1204336
1204336
عمان اليوم

برلمانيون وخبراء عرب يؤكدون أهمية الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز التقنية والابتكار

25 ديسمبر 2017
25 ديسمبر 2017

تواصل أعمال الملتقى الإقليمي للبرلمانيين بمجلس الدولة -

كتبت- عهود الجيلانية:-

أكد مشاركون في أعمال الملتقى الإقليمي للبرلمانيين في مجال العلوم والدبلوماسية الذي بدأ أمس بمقر مجلس الدولة تحت شعار «من أجل بناء جسور مستدامة بين الدول الأعضاء» على دور الدبلوماسية البرلمانية والعلاقات الدولية في توطين العلوم والتقنية والابتكار بما يخدم مسيرة التحديث وضرورة بناء الثقة بين العلماء وصانعي السياسات والجهات الفاعلة المجتمعية الأخرى وتعزيز دور البرلمانيين في وضع التشريعات والسياسات الداعمة للعلوم والتكنولوجيا وبناء جسور التعاون بين الدول الأعضاء عبر دبلوماسية العلوم.

والعلوم والثقافة (ايسيسكو) بالتعاون مع مجلس الدولة معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس المجلس بمشاركة برلمانيين وخبراء ومفكرين من عدد من الدول العربية.

وألقى سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة كلمة في افتتاح الملتقى أكد فيها أن استضافة السلطنة ممثلة في مجلس الدولة لهذا الملتقى المهم يأتي في إطار دعمها للعمل الإسلامي والعربي المشترك اتساقا مع الحرص السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على كل ما من شأنه خدمة قضايا الأمة وتعزيز ازدهارها، وأشار إلى أن الاستضافة تأتي كذلك في سياق التعاون البناء بين مجلس الدولة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي أثبتت وجودها كجهاز إسلامي دولي فاعل يعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود على تعضيد التعاون بين الدول الأعضاء وتشجيع تكاملها في المجالات التربوية والعلمية والثقافية، وتدعيم الحوار بين الحضارات ونشر قيم السلام والحرية وفقا للمنظور الحضاري الإسلامي الذي يمثل المرتكز التأسيسي للمنظمة الذي تستلهم منه الدافعية للإسهام في تقدم الحضارة الإنسانية ورفدها بمنظومة قيمية تدعم تطورها.

وأوضح سعادته أن ما يضفي أهمية استثنائية على الملتقى موضوعه الذي يتمحور حول دور البرلمانات العربية في دعم تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتفعيل دورها في التنمية المستدامة، مبرزا حيوية هذا الموضوع في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع، الأمر الذي يستلزم تطويع السياسات الوطنية والإقليمية والدولية بغية مواكبة هذا التطور والاستفادة منه بما يلبي الاحتياجات الآنية والمستقبلية للدول.

وبين سعادته أن الملتقى يكتسب أهميته كذلك من الأهداف الطموحة التي يسعى إلى تحقيقها وفي مقدمتها تعزيز دور البرلمانيين في دبلوماسية العلوم، والحث على تبني التدابير اللازمة وتشريع ألقوانين التي تسهم في التمكين العلمي والتقني، والعمل على تعزيز جسور التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات في هذه المجالات الحيوية، إضافة إلى تشجيع الاهتمام المجتمعي بقضايا العلوم والتقنية والابتكار وتجذير الوعي بأهميتها.

وقال سعادته: إن العلوم والتقانة والابتكار في الوطن العربي لا تزال في حاجة إلى المزيد من الاهتمام والدعم حتى تواكب الطموحات وتتلاءم مع الإمكانيات البشرية والمادية التي يزخر بها عالمنا العربي، وهذا لن يتأتى إلا بانتهاج السبل الكفيلة بالارتقاء بهذه المجالات من خلال تذليل الصعوبات وإزالة العوائق التي تعترض مسار تطويرها وتفعيل إسهامها المرتجى في نهضة المجتمعات العربية والإسلامية، حيث يبرز في هذا الإطار دور المجالس البرلمانية التي لم تعد مهامها في الحياة السياسية المعاصرة مقتصرة على التشريع والرقابة، بل أضحت شاملة لمختلف الجوانب التي تعنى بتحقيق التنمية المستدامة وتطور الأمم.

