعض الأحيان يستعين بمساعده مهنا سعيد لتوصيل معلومة للاعب ما على ضوء ما تفرضه ظروف المباراة وما يجب على اللاعب تنفيذه في الملعب.

ورغم مرور المباراة بأوقات ساخنة ومثيرة كان خلالها الأحمر يعاني ضغطا مستمرا من الفريق الكويتي بحثا عن هدف التعادل ظهر فيربيك وهو يصفق للاعبين خاصة المدافعين عندما ينجحون في قطع الكرات وإبعادها عن منطقتهم بأسلوب جيد.

الدفاع عشرة على عشرة .. صمود وثبات وتركيز

عانى دفاع الأحمر المكون من فهمي سعيد وسعد سهيل ومحمد المسلمي وعلي البوسعيدي كثيرا في الشوط الثاني في أعقاب تسجيل المنتخب الوطني لهدف التقدم في المباراة وذلك عندما اندفع الأزرق الكويتي بحثا عن الشباك الحمراء. وجرب المنتخب الكويتي عدة سبل وطرق ليحقق مبتغاه وينجح في وضع الكرة بالشباك ليحصل على هدف التعادل إلا أن الرباعي مدعوما باللاعب أحمد كانو الذي كان يرجع كثيرا للوراء لدعم الدفاع تعامل مع كل المحاولات الكويتية بثبات قوي وتركيز عال ونجح في قطع الكثير من الكرات وأبعدها عن مرماه. ومن خلف الدفاع كان الحارس فائز الرشيدي يلتقط كل الكرات التي تصله وقدم لقطات جميلة وهو يقفز عاليا لاستلام الكرة بمهارة عالية.

سجليا كانو .. سجل وريح الأعصاب !

كاد القائد أحمد كانو أن يضيف الهدف الثاني في المباراة من الكرة التي سددها والحارس خارج مرماه إلا أن الحظ لم يحالفه ليكون صاحب الهدف الثاني ومرت الكرة بجوار القائم وبعدها بدقيقة واحدة تهيأت فرصة خطيرة للمنتخب الوطني داخل منطقة مرمى الكويت وسط ربكة من الدفاع الأزرق إلا أن الكرة لم تجد اللاعب الذي يلدغها ويضعها في الشباك لتضيع فرصتان لهدفين شبه مؤكدين. تفاعل الجمهور العماني بشكل كبير مع الكرة التي سددها اللاعب أحمد كانو والمرمى خال وهتف البعض بأعلى صوته يقول : سجل .. سجل يا كانو .. ضع الكرة في الشباك إلا أن الذهول أصابهم عندما شاهدوا الكرة تبتعد عن المرمى الكويتي.