1203318
1203318
المنوعات

«ساعة رملية للغضب والظلام والحب» حياة معلقة ما بين الموت والآخرة !

24 ديسمبر 2017
24 ديسمبر 2017

اليوم إسدال ستار مهرجان المسرح العماني بإعلان الفائزين بـ 13 جائزة -

صحار - عامر بن عبدالله الأنصاري -

يرعى اليوم الاثنين صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد أمين عام وزارة التراث والثقافة حفل ختام فعاليات مهرجان المسرح العماني السابع، الذي أقيم في ولاية صحار خلال الفترة من 17 – 25 من ديسمبر الجاري.

وسيتم خلال الاحتفال الختامي الإعلان عن الفائزين الـ 13 بجوائز متعددة أبرزها أفضل عرض متكامل أول، وثان، وثالث، وأفضل ممثل دور أول، وممثلة دور أول، إضافة إلى أفضل أزياء، وأفضل ديكور، وإضاءة، وموسيقى.

وسيقام الاحتفال في مسرح الكلية التطبيقية بصحار في تمام الساعة السابعة مساء. وسيسبق حفل الختام، العرض الثامن الأخير في المنافسات، برفقة فرقة «التكوين المسرحية» بعرض بعنوان «خيارات في زمن الحرب»، وتختتم بذلك العروض التنافسية بالمهرجان.

سادس العروض

وكان سادس العروض المتنافسة في المهرجان، بقيادة فرقة الرأي، مع المايسترو بدر الحمداني مؤلف ومخرج العرض، والتي اختار له عنوان «ساعة رملية للغضب والظلام والحب».

تدور الأحداث بين حبيبين، يتحدثان بنفس الجمل تقريبا، عتاب وألم وحسرة، كل منهما يعبر عن حبه للآخر ويتهمه بالخيانة والهجر والابتعاد، ولا أحد منهما يسمع الآخر، وفي مشاهد أخرى يكون السرد حواريا، بين رجوع للذكريات، والعودة الى الحالة التي يعيشونها.

العمل يعتبر طويلا مقارنة بالعروض السابقة، وتخللته لقطات ومشاهد مختلفة على ديكور ثابت وإضاءات متنوعة أمتعت الجمهور، فتارة مشهد يعود بهم إلى الذاكرة، وتارة مشهد في وقتهم الحالي، وتارة مواقف اخرى، وتارة تبديل للشخصيات إذ يتحدث الرجل بلسان والمرأة والعكس.

العمل –كما وصفه المخرج والمؤلف- يصور الحياة المعلقة ما بين الموت والآخرة، أو ربما حياة ما بعد الموت بصورة مختلفة عما توارثناه في حياتنا ذات بعد ديني.

ولعب دور الرجل في العرض الفنان الشاب الصاعد عبدالله بن سالم الفارسي بدور الرجل، وندى أحمد عبدالعزيز بدور المرأة، وهما فقط من وقف على خشبة المسرح طوال العرض الذي استمر قرابة ساعة و10 دقائق.

الجلسة النقدية

وتحدث في الجلسة النقدية التي تلت العرض المسرحي كل من الدكتور محمد الحبسي معقب الجلسة، ومخرج ومؤلف العمل بدر الحمداني، وأدار الجلسة المخرج حسين بن سالم العلوي.

بداية تحدث الدكتور الحبسي عن فلسفة النص واصفا إياها بالفلسفة الجميلة، حيث وجد أن النص يبحث في عوالم النفس والتحولات التي حدثت مع رمزية الساعة مؤكدا أنها تجربة جديدة لبدر الحمداني كمؤلف ومخرج في نفس الوقت.

وقال: «أثناء قراءتي لهذه الساعة الرملية كنت استوقف الكثير من الحكايات التي أراد بها المؤلف أن يصل إلى عقل الجمهور، وقد حاول استدراك الكثير من الحوارات السردية في النص المسرحي والوصول به إلى إعداد آخر حتى لا يعرق النص في الخطابية والسردية وحتى لا يغرق الجمهور في العبثية من حالات النص والغضب والظلام».

إلا أن الدكتور رأى أن النص والعمل المسرحي بمجمله لم يتشبع بالصراع الدرامي، وهذا ما انتقده، إضافة إلى عدم وجود الممثل الجيد والقادر على إيصال النص، مشيرا إلى أن المخرج أثقل على الممثلين بعمل مسرحي صعب يحتاج اشتغالا نفسيا كبيرا.

ومما قاله: «لم نستطع مشاهدة التحول بين الشخصيات كمشاهدين، وهذا التحول ليس سهلا ولا يقلل من دور الممثلين، وهناك تناغمية أعطت رتما جميلا للغة العرض المسرحي».