تعزيز التنمية

عقب ذلك ألقت الدكتورة أمينة بنت عبيد الحجرية المديرة العامة المساعدة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة كلمة أشادت في مستهلها بالتعاون القائم بين المنظمة والسلطنة في المجالات التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية، معربة عن شكرها وتقديرها للخبراء والبرلمانيين المشاركين في الملتقى. وأكدت أن الملتقى سيركز على تعزيز التعاون الإقليمي عبر دبلوماسية العلوم ودعم وتطوير دور البرلمانات العربية ومساهمتها في تنمية الدول الأعضاء وتطوير السياسات العربية الكفيلة بإحداث مؤسسات بحث ذات جودة عالية، وسبل تمويل البحث العلمي على مختلف المستويات وكذلك تعزيز استخدام الدبلوماسية لدفع الأهداف العلمية بما يسهم في بناء الروابط بين البلدان وتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة العربية.

وبينت أن الملتقى في دورته الحالية يهدف إلى إلى دعم وتعزيز دور البرلمانيين في العلوم والدبلوماسية في الدول العربية وإلى استخدام وتطبيق التعاون العلمي للمساعدة في إنشاء الروابط وتعزيز العلاقات بين المؤسسات ذات الصلة في الدول الأعضاء، وكيفية النهوض بالعلوم والدبلوماسية من أجل تعزيز التنمية الإقليمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتعزيز التعاون الإقليمي والمساهمة في توظيف العلوم والدبلوماسية في الوطن العربي؛ للتصدي للعوائق والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية في ضوء العولمة والمنافسة العالمية وتسهيل التعاون العلمي والتقارب عن طريق العلوم والدبلوماسية.

وقالت: إن الهدف الرئيسي من تنظيم المنتديات البرلمانية هو تعزيز دور اللجان البرلمانية في التنفيذ الفعال للسياسات وتدعيم التعاون بين كل العناصر وأصحاب المصلحة، وذلك لتشجيع اللجان البرلمانية للمضي قدما في مواكبة التطور والإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية.

وأضافت: إن الـ(ايسيسكو) في إطار اختصاصها وانفتاحها على محيطها قامت بتنظيم أول منتدى برلماني حول «العلوم والتكنولوجيا والابتكار» بالتعاون مع منظمة اليونسكو واللجنة البرلمانية الفنلندية في هلسنكي في عام 2003م، ومنذ ذلك الحين تمكنت المنظمة من تنظيم عدد من الملتقيات والمنتديات في مناطق مختلفة من العالم.

دعم العمل العربي

عقب ذلك ألقى المكرم خميس بن سعيد السليمي عضو مجلس الدولة وعضو لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب بالبرلمان العربي كلمة نيابة عن معالي الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي أعرب فيها عن تقدير البرلمان العربي لدور السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- في تعزيز ودعم العمل العربي والإسلامي المشترك، فيما أعرب عن شكره لمجلس الدولة العماني لاحتضان مثل هذه الملتقيات الهامة والفعالة.

وقال: إن البرلمان العربي يعد أحد أهم تجليات التجارب العربية في مجال التعاون المشترك، سعيا من القادة العرب لتأكيد قيم الديمقراطية والحكم الرشيد، وإيجاد فضاء عربيا لممارسة مبادئ الشورى التي تقوم عليها ثقافتنا العربية والإسلامية وتضمنتها معظم الدساتير العربية، فالبرلمان العربي أحد روافد تطوير منظومة العمل العربي المشترك وتعزيز مقوماتها وتحديث آلياتها وتفعيل مسيرتها، وممثل للشعب العربي من خلال الدبلوماسية البرلمانية والشعبية لتحقيق المصالح العليا للأمة العربية.

وأكد أن البحث العلمي وريادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكافة جوانب بنية المعلومات الرقمية أصبحت تشكل في عالمنا المعاصر جزءا لا يتجزأ من أمن الدول وركنا أصيلا في تقدمها وتطورها، مبرزا أهمية دور تكنولوجيا المعلومات والابتكار كمحركين أساسيين للنمو الاقتصادي في الوطن العربي، جنبا إلى جنب مع تطوير العمل الدبلوماسي الرسمي والشعبي والمدني نتيجة للتحديات الجسيمة التي يتعرض لها عالمنا العربي خدمة للقضايا والمصالح العربية، لافتا إلى أن البرلمان العربي أولى أهمية كبرى بالتطور التكنولوجي وعلاقته بالتطور الاقتصادي كأحد محاور دفع التنمية المستدامة في الوطن العربي.

