كلمة عمان

مشروعات كبيرة وتجربة واعدة

25 ديسمبر 2017
25 ديسمبر 2017

بالرغم من كل ما يقال بشأن انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، والترشيد الذي اتبعته حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في الإنفاق بالنسبة للميزانية العامة لهذا العام والعام القادم، إلا أن هناك مشروعات كبيرة، خدمية وإنتاجية، ومنها على سبيل المثال مشروعات الطرق والمطارات والموانئ والسياحة والكهرباء وغيرها، يجري العمل فيها على قدم وساق، وذلك بالنظر لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين وللاقتصاد الوطني أيضًا، باعتبارها من مشروعات البنية الأساسية المهمة.

وفي هذا الإطار فإنه في الوقت الذي يتم فيه غدًا الأربعاء التوقيع على عدة عقود لدعم الشبكة الكهربائية في محافظة مسقط، كما تم إسناد عقود تشييد أربع محطات طاقة كهربائية في ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، وذلك لمواكبة التوسع العمراني والزيادة السكانية، فإنه تم أمس توقيع اتفاقية لإدارة مشروع الأنفاق، على طريق «بدبد - صور»، بين وزارة النقل والاتصالات وبين وحدة «إنشاء» لإدارة المشاريع، التابعة للمجموعة العالمية للوجستيات «أسياد». وتتمثل أهمية هذه الاتفاقية في جانبين أساسيين، أولهما أنها تعد تطبيقًا لمبادرة البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي «تنفيذ»، فيما يتصل ببناء قدرات المؤسسات الحكومية في الإدارة المتكاملة للمشروعات محل التنفيذ. ويعد هذا المشروع، هو أول مشروع في السلطنة تتم تجربته من خلال هذا التوجه، خاصة أن وحدة «إنشاء» التابعة لمجموعة «أسياد» ستكون بمثابة الذراع الرئيسي لتنفيذ مشروعات وزارة النقل والاتصالات وبإشرافها، في مجال الطرق والموانئ والمطارات، حيث ستوفر لها مجموعة «أسياد» مختلف الخبرات المتوفرة لديها، والتي يمكن الاستعانة بها من الخارج، لتنفيذ كافة المشروعات التي تنفذها الوزارة بأعلى كفاءة ووفق المواصفات العالمية.

أما الجانب الثاني الذي يعكس أهمية هذه الاتفاقية، فإنه يتمثل في المشروع ذاته، والذي يتضمن إنشاء نفقين على المسار عند «وادي العق»، إضافة إلى الأعمال الفنية لحماية الطريق من تساقط الصخور في بعض المواقع، ومن ثم سيوفر مشروع ازدواجية طريق «بدبد - صور» مسارًا سلسًا وآمنًا أمام الحركة المرورية في كل الأوقات وفي الظروف المناخية المختلفة، وتعد هذه أول تجربة لإنشاء أنفاق على طريق «بدبد صور»، وهو ما يعزز خبرة وزارة النقل والاتصالات في هذا المجال، خاصة أن طريق «دبا - ليما - خصب» يحتاج إلى أكثر من ثمانية أنفاق بطول يتراوح بين كيلومتر ونصف الكيلومتر وكيلومترين لكل نفق، وهي مسافة طويلة بالنسبة للأنفاق، وهو ما يسهم بالضرورة في الاستفادة من التقنيات الحديثة وبناء خبرة قوية للكوادر والشركات الوطنية في هذا المجال، حيث تشكل شبكات الطرق الحديثة ومرافقها المتطورة شريانًا أساسيًا للتنمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي وهو ما تحرص عليه حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - أعزه الله.