وتابع قائلا: «أتوقع أن هناك حالة من الفلسفة والمعاني الداخلية ونحترم ما يريده المخرج ولا نستطيع أن نتدخل في لغته الإخراجية، لكن نستطيع أن نطالب الالتزام ببعض الأساسيات وأن نلحظ التغيير خاصة أن التغيير في الشخصيات لم تصلني كمتلق».

واختتم كلمته قائلا: «كنت أتمنى أن تنتهي المسرحية بالمشهد عند القتل كوقع درامي أفضل لكن المخرج أراد استمرارية الحياة، ولكن من المهم أن يكون هناك تحول حقيقي ورسالة واضحة نراها بصورة واضحة».

تعقيبات أخرى

أما حضور الجلسة النقدية فكان لهم مجال للتحدث، وابتدأ الحديث الكاتب هلال البادي، وتمنى أن لا يقوم المؤلف بدر الحمداني بإحراج إي مسرحية من تأليفه، حيث برر ذلك بأنه مهما سعى فريق العمل لايزال النص الثقيل باللغة هو العقبة أمام الممثلين، وأمام الجمهور.

وقال البادي: «هناك إشكالية عند بدر، وهي انه لا يريد ان يستغني عن شيء من نصوصه، تمنيت ان يحذف الكثير من النص الذي أصاب العرض بالترهل والملل، وقد رأينا النهاية عدة نهايات والاشتغال يجب ان يتناسب مع المنصة والعرض والجمهور الذي سيحضر حتى وان كانت مأساوية، يجب ان يستشعر بها الجمهور».

أما الدكتور مرشد راقي فقد قال: «صور وملامح إخراجية جميلة، نقلات تمثيلية تنم عن خبرة، لكن هناك ملاحظات، أولها الإضاءة -وأنا مقدر لجهودكم- كانت فاضحة للمكان وتميل للفرجة اكثر من ميلها لنفسية وجو العرض الذي أغرقنا معه بالذكريات، وربما جلد او تأنيب الذات وهو قادني الى وجود أداء سوداوي للممثلين ومبالغة لم تخدم العمل فنيا، الديكور جميل جدا أعجبني من النظرة الأولى، ومع مرور الأحداث أخسست ان السرير وعلاقة الملابس وقطعة القماش كانت تكفي، الحوارات جميلة ممتعة ولكنها أرهقت العمل لأنها تدور في نفس السياق وكان هناك (سيمترية) سيطرت على النصين الأدبي والفني».

أما الدكتور عماد الشنفري، فقد قال: «إن الإشكالية ليست في الإخراج، وقد استمتعت ببدر الحمداني كمخرج وقدرته على تحريك الممثلين والجماليات على الخشبة واراه مخرجا جديدا قادرا على الإبداع لهذا المشكلة في النص وعدم وجود الحدث وكان النص محملا بالأسئلة الفلسفية. وقد أشاد عماد بالديكور واصفا إياه بالجمال وان مصممه قد ابدع وكذلك هو الحال بالنسبة للإضاءة.

وبدوره قال الفنان الفلسطيني إيهاب زاهده: «عمل مسرحي جميل وذلك لجرأة العمل أن تعود بعمل مسرحي طويل وتعتمد على الممثل، لم يكن بدر في هذا العمل أنانيا واعطى كل ما لديه للممثل ولهم كل الحب، ونحن نقدر مبالغتهم واخطاؤهم قليلة لغويا والنص طويل ومن يعمل بمثل هذا النص فهو مبدع كممثل».

وقد وجه نصيحة لبدر الحمداني قائلا: «اكتب واخرج لكن انظر بعين المخرج والتكرار ليس عيبا وهي فلسفة مخرج وفلسفة خطيرة جدا وحين تكون مخرجا لنص لك أقس على نفسك وقلل من النص».

كما قال جلال جواد «كان هناك ملل في القاعة والأداء لم يصل والبعض قال المشكلة في النص والبعض قال في الإخراج وانا أرى أن المشكلة في الاثنين، ولم نرَ لمسات إخراجية».

الكثير من الاحتمالات

بعد ذلك عقب مؤلف ومخرج العرض بدر الحمداني قائلا: «النص الأدبي يحتمل الكثير من الاحتمالات وكيف يتخلص الكاتب من فكره لنص يريد أن يخرجه؟ كيف يجد طريقة تظهر فكرة المؤلف الشخصيات؟ هم أشباح يعيدون سرد حكاياتهم لدرجة تقمص شخصياتهم مع بعض».

وقد أشاد المخرج والمؤلف بدر الحمداني بمصمم الديكور الفنان يوسف البادي ومصمم الإضاءة الفنان أحمد البطل، قائلا: «لقد أبدعا في جماليات العرض، وأنا كذلك دائما أؤمن بالتخصص لذلك لم أتدخل في الإضاءة والديكور وتركت لهما حرية الاشتغال إلا بالملاحظات البسيطة».