جلسات العمل

وانطلقت أعمال الملتقى بعقد الجلسة الأولى التي ترأستها الدكتورة أمينة الحجرية حيث قدم الدكتور حسام بدراوي العضو المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الوطني المصري للتنافسية ورقة عمل بعنوان: «هل للبرلمانات العربية دور في السياسات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار؟» أوضح فيها ضرورة أن يتعلم صناع السياسات التكيف مع سرعة التطور العلمي وأن يكون لديهم قدر أكبر من الاستشراف وتوقع السياسة العامة المحتملة الجديدة، وأن جوانب الخطر وعدم اليقين في المستقبل تتسم بالتعقيد والصعوبة بوجه خاص بالنسبة لصانعي السياسات لكي يتصدوا لها في الحكومة أو البرلمان. وقال: إن هناك حاجة إلى بناء الثقة بين العلماء وصانعي السياسات والجهات الفاعلة المجتمعية الأخرى من خلال حوار طويل الأجل ومستدام وتشاركي.

ولا ينبغي استبعاد أي شخص. وأضاف «إن لدينا فرصة تاريخية، لأننا نقف علي نفس المسرح الذي خلقته التكنولوجيا مع الآخرين، وعندنا فرصة الانطلاق إلى المستقبل معهم بدون الاحتياج للمرور في سنوات دورة حضارة انتهت ودورة تبدأ وأولادنا بالرغم منا جاهزين لها». وبين في ورقته أنه «يجب على العلماء أن يتعلموا كيفية استخدام قنوات التواصل القائمة لتقديم المشورة في مجال السياسات بشكل أكثر فعالية، وأن يكونوا أقل صعوبة وأقل غطرسة، ويجب عليهم قبول المسؤولية لترجمة معارفهم العلمية إلى أشكال يمكن فهمها للمجتمع ككل حيث يتم تمويلهم من المال العام».

تعاون إقليمي

ثم قدم المكرم حاتم بن حمد الطائي كلمة بعنوان «الدبلوماسية البرلمانية العمانية ودورها في تدعيم التعاون العلمي» أكد خلالها على أن البرلمانات العربية ومجلس عمان على وجه التحديد منوط بها السعي نحو الاستفادة من الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز علاقات التعاون في مجالات البحث العلمي، والتقنية، والابتكار بما يكفل لمختلف الأطراف الاستفادة من الخبرات المتقدمة والبناء على أحدث ما توصلت إليه الحضارة الإنسانية الحديثة لضمان تقدم البشرية وتطورها في شتى ميادين العمل وتحقيق التنمية المستدامة التي ننشدها جميعا.

وأضاف: إن برلمانات العالم اليوم تحولت إلى صروح راقية لممارسة العمل الديمقراطي التنموي بما يتيح مجالا واسعا للحوار البناء الفاعل فالبرلمانات تتحمل مسؤولية التعبير عن إرادة الدولة، ولذلك فإن الدبلوماسية البرلمانية تتوازى مع الدبلوماسية الرسمية، فكلاهما يؤدي دورا مكملا للآخر وليس بمعزل عنه، وبفضل ما تتسم به من مرونة وقيود أقل على القائمين بها، انتقلت الدبلوماسية البرلمانية إلى صدارة الدبلوماسية الموازية التي ترمي إلى بلوغ جملة من الأهداف في مقدمتها تعزيز التعاون بين المجالس البرلمانية في مختلف الدول بما يخدم القضايا الوطنية والثنائية والإقليمية والدولية، والإسهام بفاعلية في دعم خطط التبادل العلمي والمعرفي، وتوظيف الإمكانات في تحقيق التنمية المستدامة، والعمل على الاستفادة من «دبلوماسية العلوم»، القائمة على البحث العلمي، والتبادل الثقافي.

وأعرب عن أمله في أن تساعد لجان الصداقة البرلمانية في تطوير التعاون في مجالات العلوم والتقانة والابتكار بما يسهم في تحقيق أحد أبرز أهداف الدبلوماسية البرلمانية.

وأوضح أن الدبلوماسية البرلمانية في هذا الصدد تبرز كأحد الأطراف الفاعلة في توطين التقنيات من خلال استثمار العلاقات بين البرلمانات في التعامل مع ظروف الوضع الراهن على المستوى الاقتصادي إقليميا وعالميا والاستفادة من معطيات الثورة التكنولوجية الهائلة التي أفرزتها الاكتشافات الحديثة في مجالات البرمجة والعلوم على تنوعها.

وألقت د.سمية بنت خلدون النائبة بالبرلمان المغربي ورقة عمل بعنوان «أي دور للبرلمان في تعزيز البحث العلمي والابتكار: حالة المغرب» أوصت فيها الـ«ايسيسكو» بمواصلة العمل في هذا الاتجاه من أجل تراكم الخبرة الضرورية في تشخيص مصادر الاختلالات المؤثرة سلبا على علاقة البرلمانات بالبحث العلمي والابتكار، وتنظيم دورات تدريبية للبرلمانيين في مجال تملك مهارات وقدرات تقييم السياسات العمومية ذات الصلة بالبحث العلمي والابتكار، كما دعت إلى إصدار دليل عملي منهجي لصالح البرلمانيين يساعد على فهم واستيعاب أهمية حضور البحث العلمي والابتكار في مختلف واجهات العمل البرلماني، والتعريف بالتجارب البرلمانية الناجحة في هذا المضمار، وإحداث روابط وشبكات لوزراء البحث العلمي السابقين والحاليين بالدول الأعضاء وتنظيم ملتقيات تجمعهم برؤساء اللجان البرلمانية ذات الصلة ببرلمانات الدول الأعضاء.

وقدم الدكتور يوسف عبداللاه أستاذ مشارك في قسم الهندسة الصناعية من الجامعة الأردنية ومدير البرنامج الوطني لربط الصناعة بالأكاديمية، ورقة عمل بعنوان «تعزيز دور العلوم والتكنولوجيا والابتكار في التنمية» استعرض فيها أهداف البرنامج الوطني لربط الصناعة بالأكاديمية « برنامج دكتور لكل مصنع» الذي انطلقت فكرته لبناء جسر حقيقي لربط الصناعة الوطنية بالمؤسسات الأكاديمية وكان نقطة انطلاق لبناء الثقة بين الطرفين وتميزت فكرته بكونها فكرة غير تقليدية قابلة للتطبيق وكونه البرنامج الأول من نوعه في الأردن والمنطقة، حيث هدف إلى الاستفادة من الثورة المعرفية والخبرات الكامنة وغير المستغلة للأكاديميين المتميزين في الجامعات الأردنية ونقلها للطلبة والباحثين لتحسين جودة المخرجات التعليمية، وفي إيجاد فرص عمل جديدة وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي وتطوير الصناعات المحلية.

وفي الجلسة الثانية من الملتقى التي ترأسها المكرم الدكتور سعيد بن مبارك المحرمي عضو مجلس الدولة جاءت الورقة الأولى حول تجربة مجلس النواب البحريني في دعم التعليم ورعاية الموهوبين قدمها سعادة علي حسن القطيش عضو مجلس النواب، استعرض فيها جهود مملكة البحرين في رعاية ودعم الموهوبين والعلوم والتكنولوجيا وفق أهداف التنمية المستدامة، متطرقا إلى أبرز الجهود لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال، كما تناول المشاريع والاقتراحات والأسئلة التي قدمها مجلس النواب البحريني في مجال دعم الموهوبين والعلوم والتكنولوجيا، ثم قدم الدكتور طارق البراق عضو مجلس النواب التونسي ورقة بعنوان «التعاون الإقليمي في مجال البحث العلمي».

ومن المقرر أن تتواصل اليوم أعمال الملتقى بمناقشة عدة محاور أبرزها دور العلوم في التطوير التكنولوجي وتفعيل دور البرلمان في مجال العلوم ودور الدبلوماسية البرلمانية في دعم مجالات العلوم والتعاون الإقليمي في المجال التكنولوجي.